وكالات - الاقتصادي - تزداد حرارة الأرض وتتصاعد التأثيرات المناخية، كالجفاف والأعاصير وحرائق الغابات. وتصبح أكثر انتشارا وشدة، بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن غازات كثاني أكسيد الكربون يضخها البشر في الغلاف الجوي، سواء من حرق البنزين أثناء القيادة، أو حرق النفط أو الغاز لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء، على سبيل المثال.
وجاءت جائحة كورونا وأسهمت في جعل كثير من الناس متحمسين للحفاظ على الطاقة في منازلهم، من أجل توفير المال، وتقليص الأضرار التي تهدد البيئة. فوفقا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (LATimes)، "انخفضت انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 7% في عام 2020".
وقال مسؤولو ولاية كاليفورنيا "إن معايير الكفاءة الصارمة للأجهزة والمباني، وفرت للمستهلكين أكثر من 100 مليار دولار". وهكذا، كلما استخدمت أُسر أكثر، طاقة أقل، أو مصدر طاقة أنظف، ستنخفض انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وبعد أن أصبح المناخ أحد أكبر التهديدات في حياتنا، لم يعد أمامنا خيار سوى أن نقوم بدورنا لإنقاذ مستقبلنا، بالمساهمة في تحقيق الاستدامة البيئية داخل منازلنا وتقليل التكاليف، وخفض التلوث للحفاظ على كوكبنا.
خطوات صغيرة تتراكم
وفقا لوكالة "ناسا" (NASA)، فقد "كانت السنة الماضية هي الأكثر سخونة على الكوكب"، عقب "السنوات السبع الأكثر دفئا منذ عام 2014″، بحسب "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (NOAA)، بعد أن بلغ معدل إنتاج الفرد من غاز ثاني أكسيد الكربون في الدول الصناعية نحو 10 أطنان في السنة، مما يعني أننا "نعيش أزمة مناخ قد تهدد هذا الجيل والأجيال المقبلة، ما لم نقلل من انبعاثاتنا". وفقا للدكتور جريجوري كيوليان، مدير مركز الأنظمة المستدامة في جامعة ميشيغان.
وبالرغم من صعوبة تحديد التغييرات المؤثرة التي يمكن تنفيذها بسرعة وسهولة لتحقيق ذلك، فإن الخبراء يقولون إن الوقت قد حان لإعادة التفكير في طرق استخدام الطاقة في المنزل، والاهتمام بمشكلة تغير المناخ، والقلق بشأن تأثيره على كل من البيئة ومستقبل عائلتك.
ففي حين أن "الأسر في المنازل مسؤولة عن 20% فقط من الانبعاثات السنوية، اتضح أن الذين يعيشون أسلوب حياة أكثر صداقة للبيئة يمكنهم أن يفعلوا شيئا ذا فائدة حيال تغير المناخ"، حيث يمكن أن يؤدي إجراء تدقيق بسيط إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس، من خلال اتباع بعض النصائح التي تتدرج من الأسهل إلى الأكثر طموحا وصولا إلى تحقيق الاستدامة البيئية داخل منزلك، والحد من الإنفاق على فواتير الخدمات.
وذلك عبر "مجموعة من الخطوات العملية الصغيرة التي تتراكم وتُحدث تأثيرا بمرور الوقت"، كما تقول تيريزا إيبرهاردت، مديرة مشروع في صندوق الدفاع عن البيئة بالولايات المتحدة.
وطبقا لنتائج تحليل أجراه مركز الأنظمة المستدامة بولاية ميشيغان، حقق المنزل الموفر للطاقة على مدى دورة حياته البالغة 50 عاما، خفضا في انبعاثات الكربون بأكثر من 60%، مع توفير 38 ألف دولار من تكلفة الكهرباء، و40 ألف دولار من الغاز الطبيعي، بمتوسط وفر قدره 1560 دولارا سنويا. وفقا لقناة "سي إن بي سي" (CNBC).
يمكنك المساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة وحماية البيئة وتوفير نفقات أسرتك، بالبدء باتباع هذه الخطوات التصاعدية التي يوصي بها الخبراء.
تأكد من العزل الجيد ومنع التسرب، فجودة العزل تقلل فقد الطاقة عبر النوافذ والأبواب، والاستفادة من الستائر والأشجار، يساعد على التحكم في درجات الحرارة المنزلية. أيضا يُفضل تجنب رفع غطاء القدر باستمرار، تفاديا لتسرب الحرارة خارجه. وضع الغطاء على القدر يوفر استهلاك ربع كمية الطاقة، مما يخفض استهلاك الطاقة في منزلك، ويوفر لك نفقات فواتير الكهرباء والغاز، وهو ما ينطبق على الفرن، فكلما زاد عدد مرات فتح وغلق بابه، طالت مدة استهلاكه للطاقة.
غسالة الأطباق هي الأفضل لك، فهي توفر حوالي 5 آلاف غالون مياه سنويا، وتستهلك أقل من نصف طاقة الغسل اليدوي. خاصة إذا كانت موديلا أحدث، وتغسل حمولة كاملة. كما يمكنها أن توفر فواتير الطاقة إذا تم ضبطها لتعمل بالماء البارد بدلا من الماء الساخن، وفقا لخبير البيئة الأميركي، جون هوسيفار، الذي يؤكد أن "تسخين المياه هو أحد الأشياء الأكثر تكلفة من بين ما نقوم به".
انتبه لغسالة الملابس، فنظرا لما تستهلكه من الكثير من الماء والكهرباء، ينصح الخبراء بألا تزيد درجة الحرارة على 30 إلى 40 درجة مئوية باستثناء الملابس الداخلية وأغطية الفراش، فتغسل في درجة 60 مئوية، فهذا يوفر كثيرا من الطاقة التي كانت تُهدر في تسخين المياه، وهو ما يؤكده الخبير هوسيفار، بقوله إن "غسل الملابس بالماء البارد مرة في الأسبوع، يمكن أن يقلل انبعاثات الأسرة بأكثر من 70 رطلا سنويا (الرطل الواحد = 0.454 كيلوغرام)، بحسب "مركز النظم المستدامة" بجامعة ميشيغان (css.umich)، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن قيادة سيارة لمسافة 80 ميلا، وفقا لما ذكرته "وكالة حماية البيئة" (epa).
افصل الأجهزة، فالطاقة التي تستهلكها الأجهزة الإلكترونية في وضع الاستعداد الدائم تمثل ما بين 5% إلى 10% من إجمالي استخدام الطاقة المنزلية، وفقا لمركز النظم المستدامة، الذي يوصي بفصل الأجهزة في حالة عدم استخدامها بواسطة مقابس الكهرباء الذكية، التي يمكن برمجتها لإطفاء الأنوار والأجهزة غير المستخدمة، لخفض استهلاك الطاقة.
ضع منظم حرارة ذكيا، فهو يدير عملية التدفئة والتبريد في منزلك أتوماتيكيا، بالإضافة إلى ميزات أخرى توفر لك المال والطاقة بمرور الوقت. وإذا لم يتوافر فبإمكانك ضبط منظم الحرارة الموجود في الأجهزة، تقول إدارة الطاقة الأميركية، إنه "يمكن توفير ما يصل إلى 10%".
حاول إدخال الأجهزة الشمسية، فهي بدائل مذهلة يمكن أن تساعدك في توفير الطاقة بطريقة آمنة، وتوفر لك الكثير من المال أيضا، كما يقول الخبراء.