وكالات - الاقتصادي - يعد الكافيار أحد أغلى الأطباق في العالم، إلا أن هذا البيض الذي يُستخرج من بطارخ بعض الأسماك ليس كله بنفس السعر، فهناك أنواع كافيار أرخص بكثير من غيرها، بينما هناك أنواع سعرها مرتفع مثل كافيار بيلوغا النادر.
ويمكن فهم سبب غلاء بعض أنواع الكافيار، وانخفاض ثمن البعض الآخر، من خلال فهم العوامل الخمسة التي تتحكم في تكلفته، وهي نوع الأسماك (ندرتها أو توافرها)، والوقت الذي يستغرقه إنتاج البطارخ وعملية الحصاد والتصنيع وجودة البطارخ المملحة وأخيرًا العرض والطلب.
ورغم أن هذه العوامل الخمسة لا تشمل كل شيء، لكن يمكن من خلالها فهم سبب ارتفاع تكلفة بعض أنواع الكافيار.
أسباب غلاء الكافيار |
|
نوع السمك يؤثر على سعر الكافيار
|
تعتمد القيمة السوقية للكافيار إلى حد كبير على نوع السمك المستخرج منه، ويأتي أغلى نوع كافيار من سمك الحفش النادر، والمهدد بالانقراض.
وظهر كافيار سمك الحفش لأول مرة وقدم للمجتمع الروسي الراقي في أواخر القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين أصبح ندرة هذا النوع هو العامل الرئيسي لغلاء ثمنه، كما كانت قيمته كسلعة فاخرة السبب الرئيسي وراء انخفاض المعروض منه خلال القرن العشرين.
وقد أقبل الصيادون على صيد أسماك الحفش بكثرة، لاستخراج الكافيار منها، بسبب الأرباح الكبيرة التي كانوا يكسبونها من وراء ذلك، مما أدى إلى زيادة ندرة هذه الأسماك، وارتفاع ثمن الكافيار أكثر.
لكن في الوقت الحاضر أصبح هناك مصدر آخر متاح للحصول على الكافيار، بعد أن أتاحت التقنيات التي ظهرت في أواخر القرن العشرين إمكانية تربية أسماك الحفش المستزرعة، مما أتاح للمستهلكين فرصة شراء كافيار وأنواع متعددة من أسماك الحفش المهددة بالانقراض، ولولا هذه التقنيات لكان كافيار أسماك الحفش في الوقت الحاضر أغلى بكثير مما مضى.
|
الوقت المستغرق في إنتاج البطارخ
|
تؤثر المدة التي تستغرقها السمكة حتى تنضج وتبدأ في إنتاج البيض على سعر الكافيار أيضًا، فسمكة الحفش الذي يتراوح عمرها بين 8 إلى 20 سنة تنمو جنسيًا ببطء، وتستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تنتج البيض مقارنة بأنواع الأسماك الأخرى مثل السلمون.
وبالتالي يصبح على منتجي كافيار الحفش الانتظار طويلاً قبل أن يجنوا العائد على استثمارهم، وعلاوة على ذلك إذا لم يتم حصد البطارخ في الوقت المناسب من حياة السمكة، يصبح الكافيار غير صالح للاستخدام، أو يُباع بسعر أرخص، لأنه يصبح منتجًا أقل جودة في هذه الحالة.
|
حصاد الكافيار وتصنيعه
|
يستغرق حصاد البطارخ، وتنظيفها، ومعالجتها، وفحصها، وعمليات تصنيعها الأخرى وقتًا وتكاليف كبيرة، فمنتجو الكافيار ينتظرون نحو عقد من الزمان حتى ينضج أسماك الحفش، ثم يقتلونه للحصول على الكافيار منه، وبعد ذلك يبدأون العملية كلها من البداية.
ورغم التقدم التكنولوجي لا يزال منتجو الكافيار يحصدون بطارخ السمك يدويًا، ويجب عليهم إبقاء البيض معقمًا طوال عملية الفرز والغسيل، لأنه معرض بشكل كبير للملوثات في حالته الخام، وتساهم كل هذه الخطوات في ارتفاع تكاليف إنتاج الكافيار.
كما تتطلب عملية معالجة البيض لتحويله إلى كافيار بجودة عالية خبرة كبيرة، ونظرًا لأنه منتج قابل للتلف، فيجب حفظه في درجة حرارة معينة طوال عملية الإنتاج والشحن.
|
درجات جودة الكافيار
|
يختلف سعر الكافيار حسب جودته، ويستخدم بائعو الكافيار أنظمة خاصة لتصنيف لون البيض وحجمه ونضجه ورائحته وصلابته ونكهته، ويحدث التصنيف الأولي قبل تمليح البيض، ثم يتم أخذ كل العوامل السابقة في الاعتبار بعد عملية التمليح، ويجب أن يكون الكافيار عالي الجودة ذا ملوحة منخفضة، وله ملمس ناعم، وأن تكون حبيباته كبيرة، وله رائحة ولون ومذاق جيد، بينما يكون الكافيار الأقل جودة أصغر حجمًا.
|
العرض والطلب
|
يؤثر العرض والطلب على سعر الكافيار، فنتيجة للأسباب السابقة ينخفض المعروض من الكافيار، وبالتالي يرتفع ثمنه، وفي المقابل هناك ارتفاع في الطلب على الكافيار، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة سعره أيضًا، فالكافيار كان دومًا طعامًا للأثرياء، مما يجعل هناك إقبالاً كبيرًا عليه كرمز للمكانة الاجتماعية التي يرغب الناس في التميز بها.
وبشكل عام فإن أغلى نوع كافيار في العالم هو كافيار الماس من سمك الحفش الإيراني النادر "ألبينو بيلوغا"، والذي يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد منه 34.5 ألف دولار.
بينما على الجانب الآخر هناك كافيار رخيص، إذ يمكن بيع بطارخ مملحة ومضاف إليها مواد حافظة من سمك التوبيكو مقابل دولار واحد للأونصة الواحدة، مما يجعلها من أرخص أنواع البطارخ التي يمكن شراؤها. |