م. سعادة شلبي
الاعلام يشكل قوة كبيرة وأساسية في العصر الحديث، يرفع شعوبا ودولا الى مستويات قد لا تتناسب مع واقع قوتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية، كما لا يتناسب مع عمق الحضارة التي تقوم عليها هذه الدول، وقد لا نبالغ إذا قلنا ان قوة الاعلام والسيطرة عليها فاقت القوة العسكرية فكما يعلم الجميع ودون تحديد مسميات استطاعت بعض الدول من خلال قوة الاعلام ان تزيف الحقائق وأن تظهر الجلاد بأنه ضحية، والضحية بانها الجلاد، هذا الواقع استطاع الاعلام الرسمي والخاص ذو الاجندات والاهداف التي انشئ لأجلها أن يرسخها ويفرضها على المستمعين والمشاهدين في سائر ارجاء المعمورة .
في ظل الثورة التكنولوجيا الحديثة وتطور قطاع الاتصالات بشكل دراماتيكي ظهر بصيص امل في امكانية تغير الواقع الاعلامي الذي اشرت اليه، بحيث أصبح هنالك امكانية من خلال الوسائل البسيطة المتوفرة لدى الافراد اينما كانوا في هذا العالم الصغير التعبير عن ذاتهم واسماع صوتهم المقهور والتعبير عن ذاتهم وواقعهم. من خلال توفر اجهزة الهواتف المحمولة الذكية وخدمة الانترنت إضافة الى البرمجيات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماع.
ان الخبرة في استخدام اعلام المواطن هو موضوع في غاية الاهمية، والشعوب التي تعيش تحت الظلم والقهر تستطيع تثبيت الحقائق التي تحصل بالفعل وتمنع الاعلام الرسمي من تزوير الحقائق والاحداث، الأحداث الأخيرة في فلسطين اظهرت امكانية حقيقة في هذا الاتجاه الا ان هذا الاعلام (اعلام المواطن) له مناح سلبية في نفس الوقت، ويتطلب من المواطن وعيا في مجالات الاعلام ومتى يجب المساهمة من جانبه في توثيق ونشر الخبر ومتى يجب التحفظ على ذلك. من الصعب التنظير ووضع النظريات الاستباقية لنقل المعرفة الاجود في مجال الاعلام القائم على المواطن او الفرد غير المتخصص في مجال الاعلام، فهذه مهارة يتم اكتسابها من خلال الاحداث المتباينة التي تحصل في شتى المعمورة سواء كانت على مستوى السياسة والمقاومة او النواحي الاجتماعية او الاقتصادية .... الخ. وعلينا أن ندرك ان لكل دولة او مجتمع خصوصيته وبالتالي فإن ما يبنى وتطور ويتفاعل داخله يخضع ويتأثر بالتأكيد بهذه الخصوصية.
لكن علينا أن نتذكر ان هذا الواقع قد لا يدوم طويلا لان اصحاب القوة والنفوذ ( في مجالات التكنولوجيا) سيعودون مرة اخرى للسيطرة على هذا الواقع من خلال السيطرة على خدمات التواصل الاجتماعي الالكترونية، والسيطرة على مركز جمع البيانات من خلال جر العالم الى بؤر النفوذ والقوة، وهذا يتم حاليا من خلال الشركات الكبرى التي بدأت منذ عدة سنوات بالترويج وتفعيل انظمة الحوسبة السحابية (clouds) التي توفر خدمات الكترونية متعددة (مجال البنى التحتية وأنظمة التشغيل وحتى الخدمات البرمجية) - من المنظور العملي توفر ماديا وتيسر عمل المؤسسات في الجوانب التقنية - مع اعتقادي الشخصي أن هذا الجانب يجب ان يتم العمل عليه من منظور وطني وأن يكون هنالك مؤسسات وطنية في كل دولة تضع ضمن تشريعاتها لوائح انظمة ومعايير تحدد ما هو ممكن استخدام الحوسبة السحابية فيه، وما لا يمكن ان يتم فيه لأسباب امنية ووطنية.
في الوقت التي تصبح فيه البيانات متمركزة في بؤر قواعد بيانات وانظمة محوسبة تعود فيه السيطرة لهذه الدول على المعلومة، ويصبح من يملك المعلومة باستطاعته التحكم بآلية نشرها (الوقت، والمكان، الى من تصل ومن تحجب عنه ...الخ). وعليه اقترح على المستخدمين للأجهزة الذكية بوجود الانترنت وبرمجيات التواصل الاجتماعي الآتي: