الانقسام : ضربة قاسية للمشروع الوطني الفلسطيني
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 25 تشرين الأول 2015

الانقسام : ضربة قاسية للمشروع الوطني الفلسطيني

رائد محمد حلس

لقد تحدثنا مراراً عن الانقسام وتداعياته الكارثية والخطيرة على المشروع الوطني الفلسطيني, فالأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية حالياً تفرض علينا إعادة الحديث عن الانقسام وتداعياته الخطيرة, وربما في الإعادة إفادة.
لقد طالت تداعيات الانقسام النظام السياسي الفلسطيني, حيث لم يعد يسيطر على مؤسساته وامتداداته ومكوناته في القطاع, ووجد المجلس التشريعي الفلسطيني نفسه في حالة عجز عن أداء مهماته ودوره, واقتصر نشاط المؤسسات الفلسطينية التابعة للحكومة على المؤسسات الموجودة في الضفة الغربية.
ليس ذلك فحسب, فقد وصلت تداعيات الانقسام إلى النسيج الاجتماعي الفلسطيني بما فيها العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء وزملاء العمل والأقارب وحتى الأسرة.
وفي ذات السياق طالت تداعيات الانقسام الوضع الاقتصادي, إذ تأثر أداء القطاع الخاص والمواطنين من الانقسام والحصار معاً, فإذا كان الحصار قد حرم القطاع الخاص من توفر المواد الخام والقدرة على التصدير, وأدى إلى تدهور مستويات المعيشة  نتيجة عدم توفر السلع وارتفاع أسعارها, وتزايد معدلات الفقر والبطالة, فإن الانقسام قد أضر بمصالح الطرفين (القطاع الخاص والمواطنين), نتيجة مجموعة كبيرة من الإجراءات التي تمس الأنشطة التجارية بشكل مباشر وخاصة طبيعة الجبايات الحالية التي تتم وأنواعها وآلياتها.
لقد مثل الانقسام ضربة قاسية للمشروع الوطني الفلسطيني الذي هو مشروع معركة الاستقلال الوطني, إذ أثر الانقسام استراتيجياً بالسلب على ركيزتي المشروع الوطني الفلسطيني (المقاومة والتسوية السلمية), الأمر الذي أدى إلى ضعف الموقف الفلسطيني إقليمياً ودولياً, وأصبحت إسرائيل تثير قضية غياب الشريك الفلسطيني بحجة عدم سيطرة السلطة على قطاع غزة.
ولعل أخطر ما في الانقسام  ما تردد مؤخراً في وسائل الإعلام عن دولة غزة  الذي يكرس انفصال قطاع غزة اقتصاديًا وسياسيًا عن الضفة الغربية , وهو ما تريده إسرائيل  لأنه يصب في مصلحتها باعتبارها المستفيد الأول من حالة الانقسام, بل هي الغاية الأساسية لإسرائيل التي تستهدف التبديد السياسي للفلسطينيين, بعد أن بات واضحاً أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة في ظل وجود الانقسام نوعًا من الوهم .  
في الختام .. انتصاراً لدماء شهدائنا الأبطال الذين أخذوا ذمام المبادرة في الدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وجرحانا وأسرانا البواسل القابعين خلف القضبان لا بد من إنهاء حالة الانقسام وطي صفحة الماضي والمضي قدماً نحو التحرر والاستقلال وبناء دولتنا المستقلة.

رائد محمد حلس

باحث وكاتب في الشؤون الاقتصادية

غـــزة – فلســـطين

Loading...