الاقتصادي - قدمت شركات صناعة السيارات الأمريكية في فترة ما بعد الحرب نماذج جديدة ومثيرة من المركبات. وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كانت شيفروليه تراقب شركات السيارات الرياضية الأوروبية، بهدف تقديم مركبة رياضية آسرة إلى اقصى الحدود.
في عام 1953، كان العالم على استعداد لاستقبال سيارة رياضية مثيرة من مقعدين من شيفروليه. تم تسمية السيارة بـ "كورفيت" أي السفن البحرية الصغيرة ذات الحركة السريعة التي تستخدمها البحرية البريطانية منذ أكثر من قرن. بدا هذا اسمًا مناسبًا للسيارة الرياضية الرائدة من شيفروليه عندما تم عرضها لأول مرة في يناير من العام 1953 وذلك في معارض موتوراما في مدينة نيويورك وديترويت. كانت كورفيت سيارة مثيرة للإعجاب ومرحب بها وقد تحمس لها الكثير من المشترين المحتملين الذين أرادوا معرفة كيفية الحصول على واحدة منها. كانت تلك الرقم 1 كما توضح الصورة أعلاه.
بدأ إنتاج كورفيت في فلينت في ميشيغن في 30 يونيو 1953، وقد تم الضغط على شيفروليه لإنتاج 300 وحدة بكفاءة تامة. حصلت السيارة على هيكل من الألياف الزجاجية فكانت تتمتع بقوة تحمل أكثر من رائعة وهذه الفكرة جاءت من المصمم الأسطوري هارلي ج. إيرل.
إن الإنتاج الضخم بدأ بشكل جدي مع 300 سيارة كورفيت تمتعت بتصميمات داخلية حمراء، والتي تم إنتاجها خلال فصل الصيف وخريف عام 1953. تحت الهيكل الذي أتى من الألياف الزجاجية زودت هذه السيارة بمحرك قوي.
نظرًا لأن عددًا قليلًا جدًا من سيارات كورفيت تم إنتاجه في عام 1953، لم يتمكن سوى عدد قليل من الأشخاص من الحصول على إحدى هذه السيارات المميزة. كانت هذه استراتيجية متعمدة من قبل إدارة جنرال موتورز لتحفيز الطلب، إلا أن تلك الخطة جاءت بنتائج عكسية، فسرعان ما سئم المشترين من الانتظار.
كل سيارات كورفيت الـ 300 جاءت بيضاء اللون، مع تصميمات داخلية حمراء وبعض الخطوط السوداء. تحت غطاء المحرك زودت المركبة بمكينة Blue Flame Six وهي محرك سعة 235 بوصة مكعبة (3.8 لتر) مؤلف من ست أسطوانات تم تقديم قوة 150 حصان، وقد اقترن مع ناقل حركة أوتوماتيكي من نوع Powerglide ثنائي السرعات. هذه القدرة الحصانية في تلك الفترة كانت تعتبر أكثر من رائعة.
كان سعر كورفيت عام 1953 يبلغ 3498 دولارًا، فيما كانت قائمة الخيارات جد محصورة جداً وقد اشتملت، مكيف للتدفئة فقط بزيادة 91.40 دولارًا، وراديو AM بزيادة أضاف 145.15 دولارًا.
ونظرًا لأن سيارات كورفيت تلك كانت مصنوعة كما ذكرنا من الألياف الزجاجية، فإن هذا الأمر جعل الشركة بحاجة لمزيد من الوقت للإنتاج، ذلك أنه وعندما كانت تخرج هياكل الألياف الزجاجية من القوالب، كان يبدأ العمل الحقيقي فقط بالسيارة. هذا وكانت بيئة العمل غير مناسبة لبناء السيارة حيث كانت الغبار تنتشر في الهواء في حين لم يكن يوجد حماية للعمال من تلك الغبار السامة الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض المشكلات في الرئة.
