من رحم المعاناة ولد الإبداع عند نافذة عابد على سطح بيت بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين في غزة، فلم يكن ألم الاحتلال إلا حافزا يحافظ من خلاله على تاريخ مضى وبقيت آثاره المحطمة والقديمة شاهدة عليه.
يعيد ترميمها بواسطة الفسيفساء ليصنع تماثيل مستعينا بالصور الفوتوغرافية.
عابد ذو الـ55 عاما خريج تاريخ وعلى دراية جيدة بالحضارات المختلفة، من خلال قراءة جيدة للتاريخ عززتها تجربة قضائه فترة في إحدى السجون الإسرائيلية.
ساعد إلمام عابد بالتاريخ على تحويل غرفته إلى ورشة أو متحف مؤقت يقصده العديدون لمشاهدة أعماله وشراء بعضها أحيانا أخرى.
ورغم أن العمل الأثري الذي يمارسه عابد قد يكون غير منتعش في مدينته، إلا أنه يحاول جاهدا إحياء هذه الآثار بهدف تعريف الشباب الفلسطيني بتاريخهم القابع تحت أرض غزة.
وتقبع قطع تاريخية تتجاوز 5 آلاف سنة تحت رمال غزة منذ عصر البطل شمشون إلى عصر الجنرال البريطاني اللنبي، رجوعا للمصريين القدماء والفلسطينيين والرومان والبيزنطيين والصليبيين الذين تعاقبوا على حكم قطاع غزة.