يحلم كثر بمنزل ذكي يستجيب لطلباتهم وأوامرهم دون أي عناء؛ كأن يزيد من درجة حرارة المكيف تلقائياً عندما يشعرون بالبرد، أو أن يغيّر القناة على التلفزيون لأنهم سئموا من مشاهدة برامجها، وقريباً سيصبح بإمكان المنازل الذكية القيام بالكثير من هذه المهام عوضاً عن قاطنيها.

لا حاجة على الإطلاق لجهاز تحكم عن بعد، إذ وبمجرد التفكير بما تريدون، سيقوم المنزل بالتنفيذ.

تمكن فريق من العلماء الأتراك بقيادة الباحثة أكمان إيدين من جامعة غازي عنتاب، من تطوير برنامج يعمل على تحويل المنازل العادية إلى منازل ذكية دون أجهزة تحكم أو تمديدات كهربائية، بل ببساطة عبر قبعة للرأس مزودة بإلكترودات تكون مرتبطة بأنشطة الدماغ، فتتلقى الأوامر مباشرة وتشرع بتنفيذها من دون تعطيل.

من خلال القبعة يصبح بالإمكان التقاط إشارة تعرف بالـ "p-300"، وهي عبارة عن نمط من النشاط الدماغي يظهر عندما يخطط الشخص للقيام بعمل ما. بعد التقاط الإشارة، ستظهر شاشة افتراضية مرفقة بالصور لمختلف الأجهزة الإلكترونية وتلك المتصلة بالإنترنت في المنزل، كالتلفزيون أو الهاتف أو المكيفات أو الأبواب الإلكترونية، ويمكن من خلال الدماغ اختيار إحدى هذه الصور والتحكم بما ستقوم به.

عندما اختبرت أكمان أيدين وزملاؤها أجهزتهم، تمكن الجميع وبسهولة من تعلم كيفية التحكم بالهاتف والتلفزيون وجهاز التدفئة وأجهزة الإضاءة في المنزل، أو حتى اختيار فيلم وتغيير القناة وخفض الصوت.

وتؤكد أيدين "أن الصور تظهر على شكل ومضات، وأن خمس ومضات كافية تماماً لالتقاط إشارة"P300" وإعطاء الأمر. وقد أثبتنا ذلك من خلال التجارب التي نجحت بنسبة لا تقل عن 95 في المئة من المرة الأولى".

تجدر الإشارة إلى أن العمل على هذا المشروع انطلق بغرض تحسين البيئة المنزلية للأشخاص الذين يعانون من إعاقة ما، لا سيما المقعدين منهم، وذلك للسماح لهم بالحصول على المزيد من الاستقلالية، وتمكينهم من التحكم بأمور منزلهم بسهولة من دون مساعدة أحد.