وكالات - الاقتصادي - إذا كنت تشعر بأن العام الماضي قد مر في لمح البصر؛ فإن الساعات الذرية التي تعد الأكثر دقة على الإطلاق في حساب الوقت، تؤكد هذا الكلام، حيث إن 2021 مر أسرع من الأعوام السابقة.
و"الساعة الذرية" (atomic clock) هي ساعة اخترعها العالم الأميركي وليام ليبي عام 1948، والتي تعتمد على تردد الرنين الذري لضبط الوقت وتستخدم لمعايرة الثانية وتعتبر الساعات الذرية أدق ساعات توقيت حتى الآن؛ حيث يصل مقدار الخطأ ثانية كل 30 مليون سنة تقريبا، وفقا للإحصائيات الحديثة، الأمر الذي جعل منها معيارا للتوقيت العالمي، وفق موسوعة ويكيبيديا.
ويقول الكاتب آد براوني -في تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" (newsweek) الأميركية- إن عشية العام الجديد غالبا ما تكون وقتا للتفكير في الشهور 12 السابقة، وقد ينقسم الناس بين من يرى أن الوقت قد مر بسرعة دون أن يشعر به، ومن يقول إن الأيام والساعات كانت تزحف بسرعة السلحفاة.
ولكن وفق الخبراء في شركة "تايم إن دايت" (Time in Diet) المتخصصة بتحديد الوقت والتاريخ في العالم؛ فإن 2021 من وجهة نظر علمية مجردة فعلا كان أقصر من المعدل، ولكن هذا الفرق لا يمكن للبشر العادي أن يلاحظه.
العام الأقصر
وينقل الكاتب عن غراهام جونز العالم من شركة "تايم أن دايت" أن العام الماضي (2021) كان أقصر من المعدل بفارق 65 ميلي ثانية (جزء من الألف من الثانية)، ويعتبر بذلك العام الأقصر في السجلات.
ويوضح الكاتب أن هذا التغيير سببه سرعة دوران الأرض. إذ إن تغييرا بسيطا في مدى سرعة هذا الدوران يمكن أن تجعل اليوم أقصر من التوقيت المعتاد لليوم، وهو 86.400 ثانية.
ويقول غراهام "إذا نظرت إلى طول اليوم، عبر كامل السنة، يمكنك أن ترى بعض التقلبات من حين إلى آخر. ومن أهم الأشياء التي تؤثر على هذه السرعة هنالك مدار القمر والمسافة بين القمر والأرض".
هذا التأثير يعتبر قصير المدى نسبيا وفق غراهام، ولكن هنالك أيضا عوامل أخرى مثل حركة المياه في المحيطات في كوكبنا، والحركة الداخلية للأرض التي يعتقد أن لها تأثيرا طويل المدى، ولكن إلى حد الآن لا يفهم العلماء هذا التأثير بشكل كامل. وبذلك فإنه من الصعب وضع توقعات دقيقة حول سرعة دوران الأرض لمدة تفوق 6 أشهر قادمة.
وبشكل عام يعتقد العلماء أن الأرض كانت بصدد التباطؤ على فترة طويلة، وهو ما جعل الأعوام تصبح أطول تدريجيا. وتم التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال السجلات الجيولوجية والملاحظة الفلكية لكسوف الشمس.
تسارع الأرض
ويضيف غراهام "ما كان مثيرا للانتباه خلال العام الماضي هو أننا شاهدنا أن الأرض شهدت ما يشبه الزيادة المفاجئة في السرعة خلال هذا العام. هذا التسارع تراجعت وتيرته، ولكن الأرض بحساب عام كامل حافظت على هذه السرعة، وهو ما جعل هذا العام أقصر. ويتوقع العلماء أن العام الجديد 2022 سيكون أكثر قصرا من المنقضي، ولكن يصعب عليهم وضع حسابات دقيقة أو تأكيد ذلك".
ويمكن للساعات الذرية اليوم أن تقيس بشكل دقيق فهمنا للفيزياء الأساسية، وتوفر بسهولة القياس الزمني بدقة تصل إلى 1 من مليار جزء من الثانية، لأنظمة تحديد المواقع للخرائط في نظام تحديد المواقع العالمي. من أجل الاستفادة من ذلك في قيادة السيارات على الطرقات على سبيل المثال.