واصلت البورصة المصرية تراجعها الحاد لليوم الثالث على التوالي مدفوعة بمبيعات قوية للمستثمرين الأجانب وقلق متنام وسط مجتمع الأعمال على خلفية حادث سقوط طائرة روسية في سيناء وملاحقات لعدد من رجال الأعمال، آخرهم صلاح دياب ومحمود الجمال، والرفع الكبير لأسعار الفائدة على الجنيه لدعم جاذبيته للاستثمار في مقابل الدولار.
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 عن مستوى 7000 نقطة اليوم الثلاثاء، ليصل إلى 6824.74، متراجعا بنسبة 4.4 بالمئة، وسط اتجاه قوي للبيع من جانب المستثمرين الأجانب.
وتتراجع البورصة منذ بداية الأسبوع متأثرة بتداعيات حادث سقوط طائرة روسية في سيناء، وطرح شهادات استثمار بفائدة مرتفعة (12.5%) عزز الميل للاستثمار في هذه الأدوات الآمنة مقارنة بمخاطر البورصة.
رفع بنك القاهرة، ثالث أكبر بنك حكومي في مصر، وبنك الشركة المصرفية العربية الدولية (SAIB)، اليوم الثلاثاء، الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية إلى 12.5 بالمئة بدلا من 10 بالمئة.
وتأتي تلك الخطوة بعد يومين من طرح أكبر بنكين فى البلاد، هما الأهلي المصري ومصر التابعان للحكومة، شهادات استثمار بنفس العائد الذي سيصرف شهريا وبأجل زمني 3 سنوات.
وهبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 اليوم بنسبة 3.84 بالمئة، والمؤشر الأوسع نطاقا EGX100 بنحو 3.4 بالمئة.
وسجل المستثمرون الأجانب على مدى ثلاث جلسات متتالية مبيعات صافية، بينما تراوحت تعاملات المصريين بين البيع والشراء، وبلغت مبيعات الأجانب اليوم الثلاثاء 28.1 مليون جنيه، ومبيعات المصريين 8.5 ملايين جنيه.
ونقل موقع أصوات مصرية، خدمة وكالة رويترز للشأن المصري، عن أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء في شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية، قوله إنه "في أوقات تراجع البورصة كنا نراهن على مشتريات الأجانب لمساندة السوق لأن بعضهم كان ينتهز فرصة انخفاض أسعار الأسهم للشراء، لكن هذا لم يحدث اليوم، مما زاد من فرص هبوط البورصة".
ويقول زكريا إن "سهم البنك التجاري الدولي من أكثر الأسهم التي يستثمر فيها الأجانب، ومع ميلهم للبيع انعكس أداء هذا السهم، صاحب أكبر وزن نسبي في المؤشر الرئيسي، بقوة على أداء البورصة".
ويرى زكريا أن المؤشر الرئيسي لديه مستوى دعم حاليا عند 6800 نقطة "نتمنى ألّا ينخفض عنه وأن نرى استقرارا قريب في السوق".
ويقول عمرو الألفي، رئيس قسم البحوث في شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن "التوقعات بخفض مرتقب في قيمة الجنيه تقلل من الإقبال على شراء الأسهم المقومة بالعملة المحلية".
ويوضح الألفي أن "مبيعات الأجانب في مصر تأتي متزامنة مع خروجهم من الأسواق الناشئة بسبب ترقب رفع الولايات المتحدة لسعر الفائدة، مما يعزز من قوة العملة الأميركية".
وتعد الخطوة الأميركية المنتظرة إحدى خطوات التخارج من الإجراءات الاستثنائية التي طبقتها عقب الأزمة المالية العالمية في 2008 لتيسير الاقتراض وتنشيط الاقتصاد.
وساهم خفض الفائدة الأميركية خلال السنوات الماضية في تشجيع اتجاه العديد من الأموال للأسواق الناشئة بحثا عن العوائد المرتفعة مقارنة بالفائدة الأميركية التي تقترب من الصفر في المئة.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اليوم الثلاثاء، فإن مؤشر أسهم الأسواق الناشئة إم سي إس أي انخفض لليوم الرابع على التوالي بنسبة 1% مع ترقب رفع الفائدة الأميركية وإظهار بيانات التضخم الصينية ضعف أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويقول عمرو الألفي إن "هناك العديد من الأخبار السلبية محليا أثرت على البورصة مثل سقوط الطائرة الروسية والقبض على رجل الأعمال صلاح دياب والحقوقي حسام بهجت الذي تم الإفراج عنه عصر اليوم".
وهبطت اليوم أسهم البنك التجاري الدولي بنسبة 5.9 بالمئة، والمجموعة المالية هيرمس بنحو 4.1 بالمئة وغلوبال تليكوم بنسبة 2.3%