الاقتصادي- جينيفر وينتر، هي مستشارة مهنية وكاتبة، قادرة على إثبات أن المضي نحو حلمك، رغم صعوبته، سيكون أفضل ما يحدث لك على الصعيد المهني.
نشرت وينتر في إحدى مدوناتها الإلكترونية، كل ما اضطرت لمعايشته قبل أن يثمر حلمها الذي لأجله، تخلت عن حياة مهنية ناجحة ومستقرة.
وتقول وينتر: "خمسة عشر عامًا هي الفترة التي احتجت إليها قبل أن أقرر أخيرًا تغيير مهنتي، وخلال تلك المدة لم أدع كتابًا إلا قرأته، ولا منشورًا محفزًا إلا حفظته عن ظهر قلب... فكان العالم يجمع على أن متابعة شغفي سيحررني ولن أضطر للنظر خلفي مجددًا، لذا قررت بعد سنين أن أقفز إلى مهنتي الجديدة".
وتتابع: "تبين لي أن العالم كان محقًا في ضرورة أن نلاحق أحلامنا، لكنه كان جاهلاً بكثير من التفاصيل التي وددت لو عرفتها قبل تركي عملا ناجحا للبدء في آخر بالكاد كان يطعم الخبز".
"لو كنت عرفت هذه التفاصيل الصغيرة كنت أيضًا سأقرر المضي نحو حياة مهنية جديدة، لكن كانت ستحدث لي فرقًا في الخيبات التي واجهتها خلال طريقي نحو التغيير. لذا سأوفر عليكم بعضًا من معاناتي عبر تعليمكم أهم ثلاثة أمور عليكم معرفتها عندما تقررون ترك عملكم من أجل مهنة الأحلام".
أولاً: ستكون الـ"جديد" من جديد!
عندما تكون قد مضت على عملك فترة طويلة، فحتمًا ستشعر بأن التغيير مؤثر إلى حدّ كبير.
فرغم أنني كنت واثقة من خبرتي وأدائي في عملي القديم، ورغم أن كلمتي في مجالي كانت مسموعة من كل زملائي، إلا أنه في مهنتي الجديدة بتّ أنا الآن "الموظفة الجديدة" رغم أنني أكبر بعضًا من زملائي بأكثر من عشرين عامًا.
لذا مثلي، عليك أن تكون أنت أيضًا مستعدًا لأن تعامل كأنك تخرجت البارحة من الجامعة، على الأقل لفترة ما.
ثانيًا: أفكارك لن تكون ملكك
ستلحظ هذا عندما تغير عملك من مجال إلى آخر مختلف تمامًا.
ورغم أنه ليس من المهم أن توثق فكرتك باسمك، ما دامت هذه تخدم الفريق والشركة، إلا أنك ستشعر بالإحباط عندما ترى أن أفكارك ومبادراتك لا تجد التقدير الذي تتوقع، فقط لأنك لا تملك سنين من الخبرة في المجال رسميًا على سيرتك الذاتية.
ففي عملي السابق، باتت أفكاري الإبداعية تحمل بصمتي، وكنا نحتفل بهن كفريق، فيما الآن بات إبداعي يسرق من زملائي الأكثر خبرة، ويسلّم لهم على طبق من فضة، فيما أعطى أنا دورًا ثانويًا في المشروع بسبب "خبرتي القصيرة" في المجال.
لذا عليك أن تستعد لكي يضرب غرورك!
ثالثًا: ستعامل كأنك تهديد
كونك قادم من مجال آخر، ستكون قد اكتسبت خبرة ما، الأمر الذي سيشعر كثيرا من زملائك بأنه تهديد لمنصبهم، وهذا قد يظهر بأسلوب تعاملهم معك، وسيشكل تحدّ عليك تجاوزه.
كثير من زملائي الذين يملكون خبرة أقل مني، لم يوفروا فرصة ليذكرونني بأنني ما زلت "تلميذة"، متجاهلين خبرتي ورؤيتي المهنية.
لكنني تمكنت من تجاوز هذا، اعتبرت خبرتي السابقة إضافة وليست أساسًا لبناء مهنتي الجديدة، وهذا ساعدني في تقنين اعتمادي على ما كنت أعلم سابقًا، وأفسح المجال أمامي لتعلم الكثير، وهكذا تغيرت نظرتي كليًا، وبات أولئك الذين كانوا يحاولون وضعي في "مكاني"، هم أول من حاولوا مساعدتي لإتمام مهماتي.
ترجمة وفاء الحج علي
عن Business Insider