الاقتصادي - محمد سمحان: نتائج موجة الصقيع الأخيرة التي أثرت على الأراضي الفلسطينية ستبدأ بالظهور خلال الأيام المقبلة، على شكل ارتفاعات جديدة في الأسعار، بسبب ما ألحقته من خسائر لبعض المحاصيل المحمية والمكشوفة، تحديداً في الأغوار.

وعن أبرز المحاصيل المتضررة، قال الخبير الزراعي، فارس الجابي إن البطاطا والكوسا في المقدمة، إذ تشهد الأسواق حالة من التراجع على مستوى العرض هذه الأوقات، بسبب تراجع كميات الإنتاج. 

 وتوقع الجابي في حديثه لـ "الاقتصادي" ارتفاع أسعار بعض المحاصيل الزراعية المكشوفة خلال الفترة المقبلة. وتابع "المحاصيل في المحميات، تشهد تأثرا واضحاً بموجات الصقيع ودرجات الحرارة المتدنية"، مفسراً ذلك بأن المزارعين يعتمدون على خلايا النحل التي يضعونها داخل محمياتهم في عمليات التلقيح وفي حالات البرد والصقيع لا يخرج النحل من خلاياها ما يؤثر على عمليات التلقيح وحيوتها ويؤدي إلى تأخر عمليات الأزهار.

 وأضاف، أن دونم الأرض الذي ينتج في الأوقات الطبيعية 50 صندوقا "بكسة" سيتراجع إلى 10 صناديق بسبب حالة البرد الشديد والصقيع.

 وفيما يتعلق بالزيتون، قال الجابي، إن استمرار درجات الحرارة المتدنية والصقيع الحالي، سيؤدي إلى تأثر عمليات التلقيح خاصة إذا بدأ الزيتون بالإزهار في هذه الموجات؟

 وزاد أن إزهار الزيتون يحتاج إلى درجات حرارة فوق 20 مئوية من أجل حدوث "العقد"، مبيناً أن التوقعات حتى الآن تشير إلى موسم زيتون مبشر.

بدورها، وجهت وزارة الزراعة مجموعة من النصائح والارشادات للمزارعين لمواجهة موجات الصقيع وحماية محاصيلهم الزراعية.

 وسائل الحماية من أضرار الصقيع بأشكال مختلفة، منها: استخدام المدافئ التي تعمل على الكاز أو الزيت المعدني المحروق، أو يمكن من خلال استخدام هذه المواد المشتعلة مخلوطة مع الرمل، وتوضع في عبوات من الصفيح، وتوزع في الحقل في عدة نقاط ويتم إشعالها ليلا، والهدف هو تحريك الهواء. 

تدابير أخرى تتعلق باستخدام الرشاشات من أعلى المحصول على فترات متقطعة، خاصة في الفترات التي يتوقع حدوث الصقيع فيها، فالمياه عندما تتجمد تفقد كمية من الحرارة، وبذلك نمنع تكون الصقيع، بالإضافة إلى استخدام الأغطية البلاستيكية حيث تؤثر في القدرة على تقليل أثر الصقيع، فاستخدام البلاستك (IR) يساعد في تقليل الحرارة المفقودة.

ضرورة توخي الحذر عند القيام بتهوية البيوت المحمية، ويجب اتخاذ القرار بعد مقارنة درجة الحرارة داخل وخارج البيت المحمي، ففي حالة كون الحرارة في الخارج أعلى من الداخل يتم عمل تهوية من الجهة السفلية للبيت المحمي.

دعت الوزارة إلى إغلاق البيوت المحمية جيدا في وقت مبكر (وقت الظهيرة) خلال الأيام الباردة، من أجل تخزين أكبر كمية من الحرارة، موضحة أنه في الغراس المزروعة حديثا، يمكن تقليل ضرر الصقيع من خلال لف الساق ومنطقة التطعيم بالكرتون العازل أو الخيش، وضرورة الاهتمام بالري والتسميد وإعطاء النباتات الكميات المناسبة منها، خاصة بالأشجار المهملة، والمصابة بالحشرات، أو الأمراض تكون حساسيتها أكبر للصقيع.

ينصح أيضا بعدم إجراء أي تقليم قبل أو بعد حدوث الصقيع، وعدم رش النباتات بإحدى المبيدات النحاسية أو الكبريتية للوقاية من الأمراض، والعمل على إزالة الثلوج في حالة تساقطها أولا بأول، أو استخدام "مرشات" المياه القوية لإزالة الثلوج.