ميّز العالم لباس النساء في شبه القارة الهندية بهذا الزيّ. يقول ويل ديورانت في موسوعته "قصة الحضارة": "ونساؤهم يلبسْن أثواباً فضفاضة من حرير يسمونها ساري أو يلبسن خدارًا من نسيج البلاد، يتلفَّعْن به على أكتافهن، ويربِطْنَه عند الوسط ربطاً وثيقاً، ثم يرسِلْنه على القدمين، وهنّ يترِكْن أحيانًا جزءاً من أجسادهن البرونزية عارياً تحت الثديين".
وللساري وجودٌ في الذاكرة الهنديّة المقدّسة، ففي الملحمة القديمة "المهابهاراتا" يخدع "دُريودهَنا" الملك "يودهِشتهِرا" المولع بالميسر، ويستفِزّهُ لمقامرة أحد الأشقياء الذي يستخدم نرداً مزيفاً؛ فيخسر "يودهِشتهِرا" مُلْكه بل إنه يخسر إخوته ونساءه، بعد ذلك تُدعى "درَوپَدي" وهي زوجة الملك؛ باعتبارها جارية إلى قاعة المجلس؛ وعندما تستنكر ذلك، يُؤمر بتعريتها. غير أن من يقوم بذلك لا يُفلح، إذ ينهال عليها ساري إثر ساري بفضل صلاة ترفعها إلى الإله "كرشنا"، ليبقى جسمُها مستورًا. فالساري الهندي كان معجزة حفظت المرأة من الإذلال.
والساري زيٌّ يمتاز بالمرونة، إذ يتكون من شريط طويل من القماش يمكن لفه بعدّة أساليب. أكثر الأساليب انتشارًا، هو أن يتم لفّه حول الخصر، ثم ترفع إحدى النهايات فوق الكتف. يمكن أيضاً ارتداؤه كأنه ثوبٌ بسيطٌ مع شالٍ، أو باعتباره زيَّاً مكوناً من ثلاث قطع: بلوزة وتنورة وشال.
وفي عالم الأزياء يختلف النظر إلى الساري وفقاً لاختلاف الثقافات، فيوصف أحياناً بأنه زيٌّ يمتاز بالحشمة والوقار، لكنه في نظر آخرين، خصوصًا في الثقافات الغربيَّة، يُعتبَرُ زيًا يمتاز بالإغراء، حيث تتكشّف من خلاله أجزاء من جسد المرأة، كالذراعين والبطن، كما يساعد على إظهار ملامح جسد المرأة.
حقيقةُ هذا التعرّي الجزئي المصاحِب للساري، تنتمي إلى فلسفةٍ هنديةٍ قديمة تحبّذ كشف بطن المرأة، وخاصة منطقة السرّة التي ترمز إلى الحياة والإبداع.
والساري في أصوله الأولى لم يكن له سوى لون واحد، هو اللون الأحمر، حيث يظل الأحمر هو الاختيار المفضل للعرائس في حفلات الزفاف.