رام الله - الاقتصادي - محمد عبدالله - صعد الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي عند ذروة ربع قرن، في التعاملات المسائية، الإثنين، وسط ترقب المستوى السياسي لتحرك بنك إسرائيل (البنك المركزي).
وبلغ سعر صرف الدولار في التعاملات المسائية، 3.08 شيكلا، عند أعلى مستوى منذ مطلع عام 1996، قبل أن يتراجع قليلا عند 3.10 شيكلا، ويبدأ تعاملات اليوم عند 3.11 شيكلا.
يأتي هذا الارتفاع، بعد فشل بنك إسرائيل في إضعاف الشيكل من خلال أدوات السياسة النقدية له، لكن مراقبين يرون تعمد بنك إسرائيل وقف التدخل في سوق الصرف.
وبدأ البنك منذ مطلع العام الجاري، شراء كميات من الدولار من السوق المحلية، وصلت حتى نهاية الشهر الماضي، 30.5 مليار دولار، دون أن تضعف تدخلاته العملة المحلية.
ويرجع مراقبون إسرائيليون وقف تدخل البنك في سوق الصرف، إلى تجنيب الأسواق المحلية عدوى التضخم التي تضرب عديد الدول حول العالم، لمستويات هي الأعلى منذ سنوات.
وفي تصريح لصحيفة معاريف، قال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنه يثق في تحرك قريب لبنك إسرائيل لإضعاف الشيكل لتحقيق توازن بين مصالح المستهلكين ومصالح المصدرين.
وارتفع صوت المصدرين الإسرائيليين خلال الأسابيع القليلة الماضية، مطالبين بنك إسرائيل بالتدخل الفعلي في سوق الصرف لإضعاف الشيكل، وزيادة تنافسية الصادرات.
ويشعر المستوردون والمستهلكون في إسرائيل بالفائدة لقوة عملتهم المحلية، بسبب تراجع كلفة الواردات المقومة بالنقد الأجنبي، وبالتالي تراجع كلفتها على المستهلك النهائي.
واتسع فائض الحساب الجاري لإسرائيل خلال العام الجاري بنسبة 40% مقارنة مع 2019، مع انتعاش فوق التوقعات لصادرات البلاد، خاصة في مجالات الأمن السيبراني، البرمجيات، والتكنولوجيا المالية وغيرها.
وزادت قوة الشيكل مع زيادة قوة تدفق النقد الأجنبي خاصة من جانب القطاع الخاص المحلي، الذي تحوط أكثر خلال الفترة القصيرة الماضية، ببيع كميات من الدولار، إلى جانب تدفق الاستثمارات الأجنبية وعوائد الاستثمارات الإسرائيلية في الخارج.
ومع استمرار قوة الاقتصاد الإسرائيلي وضعف الاقتصاد العالمي، وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، إلى استمرار قوة الشيكل أمام العملة الأمريكية، وسط توقعات ببلوغ سعر الصرف 3 شواقل بحلول نهاية العام الجاري، وفق السيناريو الحالي.