الاقتصادي - بعد مرور أكثر من 100 عام على حادثة الغرق الأشهر في القرن الماضي، استطاع خبراء تحديد موقع جبل الجليد، الذي اصطدمت به سفينة "آر أم أس تايتانيك" عام 1912، وابتلعها البحر بعد 3 ساعات، ما أسفر عن غرق أكثر من 1500 شخص كانوا على متنها.
ونشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، فيديو يؤكد بالتدقيق العلمي، موقع الجبل الجليدي، الذي كان السبب في غرق السفينة، إضافة إلى نقطة الارتطام، التي مزّقت أسفل السفينة، وأدخلت إليها المياه، قبل أن تتلاشى في أعماق البحر.
20 دقيقة عن تايتانيك
أعدّ الفيديو خبراء علوم أعماق البحار في منظمة "أوشين غايت إكسبيديشين"، بين عامي 2021 – 2022، ومُدّته 20 دقيقة. ويُظهِر الحالة الحالية للسفينة، المُستقرّة على عمق 13000 قدم (حوالى 4000 متر) في قاع المحيط الأطلسي.
ويُبيّن الفيديو الذي صوّرته غوّاصة "تايتن" التابعة للفريق، الوضع الحالي لـ"قوس السفينة، الصاري الرئيسي، مقر القبطان، إضافة إلى غرفة المراقبة".
وفي تصريح إلى صحيفة" هافينعتون بوست"، لفت الغوّاص المتخصص بالبحث عن كل ما يتعلق بتايتانيك "روري غولدن" إلى أنّه عندما غطس لأوّل مرّة على غواصة "تايتن" في صيف عام 2000، كان الصاري الرئيسي مُستقراً مُباشرة على سطح هيكل السفينة المُتداعي، أما اليوم، فقد تآكل وانهار تماماً".
أكبر تابوت في التاريخ
وأوضح غولدن، المُستكشف لعالم ما تحت سطح البحار، أنّه بالنظر إلى أسفل، يمكن تحديد الممر الذي كان من الممكن أنْ يعبره مُراقب السفينة "فريدريك فليت" للوصول إلى جرس الإنذار للتحذير من الجبل الجليدي، بحيث لا يزال الجرس في موقعه، إضافة إلى أحد قاربي النجاة المتبقيين، بعدما فشل ركاب يائسون في الصعود على متن أحدهما قبل غرق السفينة".
واعتبر روري أنّ المشاهد الجديدة للسفينة تُشكّل صدمة كبرى، بل تدفع المرء إلى التوقف للحظات والتفكير ملياً بسيرة سفينة كانت ستُغيّر العالم نحو الملاحة الحديثة، لكن كُتِبَ لها أنْ تكون أكبر تابوت في التاريخ، حسب تعليقه للصحيفة.
استكشاف مقابل 250 ألف دولار
وفي السياق، أعلنت "أوشن غايت" عن ترحيبها بالمستكشفين الهُوَاة الراغبين بالانضمام إلى طاقم غوّاصتها "تايتن" للعودة إلى قاع المُحيط، حيث تستقر "تايتانيك"، في وقت لاحق من هذا العام، مقابل 250 ألف دولار.
وذكر موقع الإلكتروني لـ "أوشن غايت" أنّ المُستكشفين الهواة، سيُشبعون رغبتهم وفضولهم في مشاهدة واقع حال "تايتانيك" عن قرب، حيث ستنطلق الرحلة من الساحل الأطلسي لكندا في رحلة استكشافية لمدّة 8 أيام للغوص على ناحية "الحطام الأيقوني"، الذي يقع على بُعد أكثر 6 كيلومترات من الشاطئ و3800 متر تحت سطح البحر، حيث سيوفّر الخبراء والعلماء كل ما يحتاج الهواة إلى معرفته عن الحُطام وبيئة أعماق المحيط.