أصيب محمد ابن العام العاشر بالاختناق جراء شدة استنشاقه قنابل الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات العنيفة التي شهدها المدخل الشمالي لمدينة البيرة في حي البالوع.
حمل محمد من قبل رفاقه في المواجهات، بعد إصابته خلال إلقائه الحجارة على جنود الاحتلال، ونقلوه بعيداً عن مكان المواجهات، ليستنشق قليلاً من الهواء النقي.
بكى محمد لأنه أضاع فردة حذائه جراء إصابته، وكان كل همه أنه كيف سيعود إلى بيته بفردة حذاء واحدة.
حاول الشبان البحث عبثاً عن فردة حذائه في مكان المواجهات، ولكنهم لم يتمكنوا من العثور عليها، فما كان من بعض الصحفيين المتواجدين في المكان، إلا أن تركوا عملهم و اصطحاب محمد إلى أحد المتاجر القريبة وشراء حذاء جديد له.
وطلب الصحفيون والشبان من محمد أن يعود بحذائه الجديد إلى منزله، فهو صغير على الاستمرار في المواجهات، ولخطورة المواجهات في المنطقة على عمره الصغير.
غاب محمد الصغير عن عيون الموجودين، والذين اعتقدوا أن محمداً استجاب لهم، وعاد إلى منزله، ولكن علموا لاحقاً أن هذا غير صحيح.
بعد نحو نصف ساعة، انطلقت سيارة اسعاف مسرعة باتجاه مستشفى رام الله، وكانت تحمل الطفل محمد مصاباً بالرصاص الحي.
وكان محمد دائم التواجد في المواجهات، وكان الشبان مراراً يحاولون إبعاده عن المواجهات، ودفعه إلى التوجه إلى منزله، إلا أنه كان يرفض دائماً هذه الدعوات.
محمد لم يكن من الأطفال المعتادين على التواجد الدائم في مناطق التماس مع جيش الاحتلال، فهؤلاء الأطفال والذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً دائمي التواجد في المواجهات، وغالباً ما يكونون في المقدمة.
ورغم صغر سنهم، إلا أن جيش الاحتلال لا يتورع عن استهدافهم، رغم صغر حجمهم، إلا أن جرأتهم العالية تدفع جنود الاحتلال إلى استهدافهم.
نقلا عن "معا"