الاقتصادي -وكالات- دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالأربعاء عن تصريحاته التي اتهم فيها مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني بأنه أوحى بفكرة إبادة يهود أوروبا للزعيم أدولف هتلر.وقال نتنياهو في تصريحات بثها مكتبه قبل توجهه إلى ألمانيا “لم أكن أنوي قط تبرئة هتلر من مسؤوليته الشيطانية عن إبادة يهود أوروبا”، مؤكدا أن “هتلر كان مسؤولا عن اتخاذ قرار إبادة ستة ملايين يهودي”.
ولكنه أكد أنه “من غير المعقول أيضا تجاهل الدور الذي لعبه مفتي القدس الذي شجع هتلر على إبادة اليهود في أوروبا”وحاول نتنياهو تبرير أقواله مشيرا إلى أن هدفه لم يكن تبرئة هتلر، “بل إظهار أن الآباء المؤسسين للأمة الفلسطينية كانوا يقومون بالتحريض المنهجي لإبادة اليهود”.وكان نتنياهو أشار -في كلمة أمام المؤتمر الصهيوني العالمي في القدس الثلاثاء- إلى هجمات شنها مسلمون على اليهود في فلسطين في العشرينيات، وقال إنها جاءت بناء على دعوة من الحسيني، مفتي القدس حينذاك.وأكد أن هتلر لم ينو إحراق اليهود، وإنما أراد فقط طردهم من بلاده، لكن الحسيني -الذي التقاه في برلين عام 1941- قال له إنه إذا طردهم فسيأتون إلى فلسطين ونصحه بإحراقهم.
انتقادات
وقوبلت تصريحات نتنياهو بموجة من الانتقادات من قادة فلسطينيين والمعارضة الإسرائيلية التي اتهمته بتشويه التاريخ.وانتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة تصريحات نتنياهو، وقال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله إن اتهامات نتنياهو تأتي “لضربنا وضرب موقفنا”، وأكد أن “هذه طريقة دنيئة حقيرة يريد منها نتنياهو أن يغير تاريخ اليهود”.
بينما ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بتصريحات نتنياهو في بيان، مؤكدا أن “نتنياهو يكره الفلسطينيين جدا لدرجة استعداده لتبرئة هتلر من قتل ستة ملايين يهودي”.كما انتقد زعيم المعارضة في إسرائيل على صفحته بفيسبوك تصريحات نتنياهو، ووصفها بأنها “تشويه خطير للتاريخ، ويقلل من خطورة المحرقة والنازيين والدور الذي لعبه هتلر فيها.
من ناحيته انتقد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الحسيني، إلا أنه قال إن “هتلر هو الذي تسبب في معاناة الشعب اليهودي”. وانضمت الحكومة الألمانية إلى الجدل، حيث قال المتحدث باسمها إن “كل الألمان يعترفون بأن الفاشية العنصرية القاتلة للنازيين كانت المسؤول التاريخي عن المحرقة”.وأضاف زايبرت “هذا يدرس في المدارس الألمانية وعن حق ويجب عدم نسيانه أبدا. لا أجد مبررا لتغيير رؤيتنا للتاريخ بأي شكل. نعرف أن مسؤولية هذه الجريمة ضد الإنسانية مسؤولية ألمانية، هي مسؤوليتنا نحن”.يشار إلى الحسيني الذي لجأ إلى ألمانيا في العام 1941 طلب من هتلر دعم استقلال فلسطين والدول العربية ومنع قيام دولة إسرائيل في فلسطين.