طرأ انخفاض على أسعار البصل في قطاع غزة بشكل بدء يلمسه المستهلكون، بعد موجة غلاء دامت عدة أسابيع، ونتج الانخفاض عن بدء ضخ المزارعون أولى حصاد محصول البصل في الأسواق المحلية منذ الأسبوع الماضي.

ووصل سعر الكيلو جرام الواحد من البصل هذه الأيام إلى 2 شيكل بالنسبة للمستهلك، وسط توقعات حكومية بانخفاض أكثر قليلًا مع بدء ضخ كميات أكبر في الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة.

وشهد سعر البصل ارتفاعًا خلال الأسابيع القليلة الماضية وصل إلى أضعاف الرقم السابق نتيجة نفاد المخزون المحلي، مما أجبر وزارة الزراعة في غزة على فتح باب الاستيراد لسد النقص الحاصل منه في الأسواق.

انخفاض آخر متوقع

وأفاد مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا، بأن أول إنتاج من البصل المحلي تم خلال الأسبوع الماضي، ووصل سعر الكيلو الواحد 2 شيكل، متوقعًا إنتاج نحو ثمانية آلاف طن خلال الشهرين والنصف القادمين.

وأضاف السقا أن الإنتاج من البصل يكفي حتى شهر 8 القادم، منوهًا إلى أنه ومع زيادة كميات الانتاج خلال الفترة القادمة يتوقع أن تشهد أسعار البصل انخفاضا في السوق المحلية من الممكن أن يصل إلى شيكل ونص للكيلو الواحد، تمامًا كما حدث في العام الماضي.

ويبدأ المزارعون في زراعة البصل في شهر 8 وحتى شهري 9 و10 من كل عام، وفي شهر 11  يبدؤون بالحصاد ثم تخزن الكميات منه حتى أغسطس من العام القادم.

وذكر السقا، أن الوزارة لن تفتح الباب أمام تصدير المنتج المحلي من البصل إلى الخارج، مشيرًا في المقابل إلى فتح باب الاستيراد لعدة أيام في مطلع شهر أكتوبر الماضي بعد نفاد الكميات المحلية من البصل في غزة.

وبين السقا أن إنتاج البصل سنويا في قطاع غزة حوالي ثلاثين ألف طن تسوق كلها محليا في حين يتم فتح باب الاستيراد لنحو 4 آلاف طن أخرى.

وكانت وزارة الزراعة في غزة سمحت للتجار ولأيام محدودة بإدخال نحو 4 آلاف طن من البصل من الضفة الغربية وإسرائيل لسد العجز الموجود في قطاع غزة.

وذكرت الوزارة في بيان سابق، أن هذه الخطوة جاءت لمحاربة غلاء أسعار البصل في الاسواق وسد العجز الحاصل في الخضراوات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث وصل سعر كيلو البصل إلى 6 شواكل للمستهلك.

اكتفاء ذاتي

من جهته، توقع مدير جمعية غزة لإنتاج وتسويق الخضراوات جمال أبو النجا، أن يكون هناك اكتفاءً ذاتيا في محصول البصل حتى شهر 7 أو 8 من العام القادم.

وتوقع بأن تحسن كميات الأمطار التي هطلت خلال الفترة الماضية والمتوقعة خلال فصل الشتاء القادم، من كميات الإنتاج في البصل شأنه شأن المحاصيل الزراعية الأخرى المزروعة في المساحات المكشوفة، كالبطاطس والقمح والبازيلاء وغير ذلك.

لكنه تحدث عن تأثير لموجات الصقيع التي ممكن أن تتشكل على المحاصيل الزراعية.

وشهد قطاع غزة خلال فصل الصيف الماضي موجة حار تسببت بتلف العديد من بذور المحاصيل وبالتالي قلة إنتاج المحاصيل وهو ما تسبب بارتفاع في أسعار الخضروات بشكل ملحوظ ويفوق المدخولات الشهرية للمواطنين الغزيين.

ينشر بالتعاون مع الاقتصادية

وأشار أبو النجا إلى نوعين من البصل يتم زراعتهما في غزة، أولهما النوع الأخضر "الروس" وهو ما يتم تسويقه داخليا فقط، في حين أن النوع الآخر "الأخضر" ويتم تسويقه داخليًا بالإضافة إلى تصديره إلى الخارج خصوصا الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

وبشأن إنتاج الثوم ذكر أنه يغطي 40% فقط من الاستهلاك المحلي، كون محصول الثوم يحتاج لزراعة تستغرق ثمانية أشهر، وهي مدة يستغلها المزارع لزرع ثلاثة محاصيل دفعة واحدة"، مبينًا أنه يتم استيراد ألف وثمانمائة طن في العام.

وتجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يزرع نحو 180 ألف دونم خضروات وفواكه ومحاصيل حقلية، وتغطي نسبة كبيرة من الاستهلاك المحلي. وتقول وزارة الزراعة في غزة إن لديها خطة استراتيجية تسير عليها منذ سنوات تتضمن الوصول إلى اكتفاء ذاتي من كافة أنواع المحاصيل الزراعية.

ووفق تقرير صدر سابقًا للغرفة التجارية الفلسطينية لمحافظات غزة، يمثل القطاع الزراعي الفلسطيني القاعدة الإنتاجية الأساسية للاقتصاد في قطاع غزة، إذ يشغل ما نسبته 10% من إجمالي القوى العاملة في القطاع، ويتجاوز عدد العاملين في القطاع الزراعي 38 ألف عامل، ويساهم بنسبة تزيد عن 5% في الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة.