وكالات- الاقتصادي- من منّا لا يحلم بالحصول على وظيفة العمر التي تناسب موهبته وتعليمه ورغباته؟ لكن قد يمضي الزمن دون الحصول على هذه الوظيفة، وبدلا من ذلك نغرق في أداء وظائف وأعمال لا تناسب مواهبنا ولا نستمتع بها، وهو ما قد يولد الكثير من مشاعر الإحباط والكآبة.

تقول الأبحاث إن الكثيرين يمضون عمرهم في وظائف لا يحبونها ويقضون حياة مهنية تعيسة، فقد وجد استطلاع بحثي أجراه موقع "جوب ليست" (Job List) أن 47% من الذين شملهم الاستطلاع غير راضين عن وظيفتهم الحالية ويرغبون في تغيير حياتهم المهنية. ورغم هذا العدد الكبير، تظهر الأبحاث أن معظم الناس خائفون جدا من إجراء تغيير وظيفي، وإذا فعلوا ذلك، فإنهم عادة ما ينتظرون سنة إلى اثنتين قبل اتخاذ تلك الخطوة.

على الجانب الآخر، لا تظهر طفرة الشركات الناشئة أي علامة على التباطؤ، فهناك أكثر من 32 مليون شركة صغيرة ناشئة بالولايات المتحدة وحدها، أي أكثر من 3 ملايين وظيفة جديدة سنة 2020، أما في الهند فقد أدت الشركات الناشئة إلى ظهور 600 ألف وظيفة.

تُثير هذه الأرقام والإحصائيات السؤال التالي: في عالم يقوم فيه الكثير من الأفراد بابتكار الجديد والسعي وراء وظائف أحلامهم، لماذا يخشى الكثيرون خوض تجارب مماثلة؟

قد تكون الإجابة أنهم لم يكتشفوا ما يريدون القيام به، ولا غرابة، فهناك الكثيرون ممن لا يعرفون ما يريدون حقا، أو ما هو مناسب لمواهبهم وقدراتهم رغم أنهم كانوا يحلمون جميعا حين كانوا أطفالا بأن يصبحوا أطباء ومهندسين وطيارين أو حتى لاعبي كرة مشهورين.

ومع ذلك، وحتى إذا كنت لا تعيش تخيلات طفولتك، فإن جزءا من اكتشاف الهدف في حياتنا هو العثور على وظيفة تتوافق مع اهتماماتنا وما هو مهم بالنسبة لنا.

7 طرق للحصول على وظيفة أحلامك

نقدم لك 7 طرق للحصول على وظيفة أحلامك، ونبدأ بنصائح يقدمها بلير هايتمان، الخبير المهني بشركة "لينكدن" (LinkedIn) نقلها موقع "سي إن بي سي" (CNBC).

يقول هايتمان "سواء كنت تبحث عن وظيفة أحلامك، أو تفكر في تغيير مهنتك أو لست متأكدا من أين تبدأ، فإن اتخاذ هذه الخطوات يمكن أن يساعدك في معرفة ما يجب عليك القيام به".

1- اكتب قائمة بأهدافك ووظائفك المفضلة

ابدأ بوضع قائمة بكل ما ترغب في القيام به أو تحقيقه في حياتك المهنية. على سبيل المثال "أريد أن أعمل في بلد مختلف، أن أحدث تأثيرا إيجابيا في العالم".

يقول هايتمان إن كتابة أهدافك يمكن أن تكون "محفزة للغاية" وتساعدك في تركيز بحثك عن الوظائف التي ترغب حقا في القيام بها.

ستساعدك القائمة أيضا على تقييم المكان الذي توجد فيه بالضبط بحياتك المهنية. مثلاً: هل أنت سعيد في وظيفتك الحالية أم لا؟ وهل أنت في طريقك لتحقيق أهدافك؟ وما التغييرات التي تحتاج إلى إجرائها للاقتراب خطوة واحدة من وظيفة أحلامك؟

على سبيل المثال: إذا كان يعنيك أن تصبح مرشدا سياحيا، فيمكنك إعطاء الأولوية للوظائف بهذا المجال والتي توفر فرصا للتطوير المهني المتعلقة بهذه الوظيفة.

2- اعرف مهاراتك ونقاط قوتك

يجب أن تلبي الوظيفة المناسبة اهتماماتك ومهاراتك، وبمجرد تحديد السمات التي تبحث عنها في الوظيفة التي تحلم بها، يقترح هايتمان عمل قائمة أخرى منفصلة بمهاراتك ونقاط قوتك. على سبيل المثال، قد يكون لديك مهارة بسيطة وهي قدرتك على التواصل، بينما قد تكون إحدى نقاط قوتك أنك سريع التعلم.

إذا لم تكن متأكدا بالضبط من مهاراتك أو نقاط قوتك، فاسأل أهلك وأصدقاءك وزملاءك في العمل بل وحتى المعلمين السابقين لك في المدرسة.

ويوضح هايتمان "في كثير من الأحيان، يتعلق الأمر بالثقة: مثلا قد يكون لديك الكثير من المهارات، لكنك غير واثق منها أو من قدرتك على أدائها، وهنا فإن من المهم جدا أن تكون واضحا بشأن ماهية هذه المهارات بحيث عندما تعثر على الوظيفة التي تحلم بها، فستكون عارفا بالضبط بالمهارات التي تحتاجها للتأهل والمنافسة للحصول عليها".

3- تواصل مع من تعجبك وظائفهم

بمجرد أن تُكوّن صورة واضحة لأهدافك ونقاط قوتك، فقد حان الوقت لتكون أكثر تحديدا في السعي وراء وظيفة أحلامك من خلال تحديد أنواع الأدوار أو الصناعات التي تهتم بها وترغب في العمل فيها.

يمكن أن تدلك شبكات التواصل الاجتماعي أو منصات التوظيف على الفرص الجديدة أو تساعدك على معرفة المزيد عن الوظائف التي أثارت فضولك واهتمامك، وهنا ننصحك بالتواصل مع الأشخاص الذين تعجبك وظائفهم -سواء أكان زميلا سابقا أو جارا أو شخصا غريبا تماما- على منصة لينكدن.

قدم نفسك واطلب 15 دقيقة من وقتهم، وهناك الكثير من نماذج البريد الإلكتروني للباحثين عن عمل يمكنهم الاستفادة منها في هذا السياق. المهم أن تعرف نفسك وقدراتك وماذا تريد.

لا تخجل من طرح الأسئلة التي ستساعدك على فهم طبيعة الوظيفة، مثل:

كيف يبدو جدولك اليومي؟
ما الأجزاء المفضلة لديك في العمل وما الأقل تفضيلا؟
ما آفاق التطور الوظيفي في الشركة التي تعمل بها؟

يمكن أن تساعدك الإجابات عن هذه الأسئلة في تحديد ما إذا كنت على الطريق الصحيح للوصول إلى الوظيفة التي تحلم بها، والخطوات التي يتعين عليك اتخاذها للوصول إلى هناك.

بعد أن تعرف مواهبك ومهاراتك وأهدافك والوظيفة التي ترغب حقا في أدائها، ينصح موقع "أونلاين ماسترز" (Online Masters) باتخاذ بعض الخطوات العملية والمهمة للحصول على وظيفة الأحلام، نُجملها لكم فيما يلي:

4- كتابة سيرة ذاتية

قم بكتابة سيرة ذاتية خاصة بالوظيفة التي ترغب بها، واذكر فيها مؤهلاتك العلمية ومهاراتك، ووضح تماما قدراتك وما تستطيع القيام به، وكيف يمكن أن تكون مفيدا للشركة التي تقدم لها.

وبعد أن تكتب سيرتك الذاتية أرفقها بـ "خطاب تغطية" (cover letter) مخصص للعمل الذي ترسل إليه سيرتك، وبإمكانك هنا أن تظهر حماسك لهذه الوظيفة، واشرح مهاراتك وخبراتك ذات الصلة باختصار وإيجاز ولكن ببلاغة، وقم بتضمين حقائق حول العمل الذي تتقدم إليه، إضافة لموجز مكثف عن خبراتك السابقة أو دراستك والدورات التي حصلت عليها.

5- احرص على حضور قوي على الإنترنت

قم بتأسيس وجود واضح على الإنترنت باستخدام اسمك الحقيقي الكامل، ويفضل أن تقوم بإنشاء موقع خاص على الشبكة العنكبوتية يحتوي على سيرتك الذاتية ومؤهلاتك ومواهبك ومهاراتك وخبراتك السابقة، وما تطمح إليه. قم أيضا بتضمين صورة احترافية لنفسك أو فيديو قصير تعرض به قدراتك.

إذا لم تتمكن من إنشاء موقع خاص بك، فبإمكانك تحقيق حضور قوي على الإنترنت من خلال بناء صفحات خاصة بك في مواقع التوظيف المتخصصة مثل منصة لينكدن، وكذلك مواقع التواصل الأخرى مثل فيسبوك وتويتر. كل هذا سيساعد في وجود حضور قوي لك، ومرجعية يمكن أن يستفيد منها أصحاب العمل أثناء بحثهم عن المواهب والكفاءات.

6- ركز على الوظائف التي ترغب بها

ركز في بحثك على الوظائف التي تهمك حقًا، فلا حاجة للتقدم لوظائف لا تلبي متطلباتك أو أهدافك وأحلامك، وكلما بذلت مزيدا من الجهد للتقدم للوظائف التي أنت متحمس لها حقا، زادت فرصة حصولك عليها.

7- شارك وتواصل

ادخل إلى مجموعات وشبكات متخصصة بالوظيفة التي تبحث عنها، وشارك في النقاش حول الموضوعات التي يطرحونها، وفي هذه الأثناء اعرض مهاراتك وخبراتك.

تذكر دائماً أن معظم التعيينات الجديدة بالشركات الكبرى تأتي من الإحالات والتوصيات التي يمكن أن تحصل عليها من أصدقائك الجدد في هذه المجموعات، كما أن هناك الكثير من أرباب العمل يتابعون هذه الشبكات والمجموعات المحترفة ويختارون الأفضل من المواهب والكفاءات الموجودة فيها.