وكالات - الاقتصادي- يرغب الكثيرون بالتجسس على هواتف شركاء حياتهم وقراءة رسائلهم والاطلاع على أسرارهم، لكن الخبراء يقولون إن هذه العادة يمكن أن تعمق الخلافات بين الزوجين وتدمر العلاقة الزوجية.
و نعلم جميعًا أن التطفل عبر الهاتف أو الكمبيوتر المحمول أو مذكرات شخص ما هو أمر خاطئ، وهو انتهاك كامل للخصوصية. ولكن عندما تواجه مشكلات تتعلق بالثقة أو انعدام الأمن أو القلق، يمكن أن تكون الشكوك كبيرة بحيث لا يمكن تجاهلها.
وقد ترغب في مقاومة الإغراء واحترام مساحة الخصوصية الشخصية للشريك، لكن الأمر ليس بهذه السهولة. إنه أمر غير مريح بشكل لا يصدق، في الواقع، يمكن أن يتسبب في الشعور بالتوتر الشديد بينما تكون فرصة التطفل موجودة.
لماذا نشعر بالحاجة إلى التطفل عبر هاتف الشريك؟
يقول خبير الجنس والعلاقات ريان كيفيتس إن هناك بعض الدوافع الشائعة للشعور بالإغراء للتطفل. أنت مدفوع بعدم الأمان وانعدام الثقة، والخوف من أن تجد شيئًا يشير إلى عدم الولاء ، وتشعر بالحاجة إلى إثبات أنك على حق. وتشعر بوجود مسافة بينك وبين شريكك وترغب في الخوض في مساحته الخاصة لخلق شعور بالألفة. ويمكن أن تكون قد تعرضت للخيانة من قبل وتخشى أن يحدث ذلك مرة أخرى، أو أن لديك حقًا سبب للاعتقاد بأن شريكك غير مخلص وتتطفل من أجل تأكيد شكوكك.
لماذا لا يجب التطفل على هاتف الشريك مطلقًا؟
يمكن أن يكسر التطفل الثقة والحدود بين الزوجين، ويوضح خبير العلاقات نيس كوبر "كل علاقة لها حدود والالتزام بها أمر مهم. ويمكن أن يكون التطفل علامة على وجود علاقة نرجسية وسيطرة غير صحية، وهذا يمكن أن يحد من العلاقة ويمنعها من النمو بشكل إيجابي".
و يضيف ريان "هاتف / كمبيوتر شخص ما هو مساحته الخاصة. عندما تتطفل، فإنك تنتهك خصوصيته وتغذي حالة عدم الأمان لديك. أنت تخل بالثقة بينكما. ومن المفارقات، أنك تثبت أنه لا يمكن الوثوق بك وينتهي بك الأمر بأن تشعر بالحرج الشديد خوفاً من اكتشاف شريكك ذلك".
ويمكن أن يخلق التطفل حالة من عدم الثقة المتبادل، ويغذي الاستياء ويديم الانفصال في العلاقات. وإذا كنت تتجسس لأنك متشكك أو غير آمن واكتشف شريكك ذلك، فمن الممكن أن يدفع ذلك الشريك بعيدًا وينتهي بك الأمر إلى الشعور بعدم الأمان في الوقت الذي تبحث فيه عن الطمأنينة.
كيف تقاوم إغراء التطفل؟
أولاً، خذ دقيقة لتسأل نفسك لماذا تريد التطفل - هل هو أحد الأسباب التي ذكرناها أعلاه؟ هل هناك مشكلة أكبر تحتاج إلى حل، مثل ضعف التواصل أو انعدام الأمن؟
عندما تغمرك الرغبة في إلقاء نظرة خاطفة، يمكن أن يساعد ذلك في إخراج نفسك من الموقف. لا تشعر بالسخافة لأنك مضطر للانتقال إلى غرفة لا يوجد بها هاتف شريكك. اذهب وافعل شيئًا يشغل ذهنك ويشتت انتباهك، سواء كان ذلك مشاهدة شيء ما على شاشة التلفزيون أو الاتصال بصديق.
عند الشعور بهذه الرغبة، تحدى أفكارك. هل هناك أي أساس منطقي لما يخبرك به دماغك؟ أم أنك تتخيل تجارب الماضي السيئة مع شريك سابق؟
ويوضح ريان "إذا كنت قد تطفلت على هاتف أو كمبيوتر محمول لشريك سابق ووجدت شيئًا يؤذيك، فقد تجد نفسك غير قادر على الوثوق بشريكك الحالي لأنك تخبر نفسك أنك ستتعرض للخيانة دائمًا. ويمكن أن تتخلص من هذه الفكرة في تذكير نفسك بأن هذه ليست طريقة منطقية في التفكير".
وأضاف ريان " لمجرد أنه حدث في الماضي، فهذا لا يعني أنه سيحدث مرة أخرى. الماضي ليس له تأثير على المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، ليس من العدل أن تحكم على شريكك الحالي وفقًا لمعايير شريكك السابق. هذه علاقة مختلفة وأنت تتعامل مع شخص مختلف".
و إذا تطورت الرغبة، اسأل نفسك ما إذا كان ذلك ببساطة بسبب الشعور بعدم الأمان لديك. إذا كان الأمر كذلك، فعليك قضاء الوقت بشكل بناء أكثر من خلال فحص ومعالجة العلاقات الفاشلة السابقة إما بمفردك أو بدعم من معالج نفسي.
بالإضافة إلى ذلك ، إذا أعطاك شريكك سببًا للاعتقاد بأنه يخون، فمن الأفضل الحصول على الحقائق منه مباشرةً، بدلاً من القفز إلى استنتاجات من نشاطه على الهاتف. وعلى المدى الطويل، من الجدير أن تتذكر أنه إذا شعرت أن شريكك يخونك، فسوف يفعل ذلك سواء تحققت من هاتفه أم لا، وعلى المدى الطويل، فإن الشخص الوحيد الذي سيؤذيه هو أنت، بحسب موقع ميترو البريطاني.