الاقتصادي-كشفت خسارة شركة "ألفابت"، المالكة لعملاق البحث على الإنترنت غوغل، قرابة 100 مليار دولار من قيمتها السوقية، عدم جهوزية تقنيتها الموعودة للذكاء الاصطناعي، في مواجهة ومنافسة برنامج "شات جي بي تي"، الذي أحدث ثورة منذ انطلاقه في ديسمبر (كانون الأول)، آخذاً في الصعود والتنامي بقوة، حتى قدراته الهائلة في اجتياز أربعة امتحانات للقانون وكذلك اختبار طبي صعب في الولايات المتحدة.
وتسببت معلومة خاطئة قدمها روبوت الدردشة "بارد" Bard القائم على الذكاء الاصطناعي، ضمن فيديو دعائي، في تكبد مطورته غوغل خسارة مادية والتشكيك في دقة تقنيتها، ووضعها في موقف محرج أمام العالم، وسط تفسير بأن غوغل تسرعت في هذا الأمر وأطلقت روبوتها قبل الموعد المحدد، لتثبت وجودها في هذا المجال مقابل منافسها برنامج "شات جي بي تي".
وروجت غوغل لتقنية "بارد" معلنة أنها ستكون الثورة المقبلة للشركة، وستكون مهمتها كما تفعل "شات جي بي تي"، لكن المثير للدهشة أن "بارد" أخطأ في إجابة سؤال عن "أي قمر اصطناعي التقط صوراً للمرة الأولى لكوكب خارج النظام الشمسي للأرض"، فبدلاً من أن يجيب بأن التلسكوب الأوروبي أول من التقط هذه الصور عام 2004، أعطى إجابة خاطئة وهي تلسكوب "جيمس ويب" .
وأبدى العديد من المتابعين تخوّفهم من عدم دقة النتائج التي تقدمها روبوتات غوغل، فبعد أن كان يُنظر إلى محركات البحث على أنها مصادر موثوقة للحصول على المعلومة، يخشى الكثيرون من إمكانية الحصول على معلومات غير صحيحة حول عبارات بحثهم.
وأوضحت غوغل أن روبوتها ضمن مرحلة تجريبية، ويخضع لاختبارات صارمة ضمن برنامج Trusted Tester، في إشارة إلى برنامج الشركة الذي تسمح فيه لمجموعة من المُستخدمين بتجربة خدماتها الجديدة وإبداء الرأي حولها. وأضاف المتحدث باسم الشركة بأنها ستجمع الآراء من تجارب المُستخدمين وتجاربها الخاصة بهدف تحسين البرنامج.
وتهدف مرحلة الاختبار خصوصاً إلى "التأكد من أنّ إجابات بارد أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية".
وكانت غوغل قد أشارت سابقاً إلى أن برنامجها سيستند إلى المعلومات الموجودة عبر الإنترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية.
وتختلف طريقة عمل "بارد" هذه عن تلك الخاصة بـ"شات جي بي تي"، إذ يعتمد الأخير على قاعدة بيانات لجمع معلوماته لا على الإنترنت، وبالتالي سيكون بارد أشبه بمحرك بحث تقليدي كمحرك غوغل.