رام الله - الاقتصادي - محمد سمحان - يشهد السوق التجاري لزيت الزيتون في فلسطين هذه الايام، حالة من الركود الشديد، حسب ما أجمع عليه تجار وخبراء في السوق المحلية.
يقول عزمي صالح تاجر زيت في محافظة رام الله والبيرة، إن الحركة التجارية داخل السوق المحلية بعد انتهاء موسم الزيتون الحالي، ضعيفة جداً ولا تقارن بالموسم المنصرم.
وأوضح في حديثه للاقتصادي، أن المزراع في مثل هذه الاوقات من العام الماضي، كان قد باع نصف ما أنتجه من زيته، لكن حالياً لم يستطع بيع ثلث الكمية.
وأعاز عزمي هذا التراجع إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مر ويمر بها المواطن الفلسطيني من تداعيات الأزمة الصحية لفيروس كورونا وأزمة الرواتب.
والعام الماضي، بلغ أنتاج فلسطين من الزيت حوالي 40 ألف طن وهو أفضل انتاج يسجل في تاريخ الزيت والزيتون الفلسطيني.
بدوه، أكد فياض فياض مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، أن أسباب عديدة تقف وراء حالة الركود الشديدة التي يعاني منها سوق الزيت هذه الأيام، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وبين فياض للاقتصادي، أن السوق المحلي يعاني حالياً، من فائض كبير في كميات الزيت المتوفرة لدى المواطنين، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على الحركة الشرائية في السوق.
واستطرد قائلاً " إن المزراع الذي أنتج الموسم ما قبل الحالي، 10 تنكات زيت - باع 4 واحتفظ بــ6، وبالتالي أصبحت حاجته للشراء ضعيفة جداً".
وأشار أن فائض الزيت من الموسم ما قبل الحالي لدى المزراعين، يقدر بحوالي 15 الف طن، يضاف إليه 14 ألف طن انتاج الموسم الحالي، الأمر الذي أدى حالياً إلى حالة من التكدس.
و تابع مدير عام مجلس الزيت والزيتون حديثه، بأن ارتفاع الأسعار هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، من الأسباب الرئيسية المؤدية لضعف الحركة الشرائية.
وبيع كيلو الزيت في ذروة الموسم الماضي من 22- 25 شيكل، بينما بداية الموسم الحالي من 26 إلى 30 شيكل، حسب ما أفاد فياض.
ويبلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من زيت الزيتون حوالي 3 كيلو، بينما معدل ما يستهلكه ويصدره الفلسطينيون سنوياً من الزيت، حوالي 22 ألف طن.
ومن أسباب فائض الزيت في السوق المحلية والذي انعكس على الحركة الشرائية بجانب أزمة الرواتب والكورونا، التوقف الحالي لتصدير الزيت " الهدايا" إلى الأردن.
وعادة وحسب البرتوكول الموقع بين فلسطين والاردن، يسمح بادخال الزيت إلى المملكة عبر معبر الكرامة من تاريخ 1-11 من كل عام وحتى تاريخ 31-1 من العام الذي يليه، بواقع 4 "تنكات" زيت لكل عائلة ولمرة واحدة فقط.
وأفاد فياض، أن الموسم الماضي بلغ مجموع ما أدخل من زيت فلسطيني للأردن، حوالي 1200 طن أي قرابة 84 ألف تنكة.
وعن توقعاته المستقبلية لتحسن الحركة الشرائية للزيت في فلسطين، قال إن ذلك قد يحدث في أشهر مايو آيار ويونيو حزيران المقبلين، والذي فيهما تتضح الرؤية والتوقعات بشأن انتاجية موسم الزيتون المقبل.
وأضاف، أن شهر أغسطس آب القادم، من التوقع ايضاً أن يشهد السوق فيه حركة نشطة، كون أن الكميات التي كان قد اشتراها المواطنين شارفت على النفاذ.
ويوجد في فلسطين، نحو 12.5 مليون شجرة، منها أقل من 10 ملايين شجرة زيتون مثمرة، والباقي شجر غير مثمر، و285 معصرة منها 275اوتوماتيك و10 معاصر قديمة نصف اوتوماتيك.