الاقتصادي- انتقلت حمى "السفر الانتقامي" إلى الفلسطينيين، الذين ازداد إقبالهم على السياحة الخارجية بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، ونشأ مصطلح السفر الانتقامي "في عام 2021 عندما بدأت الدول في إعادة فتح حدودها مجددًا، بعد "السيطرة" على انتشار فايروس كوفيد 19.
يقوم هذا المفهوم على أن الشعور بالإحباط والرغبة في تعويض الوقت الضائع قد خلقا لدى بعض الناس الرغبة في السفر لمسافات طويلة، لفترة أطول من المعتاد وإنفاق المزيد، في أسرع وقت ممكن.
ويقول علاء الدين أسعد، من شركة الرحال للسياحة والسفر، إن الإقبال على السياحة الخارجية خلال العام الحالي ازداد بشكل ملحوظ، خاصة الحجوازت في فترة الأعياد، بالرغم من ارتفاع تكاليف السفر بشكل كبير خلال موسم الصيف.
"نلاحظ أن السياحة الخارجية في فلسطين لم تعد محصورة على فئة معينة، فهي تشهد إقبال كبير من أغلب الفئات، مقارنة مع الأعوام القليلة السابقة التي كان فيها السفر (بغرض السياحة) محصور على فئة معينة من المجتمع". يقول علاء، مضيفا، "السفر خلال السنوات السابقة كان "ثانوي" نوعا ما أما اليوم أصبح من الأولويات عند بعض العائلات".
ويفضل الفلسطيني السفر إلى دول قريبة جغرافيا وذات أسعار "معقولة"، مثل تركيا التي تعد الوجهة السياحية الأولى لدى الفلسطينيين، يقول أسعد.
أما على الصعيد العالمي ازداد انتشار مصطلح "السفر الانتقامي" بشكل كبير خلال العام الحالي، بعد الارتفاعات التي وصفت بالـ"جنونية" على أسعار تذاكر الطيران، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، إد باستيان، إن الأسعار هذا الصيف قد تكون أعلى بنسبة 30% عن مستوياتها قبل الوباء! وبالرغم من ذلك فإن الطلب فاق التوقعات.
تذاكر الطيران..ارتفاعات غير مسبوقة!
أوضح تقرير لوكالة بلومبرغ، أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر أصبح عالميا ويختلف حسب المنطقة، إذ تضاعف سعر تذكرة الطيران من هونغ كونغ إلى لندن بنحو 5 مرات عن مستويات ما قبل الوباء، وبلغ سعر التذكرة 5360 دولاراً أميركياً، فيما بلغ سعر تذكرة الطيران بين نيويورك ولندن 2000 دولار.
كما شهدت الأسعار جنوناً خاصةً للمسافرين من سنغافورة إلى برلين، إذ بلغ سعر تذكرة العودة إلى العاصمة الألمانية أكثر من 3600 دولار.
فيما وجدت دراسة أجراها معهد ماستركارد للاقتصاد أن تكلفة الطيران من سنغافورة كانت في المتوسط أعلى بنسبة 27% في أبريل مقارنة بعام 2019، بينما كانت الرحلات الجوية من أستراليا أعلى بنسبة 20%.
وتشير الدراسات إلى أسباب عدة لارتفاع الأسعار، ولا تخضع جميعها لسيطرة شركات الطيران.