في سابقة هزت مشاعر أهالي الخليل وألقت الصدمة على الآلاف من المجتمع المحلي، قامت ادارة شركة تعد من اكبر شركات مدينة الخليل والمعروفة على مستوى الوطن بخصم مبلغ مالي من راتب شهيد كان يعمل لديهم، وفي سابقة اخرى، قامت بخصم تكاليف نقل المتوفي بسيارة اسعاف من مكان الحادث وتكفينه.
وفي تفاصيل مثيرة وموجعة توصلت لها شبكة الحرية من ذوي الشهيد والعامل الذي توفي أثناء عمله، أفادت عائلة الموظف لدى هذه الشركة، ان بعد وفاة نجلها والابن الاكبر لها في حادث سير مؤسف تعرض له أثناء العمل، لم تقدم لهم الشركة التي كان يعمل بها اي دعم او تأمينا او حتى تعويض مالي بسبب وفاته اثناء العمل كاجراء تقوم به الكثير من الشركات والمصانع على مستوى العالم، بل قامت بخصم مبلغ مالي من راتبه يتضمن رسوم كفنه ونقله بالاسعاف من مكان الحادث، وساعات جُمعت طيلة الايام التي دوام بها قبل وفاته تحت مسمى الغياب.
وطلبت الادارة من والد المتوفي الحضور للشركة لقبض راتب نجله بعد تسوية حسابه وخصم المبالغ المذكورة السابقة.
وما كان من والد الموظف والمكلوم بنجله البكر، الا ان يكمل على ما استلم من راتب نجله وشراء ثلاجة تبرع بها لاحدى المدارس صدقة جارية عن روح محمد.
وفي ذات السياق، حادثة اخرى، أذهلت الآلاف حيث قامت نفس الشركة، بتكرار الموقف ولكن هذه المرة مع شهيد، ارتقت روحه للسماء برصاصات الاحتلال، فتخصم من راتبه يوم استشهاده، والأيام الأربعة المتبقية من الشهر، وتسلم والده 878 شيكل بالضبط، مرفقة معها ما قامت بخصمه على الشهيد.
وعلّقا والدا الشهيد والموظف الذي توفي وهو على رأس عمله، ان المال لن يأتي شيئا مع من فقدنا، فنحن فقدنا ابنائنا الأغلى من كل أموال الدنيا، الا ان ما فعلوه غير مقبول على اي صعيد، فلو تبرعت الشركة بتلك الأموال التي لم تتعدى الألف شيقل كان افضل لها من أن تسلمنا ورقة عليها خصومات وبعض الشواقل بمغلف.
المصدر: الحرية الاعلامية