رام الله — الاقتصادي- محمد علوان- على رأس كل “كوربة” في مدينة رام الله هنالك عرباية فول أو ترمس،  فانتشارها منذ العام 2013 بشكل كبير إذ تحولت كظاهرة شعبية لها مكانها وقوانينها، لها دخل مادي مجد يمكن ببساطة مقارنته مع دخل استاذ مدرسة أو طبيب مبتدئ، قصص تسمعها كل يوم عن معدلات الدخل، صحيح ان متوسط دخل الفلسطيني هو 600 دولار أمريكي في الضفة الغربية وما يقارب 450 دولارا أمريكيا في قطاع غزة، إلا انه وببساطة يمكنك أن تبدأ مشروعك بعرباية فول، فهي أوفر ولا تحتاج إلى رأس مال كبير خاصة لمن يقول إنه عاطل عن العمل منذ سنوات عديدة. 

تربية 8 أبناء من دخل "عرباية فول"

"ربيت 4 شباب و4 بنات من ورا عرباية الفول هاي، أكثر من عشرين سنة واقف عليها، العرباية بتكلف من 4000-5000شيقل اسرائيلي، وبدها كل شهر 1000 شيقل رسوم ترخيص للبلدية عشان الصحة وحجز المكان" يقول علي مناصرة ( 56 عاما)، ويعمل علي منذ أن كان في العشرينيات من عمره، يقف على دوار المنارة يوميا، يخرج متى يشاء ويعود متى يشاء، دخله لا يقل عن 2500 شيقل شهريا أي ما يعادل مرتب موظف يعمل في وظيفة حكومية إذ تتراوح معدلات رواتب الموظفين بين 2000 و 3000 شيقل اسرائيلي. 

مصدر رزق حر

"أعيش كما أشاء أخرج متى أشاء، لا تزيد تكلفة بضاعتي عن 100 شيقل،  إلا ان ربحي أيضا لا يقل عن 70 شيقلا"، يقول مناصرة، ويرى في عربته مصدر رزق حر واستثمارا تمكن من خلاله أن يفتح منزلا وأن يعيش حياة كريمة، ونوّه بكل عصبية "الشباب اللي بيقولوا فش شغل ييجو يدوروا عالشغل بيلقوا، الرزق بدو همه مش قعاد". 

وقال: "عملي لا ينتهي بمغادرتي المكان ولكن عندما أعود لمنزلي الذي استأجرته لأسرتي في مدينة رام الله أقوم برحلة جديدة من العمل لغسيل الأواني وشراء المستلزمات وأبدأ بإعداد وطهي الفول والترمس لليوم الثاني وأبدأ العمل بالمنزل منذ ساعات الصباح الأولى". 

40 عربة مرخصة في رام الله..ولكن!

استقلال تام يعيش به هذا الرجل وأمثاله إلا ان الأمر لا يخلى من مطالباتهم ببعض من الحقوق "لا نريد من البلدية شيئا، فأنا وكثيرون غيري تعايشنا مع واقع البطالة وحاربناه، لكن كل ما نطالب به التأمين لنا ولأطفالنا، ففي بعض الأوقات تمر المدينة بكساد تجاري ووقف للبيع والشراء كما يحدث منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، يقل البيع ولكن البلدية تطالب بالألف شيقل بجميع الأحوال". 

بيلغ عدد العربات الشعبية في مدينة رام الله والمرخصة للفول والترمس والذرة أربعين عربة، وتطلب بلدية رام الله 1000 شيقل اسرائيلي مقابل حصول صاحب العربة على هذا الترخيص، وازداد عدد الطلبات على هذه العربات حتى توقف إعطاء هذه التراخيص بسبب نجاح المشروع، وجدواه الاقتصادية الجيدة، إلا ان البلدية أوقفت منح تراخيص جديدة بسبب الأزمة المرورية الخانقة التي تعانيها مدينة رام الله. 

"نتلقى طلبات الترخيص بكثرة، ويعرض العديد من المتقدمين أن يدفعوا أكثر من 1000 شيقل مقابل اعطائهم الترخيص إلا أننا نرى وعلى الرغم من رغبتنا بالحفاظ على هذه الحرفة بأنه يجب ان يكون العدد محدودا، كما اننا نوجب على أصحاب العربات المرخصة الالتزام بمعايير صحية وقانونية وذلك لضبط الأمر وعدم  خروجه عن السيطرة" تقول مديرة دائرة الصحة والبيئة في بلدية رام الله ملفينا الجمل. 

وأصدرت بلدية رام الله في العام 2013 قرارا بسحب بسطة أو عربة كل من لم يلتزم بالشروط الصحية والقانونية، بعد أن انهالت الطلبات بفتح عربات جديدة.