حوالي 7 ساعات فقط كانت تفصل الشهيد سلامة أبو جامع عن احتفاله بذكرى مولده الثالث والعشرين، لكنه اختار أن يرفع علم فلسطين فوق سياج الموقع الاسرائيلي قبل أن تصيبه رصاصة غادرة استقرت في قلبه استشهد على اثرها فور دخوله المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة.
للمرة الرابعة يتعرض فيها الشهيد سلامة موسى أبو جامع للإصابة بنيران الجيش الاسرائيلي ولم تمنعه جراحه من نصرة فلسطين وتلبية نداء القدس والانطلاق لمواجهة جنود الاحتلال برفقة عشرات الشبان شرق منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، الى أن ارتقى شهيدا بعد أن تمكن من رفع علم فلسطين فوق السياج الفاصل قرب الموقع العسكري الاسرائيلي.
الشهيد سلامة أبو جامع كان يعيش مع والديه و7 من اشقائه داخل مسكن مؤقت "كرفان" في منطقة الزنة ببني سهيلا شرق خانيونس، بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في الحرب الأخيرة على غزة.
موسى ابو جامع والد الشهيد سلامة يقول: "قبل اسبوعين من استشهاد سلامة تعرض لإصابة خلال المواجهات مع الاحتلال وفي كل مرة يخرج فيها للانتفاض نصرة لفلسطين والقدس كان يودع العائلة واصدقائه وجيرانه بطريقته، طلب الشهادة الى أن نالها".
ويٌضيف أبو جامع ، أنه قبل دخول سلامة عامه الرابع والعشرين بـ7 ساعات فقط كان على موعد مع لقاء ربه كما كان يتمنى دائما.
ودعا والد الشهيد ابو جامع الكل الفلسطيني الى الوحدة الوطنية بشكل أساسي وأن تكون دماء الشهداء في الضفة وغزة هي الطريق الى انهاء الانقسام واعادة توحيد الصفوف في وجه الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني الآن في حالة حرب ودماء الشهداء والجرحى هي التي توحدنا.
وأضاف: "كلنا فداء القدس وإن دماء الشيوخ قبل الشبان هي طريقنا لتحرير مسرى رسولنا، واستشهاد أبنائنا لن يثنينا عن مواصلة طريق التحرير التي لن تتم الا بإعادة اللحمة الوطنية".
"غداً عرس شهادتي" هي آخر الكلمات التي قالها الشاب سلامة أبو جامع لأشقائه وأهله وأصدقائه قبل يوم واحد من استشهاده، كما أنه كان دائما يتمنى الشهادة فداءً لفلسطين والقدس، حسب قول شقيقته.
وأضافت فاطمة شقيقة الشهيد: "سألته عن أي عرس تتحدث قال لي إنه عرس الشهادة، ليأتي فعلاً عصر يوم الجمعة محملاً على الاكتاف ليزف شهيداً للقدس، التي لأجلها خرج سلامة منتفضاً دفاعاً عنها".
وتقول فاطمة والألم والبكاء يسيطر عليها "تمنى سلامة الشهادة ونالها"، مشددة على أن دمائه ودماء جميع الشهداء ستبقى وقودا لاستمرار "الانتفاضة" من أجل تحرير فلسطين ومقاومة اليهود المحتلين.
من جانبه، أشار وسيم أحد أصدقاء الشهيد، الى أن سلامة خرج للاشتباك مع جنود الاحتلال وهو يريد الشهادة، موضحا أنه قرر تحدي الجيش واقترب من موقع الفراحين حاملا علم فلسطين ووضعه امامه قبل أن يٌطلق عليه قناص اسرائيلي رصاصة كانت كفيلة بإنهاء حياته.
وأضاف صديقه "دماء صديقي ستزيدنا اصرارا على مواصلة طريق التحرير التي تركها لنا سلامة، لنا الفخر أن نسير على درب صديقنا الشهيد سلامة وسنواصل مقاومة الاحتلال حتى النصر أو الشهادة".
نقلا عن شبكة راية الاعلامية