رام الله - الاقتصادي - فراس الطويل - مع بداية شهر رمضان، تفاجأ زوار لحديقة الاستقلال بمدينة البيرة، بفرض إدارة الحديقة رسوما على استئجار الطاولات والمقاعد. 

ومن يريد الذهاب مع عائلته إلى الحديقة لتناول وجبة الإفطار مثلا، يتوجب عليه دفع 20 شيكلا عن الطاولة الأولى، و10 شواكل إذا احتاج طاولة ثانية. 

وبالنسبة للمقاعد الخشبية المنفردة فأجرة الجلوس على كل واحد 5 شواكل؛ وهي مصاريف اعتبرها رواد للحديقة بأنها مجحفة وتستهدف ذوي الدخل المحدود.

يقول الشاب مجدي إبراهيم: "الحديقة متنفس للناس الطفرانة اللي بدهاش تروح على كوفي شوب وتتكلف.. طبعا هاد غير المصاريف داخل الحديقة". 

بينما عبد الله استغرب من قيام عناصر أمن الحديقة بتحصيل الرسوم؛ وتساءل: "كيف بضبطوا موضوع المصاري والحساب؟". 

فيما المواطن وسام عبد الرازق أصيب بالصدمة حينما طلب منه الموظف 20 شيكلا أجرة للجلوس على إحدى الطاولات في الحديقة؛ وأضاف: "كان الجلوس مجانا في السابق، وعشان بدي أفطر في الحديقة لازم أدفع! نفسي أفهم هاي المصاري لمين بتروح".

مدير عام حديقة الاستقلال أنس أغبر، أوضح أن انعدام الموارد خلال جائحة كورونا خلف ديونا على الحديقة بقيمة 750 ألف شيكل، لصالح بلدية البيرة والمقاولين وشركة الأمن والنظافة. مشيرا إلى أن "المبلغ تراكم بسبب اقتراضنا من البلديات خلال جائحة كورونا لتشغيل الحديقة".

وأضاف في حديث مع مراسل الاقتصادي: "لم نتقاض رسوما في السابق، واليوم مضطرون لذلك، لأن الحديقة كانت تغطي مصاريفها الشهرية من أجرة الضمان للمطاعم والأكشاك وقاعة الأفراح العاملة في الحديقة، فهذه المرافق تعطلت منذ بداية جائحة كورونا".

وبين أغبر أن البلديات الثلاث وهي الأعضاء في مجلس إدارة الحديقة، نصحت بفرض رسوم على الطاولات من أجل تغطية جزء من نفقاتها.

وتبلغ المصاريف التشغيلية للحديقة 80 ألف شيكل شهريا، تتوزع بين رواتب خمسة موظفين فيها، وأجور عمليات الصيانة والنظافة والأمن والمياه والكهرباء والزراعة.

في العامين الماضيين كانت إدارة الحديقة تتوقع إدخال 800 ألف دولار إلى خزينتها، لو بقيت الأحوال بلا جائحة كورونا.. بينما لم يتجاوز المبلغ الفعلي المحصل 100 ألف دولار، يقول أغبر.

وتأسست حديقة الاستقلال عام 2015، على 100 دونم في مدينة البيرة، وتوفر أماكن عامة وخدمات ترفيهية، ومدرج يتسع لحوالي 2000 شخص، وقاعات متعددة الأغراض والأكشاك المتاحة للإيجار.