الاقتصادي: عاد المعلمون الفلسطينيون في بداية الشهر الجاري إلى خوض خطواتهم الاحتجاجية المتمثلة بالإضراب عن التعليم للمطالبة بصرف رواتبهم كاملة وكذلك علاوة الـ15% على الراتب، التي ضمنها الإضراب الأخير في أيار/ مايو 2022.

ووفق متابعة "الاقتصادي" لإضرابات المعلمين، فقد تشابهت مطالبهم منذ 2016 ولغاية الإضراب الأخير في 2023، حيث كانت ما بين صرف الرواتب كاملة والمستحقات المتأخرة وعلاوة طبيعة عمل. 

وفيما يتعلق بإضراب 2016، والذي استمر نحو شهرين، كان للمطالبة بصرف مستحقاتهم ومتأخراتهم المتفق على صرفها عقب الاتفاق الذي وقع مع الحكومة في 2013، وكذلك فتح الدرجات للمعلمين وصرف علاوتي غلاء المعيشة وبدل طبيعة عمل.

وانتهى الإضراب حينها بعد تدخل الرئيس محمود عباس وتعهده بخطاب ألقاه بتحقيق معظم مطالب المعلمين على دفعات.

وبعد ذلك، كان هناك إعلان للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين في بداية كانون الأول/ ديسبمر 2020 للإضراب عقب ما نشرته وزارة المالية الفلسطينية من "صرف راتب كامل للموظفين عن شهر تشرين الثاني الماضي و50% من المستحقات المتراكمة منذ شهر أيار/ مايو وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر"، وهذا ما رفضه الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، معتبرًا هذا الكلام "ما هو إلا تراجع عن كل الاتفاقيات بين اتحاد المعلمين والحكومة"، إلا أن الأمر لم يستمر طويلًا وعلق الإضراب بعد أيام.

وتجددت خطوة الإضراب في 2022، واستمر هذه المرة لنحو 37 يومًا، وانتهى بمبادرة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أفضت إلى توقيع اتفاقية في شهر أيار/ مايو من ذات العام بين الحكومة والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين وحراك المعلمين، وتوقف الإضراب بعد ذلك، ومن بنود المبادرة، ديمقرطة التمثيل النقابي للمعلمين، وعلاوة طبيعة عمل ونسبتها 15% اعتبارًا من الأول من يناير 2023، مع إضافة نسبة أخرى لا تقل عن 5% اعتبارًا من 1/1/2024.

كما شملت المبادرة أيضًا، إعادة الخصومات للمعلمين الذين نفذوا خطوات احتجاجية وهذا ما نفذ، لكن مع بداية السنة الجديدة 2023 عاد حراك المعلمين إلى الإضراب احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم كاملة وكذلك عدم صرف علاوة الـ15% التي وردت في المبادرة، إلى جانب المطالبة بتشكيل جسم نقابي للمعلمين الفلسطينيين. 

والجدير بالذكر أن الإضرابات الأقوى والأكثر تأثيرًا للمعلمين كانت في 2016 و2022 وما نلاحظه في الأخير 2023. 

وقد مضى على الإضراب الأخير الذي شرع به الحراك حوالي 12 يومًا، مع تنفيذ اعتصام أمام مديريات التربية والتعليم في محافظات الضفة الغربية يوم الأحد الماضي، لتحقيق مطالب المعلمين.