غزة- تتواصل دعوات الفصائل الفلسطينية الى تصعيد الانتفاضة أو الهبة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي والتي اشعلها مهند الحلبي في عملية طعن اسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين، واصابة اربعة اخرين في القدس بداية اكتوبر الحالي... لكن يبقى السؤال هل ستستمر وتتطور إلى انتفاضة ثالثة أم ستتوقف بتدخل الوسطاء الدوليين وخاصة وزير الخارجية الامريكي جون كيري؟
في المقابل يتواصل الحراك الدبلوماسي بعد فشل زيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى المنطقة وقدوم وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى الاردن للقاء الرئيس محمود عباس بعد لقائه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في المانيا.
ومن المقرر ان يلتقي كيري الرئيس الفلسطيني غدا الجمعة في الاردن في مسعى لحل الازمة وتهدئة الأوضاع.
قيادي في هيئة العمل الوطني الفلسطيني رفض الكشف عن هويته قال لمراسل "معا" ان الانتفاضة ستكون على مفترق طرق بعد لقاء الرئيس وكيري اما الاستمرار في الانتفاضة وتوسيعها او امتصاصها وذلك بتوفق وطني.
من جهته أعلن جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الجبهة قدمت مبادرة للقوى الوطنية والاسلامية من أجل تشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة وتنظيم الانتفاضة لضمان ديمومتها واستمرارها حتى تحقق اهدافها .
وقال مزهر في حديث لمراسل "معا" هناك اشارات ايجابية من بعض الفصائل والبعض يدرس المبادرة لتشكيل قيادة وطنية موحدة لتحديد اهداف الانتفاضة و نتمنى خلال الايام المقبلة ان ترى المبادرة النور وان يعلن عن تشكيل قيادة للانتفاضة في غزة والضفة والقدس لتصعيدها".
وأضاف "يجب ان تستمر الانتفاضة لمواجهة المحاولات المستمرة من قبل الادارة الأمريكية والرباعية وبعض الانظمة العربية لإجهاض واحتواء الانتفاضة والعودة للمفاوضات التي اصبحت وراء الشعب الفلسطيني".
وتابع مزهر :"عدم تشكيل القيادة الموحدة يضع الفصائل امام اسئلة وعلامات استفهام هل يستمر الشبان الى مدى بعيد بالانتفاضة دون احتضان وقيادة ؟
ويعتقد انه من يواصل الانتفاضة الشباب الفلسطيني وجزء منهم ابناء الفصائل وامتزاج الدم الفلسطيني في الضفة القدس وغزة هو تأكيد على وحدة المصير والهدف وان الشعب الفلسطيني واحد وموحد.
من ناحيته اشار صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الى وجود برنامج للقوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة منسجم مع برنامج تحركات الضفة بل وهناك تحركات من قطاعات اجتماعية وفصائلية واتحادات ونقابات اخرى للتضامن والتلاحم مع الضفة والقدس ولم تقتصر على اراضي 67 بل وهناك تحركات بالشتات.
وأوضح زيدان في حديث لمراسل "معا" أن الانتفاضة او الهبة نتيجة فقدان الافق السياسي والمفاوضات مع الاحتلال والانتهاكات الاسرائيلية والازمات الاقتصادية وازمات الانقسام الفلسطيني والحصار الاسرائيلي وعدم اعمار غزة وعدم تطبيق قرارات المجلس المركزي جعلت الشباب يأخذ المبادرة وصنع اللحمة الميدانية ويدافع عن الاقصى والقدس والارض والحقوق.
وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بمزيد ما وصفه بالتسخين والالتحام بين القوى والشباب لإدامة الهبة الشبابية وتشكيل قيادة وطنية موحدة ورفض كل محاولات الهدوء مقابل الهدوء الذي يسعي اليه البعض.
ويأمل زيدان ان تنسجم برامج القوى مع اشكال العمل النضالي للشباب باستمرار الانتفاضة بعيدا عن مقولة الهدوء مقابل الهدوء.
وأكدت اللجنة المركزية لحركة فتح أن الاحتلال الاسرائيلي هو جذر المشكلة وأن الحل بإنهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
وقالت اللجنة خلال اجتماع عقدته امس في مقر الرئاسة برام الله:" أي حل لا يعالج اسباب المشكلة وفق رؤية سياسية واضحة تستند الى الشرعية الدولية، وقرارات الامم المتحدة، والاتفاقات الموقعة، فانه لن يصمد ولن يحقق الاهداف المرجوة منه، بل سيبقينا في المربع ذاته"، مؤكدة أنه إذا لم تلتزم حكومة اسرائيل بهذه الاتفاقات فإننا ملتزمون بتنفيذ قرارات المجلس المركزي واللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار نبيل ابو ردينه عضو اللجنة المركزية إلى أن الرئيس تحدث عن لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جدد مطالبة الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والزام اسرائيل بتطبيق الاتفاقات ،واحترام الشرعية الدولية، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية الاقتراح الفرنسي القاضي بنشر مراقبين دوليين في الاماكن المقدسة.
نقلا عن "معا"