الاقتصادي - حذاري من أن يخدعك ما تراه على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا بد من أنك ترى كيف يعيش البعض "أفضل منك"، فستشعر بالأسى على نفسك وتقضي معظم حياتك في محاولة بلوغ الامتياز. وأعلم أنك سمعت الكثير من الخطابات التحفيزية، والأقوال، التي تحذرك من خدعة الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن سأعطيك دليلاً حياً عما قد يؤدي إليه الكذب، والتظاهر على تلك المواقع، والهوس فيها. وستكون هذه حالة من الطراز الآخر، لا مثيل لها.
خدعة مثل الخدع البصرية
انتحل شخصية روسي غني، وخدع الأغنياء ببيعهم سيارات فيراري محدودة الإنتاج ليست موجودة في الأساس، وحصل منهم على ملايين الدولارات. هو شاب في الرابعة والعشرين من عمره، وقد بدأ كونه يوتيوبر مشهور بين مالكي السيارات الفاخرة، وانتهى به المطاف في السجن لمدة 20 سنة. فما قصته بالظبط؟
تكثر على يوتيوب قنوات الشبان الأغنياء الذين يتظاهرون ويتباهون بممتلكاتهم الباهظة، وبالأخص مجموعات السيارات التي يمتلكونها. ويعدّ دانييل ليسن أحد هؤلاء الشبان، إلا أن هذا الشاب ليس غنياً فعلياً. بل هو شاب تباهى بممتلكات لم يمتلكها، وحاز على شهرة واسعة بين جامعي السيارات بفضل سيارات لم تكن له أساساً، وباع سيارات فيراري وهمية للأغنياء بملايين الدولارات.
شهرة من لا شيء أوصلته إلى السجن
نجح ليسن في خطف الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي عندما دخل عالم تصوير السيارات. إذ دخل إلى ساحة أغنياء نيو جيرسي، مدعياً أنه ابن أحد القادة الروس الأغنياء. فأذهل الناس بمجموعة سياراته التي تتضمن سيارات فيراري عديدة، حتى أنه كون صداقة مع وكالة فيراري. ولكن هذه السيارات لم تكن له. فمن خلال حضور معرض السيارات من هنا، وحدث سيارات من هناك، وحدث قيادة سيارات فاخرة، استطاع ليسن لفت أنظار الناس بسرعة، وأصبح معروفاً من بين مالكي مجموعات السيارات. وادعى أيضاً أنه يمتلك 75 سيارة فيراري. ولكن لم تكن أعماله وفيديوهاته إلا شبكة من الأكاذيب، التي في نهاية المطاف أوقعته في شباك مكتب التحقيق الفيدرالي.
ضحايا مادة في أحد العقود الوهمية
وقع الناس ضحية هذه الأوهام التي نشرها. وتظاهر أنه يمتلك سيارات فيراري مونزا اس بي، وتعد سيارات فيراري مونزا اس بي 1 واس بي 2 سيارات باهظة الثمن تقدّر بملايين ونادرة جداً. وبذلك احتال على بعض الأغنياء وقام ببيع سيارات فيراري اس بي مونزا تظاهر بأنه يمتلكها، أي فعلياً لم يبعهم أي شيء!
قام بإنشاء أوراق مزيفة متعلقة بالسيارة، وأوراق تظهر مميزات السيارة. كما جعل ضحاياه يوقعون على عقد يتضمن المادة التالية: " نظراً لحساسية السوق الثانوي وعملية إعادة بيع سيارات فيراري محدودة الإنتاج، تم الاتفاق بموجبه على ألا يقوم المشتري، أو أي من ممثليه، بالتواصل مع المصنع، أو الوكيل (فيراري)، فيما يتعلق بهذه الصفقة تحت أي ظرف من الظروف قبل الاتفاق في هذا العقد أو بعده". وقد جعله هذا العقد ينجو بفعلته لمدة أطول.
أخيراً وقع في شباك القانون
شعر الضحايا الذين دفعوا مبالغ طائلة من آلاف الدولارات فيما بعد بأن كل ما حصل هو مجرد خدعة، من بينهم وكالة باجاني في بيفرلي هيلز. لذا رفعوا دعوى قضائية لاستعادة الأموال التي خسروها. وقد حُكم على الشاب المخادع بمدة أقصاها 20 سنة في السجن، ودفع غرامة 250 ألف دولار. وبما أن والديه ليسا غنيين كما ادعى، لم يستطيعا مساعدته، على رغم من أنهما طلبا المساعدة، ولكن لا فائدة.