رام الله - الاقتصادي - محمد عبدالله - في وقت ارتفعت فيه نسبة تبني تكنولوجيا الطاقة النظيفة عالميا في القطاعات السكنية والتجارية، واكبت فلسطين هذا التبني بالتزامن مع جهود عالمية لمحاربة التغير المناخي والانبعاثات.

وأطلقت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" والاتحاد الأوروبي، مبادرة للمنشآت الصناعية العاملة في السوق الفلسطينية، أنباء شبكات طاقة نظيفة، مكملة للطاقة التقليدية.

المبادرة التي تحمل اسم "مستدامة"، وأعدت بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية، تتضمن كذلك إطلاق مسابقة ريادية في تكنولوجيا الطاقة النظيفة محليا.

وتحمل المبادرة اسم "برنامج فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة" وتهدف إلى تبني الطاقة النظيفة في المشاريع الصناعية والتجارية في السوق الفلسطينية، يراها مسابقة لرواد الأعمال في قطاع الطاقة المتجددة.

وقال، أحمد الفرا رئيس مكتب اليونيدو في فلسطين، إن المبادرة والمسابقة هما الأولى على المستوى الإقليمي، الهادفة إلى تحقيق ابتكارات فلسطينية خالصة في قطاع التكنولوجيا النظيفة.

وأضاف الفرا خلال حفل أقيم في الحديقة التكنولوجية برام الله، أن المبادرة تهدف إلى تحقيق مجموعة أهداف متصلة بتخفيف الاعتماد على الطاقة التقليدية في الإنتاج، وتبني مصادر الطاقة النظيفة.

وتعتبر إسرائيل، المصدر الأبرز لتوفير الطاقة الكهربائية التقليدية في السوق الفلسطينية بنسبة 90%، بينما النسبة المتبقية من مصر والأردن، وجزء يتم إنتاجه من مصادر الطاقة المتجددة وبالتحديد "الشمسية".

وتريد الحكومة الفلسطينية تخفيف الاعتماد على إسرائيل في استيراد الطاقة عبر تنويع مصادر الحصول عليها، وتركيز على الطاقة النظيفة، وهو ما تسعى "اليونيدو" في الجانب الصناعي.

وبحسب الفرا، "يشكل الكهرباء في غالبية الصناعات المحلية، قرابة 40% من كلفة الإنتاج بالمتوسط.. ولدينا القدرة على خفض النسبة للنصف بالاعتماد على التكنولوجيا النظيفة، وزيادة تنافسية المنتجات الفلسطينية محليا وخارجيا".

وتظهر بيانات فلسطينية رسمية، أن إجمالي قيمة واردات الفلسطينيين من الكهرباء القادمة من إسرائيل، نحو 680 مليون دولار أمريكي، تشكل نسبتها 19% من مجمل قيمة فاتورة الواردات الفلسطينية من إسرائيل.

ويجمع برنامج الابتكار الفلسطيني في التكنولوجيا النظيفة بين إنشاء مجموعة من المراكز مهمتها التعريف بأهمية التكنولوجيا النظيفة على الاقتصاد المحلية والمناخ وعلى ربحية القطاعات الصناعية، من خلال الورش والندوات والتدريبات.

وستقوم هذه المراكز، بالإعداد لمسابقات لرواد الأعمال، بهدف إعداد مشاريع ريادية في قطاع التكنولوجيا النظيفة، وتقديم مبالغ تمويل (منح) للنهوض بالمشاريع بقيمة 25 ألف يورو لكل مشروع.

وتقع المراكز في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بالتعاون مع حديقة فلسطين التكنولوجية، وجامعة القدس وجامعة غزة، تستضيف التدريبات والمساعدات الفنية والتقنية لرواد الأعمال الراغبين بالدخول في مسابقة التكنولوجيا النظيفة.

ووفق الفرا، "ستسهم هذه المبادرة والمسابقة في إيجاد حلول للطاقة النظيفة في القطاعات الصناعية داخل الأسواق المحلية، وزيادة استقرار الطاقة كإحدى مدخلات الإنتاج الرئيسة".

ويقدم الاتحاد الأوروبي تمويل تنفيذ المبادرة والمسابقة، ضمن برامج أعدها لحفاظ على الحياد البيئي من خلال خفض انبعاثات الغاز إلى الجو، ضمن هدف أكبر وهو تقليل زيادة درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة بحلول 2050.

وستبدأ المراكز بالتركيز على 90 مرشحا تقدموا بطلبات للدخول في المسابقة، يحصلوا خلالها على تدريبات مكثفة في مجال التكنولوجيا النظيفة، تتبعها مرحلة لاحقة تمتد إلى 10 أسابيع، لبناء مشاريعهم، قبل عرضها في حدث كبير لاختيار أفضل ثلاثة مشاريع وتمويل كل منها بمبلغ 25 ألف يورو.