الاقتصادي- دعا مجموعة من المؤتمرين ضمن القمة العلمية الخامسة للحد من أضرار التبغ، (5th Open Science Summit) التي عقدت على مدار يومين متتاليين خلال أيلول الماضي في العاصمة اليونانية، أثينا، إلى ضرورة مراجعة الاستراتيجيات التي تحقق هدف الوصول إلى عالمٍ خالٍ من الدخان، مسلطين الضوء على أهمية دعم المدخنين الذين لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ومساندتهم في مجابهة الأضرار الصحية الناتجة عن التدخين بتقديم حلول بديلة لهم، عبر توسيع نطاق مبدأ الحد من الضرر، وإجراء دراسات مستمرة للحلول البديلة ومراقبة استخدامها وتقييمها على المدى الطويل وباستمرار.
وكانت القمة التي نظمتها الرابطة الدولية لمكافحة التدخين والحد من الضرر، SCOHRE))، والتي نفذت بعض فعالياتها وجاهياً فيما نفذ بعضها الآخر افتراضياً عبر الإنترنت، قد استقطبت أكثر من 240 عالماً وخبيراً من المتخصصين في مختلف المجالات العلمية والطبية المرتبطة بصناعة التبغ، من 41 دولة حول العالم، وعلى رأسهم رئيس اللجنة المنظمة ورئيس الرابطة الدولية لمكافحة التدخين والحد من الضرر (SCOHRE)، إجناشيوس أكونوميديس، ووزير الصحة اليوناني السابق، فاسيليس كونتوزامانيس، ونائب رئيس جامعة كابوديستريان الوطنية في أثينا (NKUA)، الدكتور أثاناسيوس تساكري، بالإضافة إلى مديرة مركز التميز البحثي الخاص بالتدخين في نيوزيلاندا، الدكتورة ماريوا جلوفر، ورئيس أكاديمية الطب الوقائي بكازاخستان والمركز الوطني للتغذية، الدكتور ألماظ شارمان، فضلاً عن عدد كبير من العلماء من كلٍ من إيطاليا، وبولندا، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا.
وقد ناقشت القمة مجموعة من القضايا الرئيسية المتعلقة بصناعة التبغ، منها على سبيل المثال التحديات التي تواجه الحكومات حالياً في مجال مكافحة التدخين، والحد من أضرار التبغ، ودوره في تحسين الصحة العامة، وأهم الدراسات والأدلة العلمية الخاصة بمنتجات التبغ المبتكرة وقدرتها على تخفيض الضرر.
وخلال الجلسات، أكد العلماء على أن كلمة السر في نجاح تطبيق مبدأ الحد من الضرر، يكمن في التعاون بين الدول، ومن أبرز الامثلة على ذلك ما ظهر جلياً خلال مواجهة العالم لجائحة فيروس كورونا، مطالبين بتطوير بروتوكولات التعاون والدراسات المشتركة والدراسات المقارنة لتسجيل وتحليل وتقييم تأثيرات المنتجات المبتكرة الجديدة على صحة الإنسان.
وكان خبير الموارد الطبيعية بجنوب أفريقيا، الدكتور سولومون راتيماني، أبرز من طالب بمزيد من البحث وتحسين التواصل العلمي بين جميع الجهات بما فيها الحكومات التي عليها أن تتفهم أن تبني مبدأ الحد من أضرار التبغ THR يحسن الصحة العامة.
ووافقته الرأي، رئيس الرابطة الدولية لمكافحة التدخين والحد من الضر(SCOHRE)، لينا نيكولوبولو، في ضرورة إطلاع متخذي القرار في الحكومات المختلفة على الإثباتات العلمية الخاصة بقدرة منتجات التبغ المبتكرة على تقليل الضرر، مشيرة إلى أن اللجنة تدعو إلى توفر المزيد من البيانات ومزيد من النقاشات حول هذا الموضوع.
وفي اليوم الثاني من القمة وضمن الخطاب الرئيسي، سلط المتخصص في علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة لندن كوليدج، ليون شهاب، الضوء حول كيفية تطبيق مفهوم الحد من الضرر مع الاستمرار في حماية الشباب من تبني استخدام منتجات النيكوتين، موضحاً أن العقبة الوحيدة هي إقبال الشباب وغير المدخنين على منتجات التبغ البديلة. وقام شهاب بعرض وتقديم بيانات عن منتجات النيكوتين الإلكترونية التي يستهلكها الشباب، وخلص إلى أن هناك دليل واضح على أن السجائر الإلكترونية تعدّ بديلاً عن السجائر التقليدية للمدخنين الحاليين التي قد تساعدهم على الإقلاع عن التدخين. ولتوجيه المدخنين البالغين والشباب، قال شهاب أنه يتوجب تزويدهم بمعلومات واضحة وتتميز بالشفافية، بالإضافة إلى وجوب فرض وتطبيق تشريعات وقوانين مختلفة بين السجائر التقليدية والمنتجات البديلة، بهدف مساعدة من لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين.
ومن جهته، أكّد عضو إحدى المنصات المختصة بالحد من الضرر الناجم عن استهلاك التبغ في أسبانيا، فرناندو فرنانديز بوينو، أن إجراءات تطبيق مفهوم الحد من الضرر تتطلب نهجاً متوازناً، مقدماً إسبانيا كمثال على هذا النهج؛ إذ أنها حكومتها تتعامل مع السجائر التقليدية والمنتجات البديلة بنفس الطريقة، كما ترفض الحكومة الحالية الحوار مع أصحاب المصلحة، ما يزيد من المعيقات أمام الأطباء والعلماء الذين يدافعون عن مفهوم الحد من ضرر التبغ في الواقع من المضايقات والإكراه من قبل السلطات. وشدد بوينو بأهمية تغيير هذا التوجه، وأكّد على أهمية تزويد الجمهور والأطباء بمعلومات دقيقة حول الاختلافات الفعلية بين المنتجات.