وكالات - الاقتصادي - بعد ارتفاع أسعار المخروقات عالميا، يبحث الناس جاهدين عن أي وسيلة ليخففوا استهلاك الوقود أثناء القيادة. ويشاع أن ربما السير في السيارة بسرعة منخفضة، أو متوسطة هو أحد الطرق التي من شأنها ربما أن تخفف استهلاك الوقود. فهل هذه الطريقة صحيحة يا ترى؟ وكيف يقتصر الأمر على سرعة دوران المحرك المعروفة بالـRPM؟
علاقة الـRPM باستهلاك الوقود
لا بد أن هناك سرعة محددة للقيادة بها لبلوغ الكفاءة في الاستهلاك. فكيف ذلك؟ سنتوصل إلى الإجابة معاً، ولكن عليك أن تتابع رويداً رويدا. لنبدأ بتعريف سرعة دوران المحرك بشكل مبسط ومختصر لأنها مرتبطة بشكل مباشر باستهلاك الوقود ومن ثم سأوصلك إلى الإجابة. أعلم أنك ربما تعرف ما هي، ولكن في حال لم تعرف، هي سرعة دوران المحرك، أي عدد اللفات الكاملة التي يقوم بها المحرك في الدقيقة الواحدة. وكلما ارتفع عداد الـRPM أمامك على شاشة العدادات، يعني ذلك استهلاك المزيد من الوقود.
عندما تريد السير بسرعة عالية، سيكون على المحرك بذل مجهود أكبر للمحافظة عليها. فتدوس على دواسة البنزين ، يرتفع الـRPM، فيتزداد عدد لفات المحرك في الدقيقة. إذاً هذا يجعل من القيادة بسرعة تستهلك المزيد من الوقود، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن السير بسرعة منخفضة يخفف الاستهلاك. قد لا يبدو الأمر منطقياً، ولكن إن كنت أيضاً ترغب في المحافظة على السرعة المنخفضة، فيستهلك المحرك وقوداً أكثر.
السرعة الأنسب لتوفير الوقود
تخيل معي أنك تدفع عربة السوبرماكرت، فتراها في البداية تحتاج إلى دفعة قوية حقاً حتى تسير، ثم تبدأ بالتحرك. ولكنك إن كنت تدفعها ببطء، فهي تحتاج باستمرار إلى قوتك لتسير. ولكنك إذا دفعتها بقوة لتسير بسرعة أكبر، يصبح دفعها لاحقاً أثناء سيرها لإلقاء سرعتها أسهل بالنسبة إليك. إلا إذا أردت زيادة سرعتك أكثر فأكثر، وعندها ستحتاج إلى بذل مجهود أكبر لتسرع بها.
تشبه هذه القصة عمل المحرك، فبحسب دراسة أجراها باحثو مختبرأوكريدج الوطني على أكثر من 74 سيارة، أفضل سرعة لتخفيف استهلاك الوقود تتراوح ما بين 65 كلم/الساعة و100 كلم/الساعة، وتحديداً 80 كلم/الساعة. ولا تعد هذه السرعة عالية، ولكن لا تعدّ سرعة منخفضة. فما علاقة ناقل الحركة هنا؟
ناقل الحركة واستهلاك الوقود
قد تكون في حيرة من أمرك الآن كيف أن انخفاض السرعة لا يوفر الوقود. ففي الحقيقة، يتعلق الأمر أيضاً بسرعات ناقل الحركة. فكلما ازداد سرعات ناقل الحركة، انخفض معدل استهلاك الوقود. فالـRPM متعلق بهذه السرعات، إذ إنها كلما انخفضت سرعة ناقل الحركة يرتفع الـRPM، وكلما ارتفعت ينخفض الـRPM.
فالسيارات حديثاً، يمكن القول إنها مصممة بالشكل التالي، بالأخص فيما يتعلق بناقل الحركة الأوتوماتيكي: كلما انخفضت سرعتك، تنخفض سرعة ناقل الحركة تدريجياً، ما يعني استنزاف المزيد من الوقود. فتخفيف سرعات القير يعني RPM أعلى مهما كانت سرعة السيارة.
خلاصة
يمكننا الاستنتاج أن السير بسرعة أكبر أو أخف من السرعة المحددة قانونياً (أي بين 80 و100 كلم/الساعة) لن يوفر عليك الوقود. بل يمكن القول إن السير بسرعة متوسطة قد يعزز بعض الشيء كفاءة استهلاك سيارتك. لذا وكما ورد في الدراسة أعلاه، حافظ على سرعتك بين 65 و100 كلم/الساعة. ولكن لا تنسَ أن هناك عوامل أخرى أيضاً مؤثرة، كحالة الطريقة، إن كانت صعوداً أم نزولاً، وطريقة قيادتك، وعدد المرات التي تدوس بها الفرامل.