وكالات - الاقتصادي- نشر المنتدى الاقتصادي العالمي (Weforum) دراسة تفيد بأن 65 بالمئة من الأطفال الذين التحقوا بالمدارس الابتدائية عام 2017 سيحصلون على وظائف في المستقبل غير موجودة إلى الآن، متوقعا أن تعمل الأتمتة إلى جانب تأثيرات جائحة كوفيد19 على تغيير المهام والوظائف بشكل كبير بحلول عام 2025.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن 43 بالمئة من الشركات التي شملها الاستطلاع مستعدة لتقليل القوى العاملة لديها بسبب تكامل التكنولوجيا، و41 بالمئة يخططون لتوسيع استخدامهم للموظفين بأعمال تخصصية، و34 بالمئة يخططون إلى زيادة قوتهم العاملة بسبب تكامل التكنولوجيا، وبحلول عام 2025، سيكون الوقت الذي يقضيه البشر والآلات في المهام الحالية متساويا.
وعلى عكس السنوات السابقة، فإن خلق فرص العمل يتباطأ بينما يتسارع تدمير الوظائف. يتوقع أرباب العمل أنه بحلول عام 2025، ستنخفض الوظائف الزائدة عن الحاجة بشكل متزايد من 15.4 بالمئة من القوة العاملة إلى 9 بالمئة.
ويتوقع أن تنمو المهن الناشئة من 7.8 بالمئة إلى 13.5 بالمئة من إجمالي قاعدة الموظفين. وبناء على هذه الأرقام، يتوقع أيضا أنه بحلول 2025، قد يتم استبدال 85 مليون وظيفة بالتحول في تقسيم العمل بين البشر والآلات، بينما قد يظهر 97 مليون دورا جديدا أكثر تكيفا مع التقسيم الجديد للعمل بين البشر والآلات والخوارزميات.
ونتيجة لذلك، سيزدهر الإنفاق العالمي على تكنولوجيا التعليم. ومن المتوقع أن يتضاعف إلى 341 مليار دولار بين عامي 2018 و2025، وفقا لشركة البيانات والأبحاث "هولونيغ" (HolonIq).
والحقيقة هي أن الأدوار الوظيفية المستقبلية سيتم منحها فقط لأولئك المستعدين تماما، وسيتم التخلص من القوى العاملة غير المستعدة.
وتشمل قائمة المهن المتنامية أدوارا مثل محلّلي البيانات ومطوري البرامج والتطبيقات والتجارة الإلكترونية واختصاصيي الوسائط الاجتماعية، وكذلك جميع الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على استخدام التكنولوجيا وتعزيزها.
ومع ذلك، من المتوقع أيضا أن تنمو الأدوار الوظيفية التي تستند إلى سمات بشرية مميزة، مثل موظفي خدمة العملاء، ومتخصصي المبيعات والتسويق والتدريب والتطوير، بالإضافة إلى مديري الابتكار.
مهارات المستقبل
وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإنه بحلول عام 2022 ستكون المهارات المطلوبة لأداء معظم الوظائف قد تغيرت بشكل كبير.
وستظل المهارات الأساسية المطلوبة لأداء الوظائف بنسبة 58 بالمئة كما هي، وهذا يعني أننا سنشهد تحولا في المهارات الجديدة المطلوبة للمستقبل بنسبة 42 بالمئة.
وحسب التقرير، فإن المهارات التي يرى أصحاب العمل أنها ستزداد في المدة التي تسبق عام 2025 تشمل التفكير النقدي والتحليل، وكذلك حل المشكلات ومهارات الإدارة الذاتية مثل التعلم النشط والمرونة وتحمل الإجهاد.
كما ستحتفظ المهارات البشرية، مثل الإبداع والأصالة والمبادرة والإقناع والتفاوض بقيمتها، وستزداد أهمية مهارات أخرى، مثل الاهتمام بالتفاصيل والذكاء العاطفي والقيادة والتأثير الاجتماعي.
ومن أجل إعداد الأبناء لمهن المستقبل يتوجب على الآباء الآخذ بهذه النصائح الستة:
1. التعلم الذاتي
وفقا لهيذر ماكجوان، خبيرة العمل المستقبلي، فإن التعليم ينبغي أن يتكيف وفقا للثورة التكنولوجية والصناعية الحالية، وهذا يعني التركيز على نقل المعرفة بنسبة أقل في مقابل زيادة القدرة لدى الأطفال على التعلم بأنفسهم.
وتقول ماكجوان، في تقرير على موقع "سي إن إن"(CNN)، إن "المعرفة الأساسية للمستقبل هي قدرتك على التعلم والتكيف، لأنك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتوقف حياتك المهنية بشكل صارخ بعد عامين".
2. تعليم البرمجة
يتطلب هذا العصر الجديد من التعليم أيضا مجموعة جديدة من الأدوات، ويمكن عد "كوبيتو" (Cubetto) مثالا لذلك، فهو عبارة عن روبوت خشبي صغير يتحرك على لوح عندما يقوم الطفل بإدخال أوامر معينة في قاعدة متصلة به، وتستخدمه المدارس وأولياء الأمور لتعليم الأطفال البرمجة في سن الثالثة.
ويقول فيليبو ياكوب، صانع الألعاب الذي طور كوبيتو، "إنها مهارة يمكن تطبيقها على أي شيء، فأنت تتعلم بشكل أساسي التفكير بطريقة منطقية وعقلانية للغاية". هذا هو الطريق لإعداد الأطفال للمستقبل.
3. البيئة الطبيعية
وجد تقرير صادر عن جامعة "سالفورد" (Salford)، نقلته سي إن إن، أن العوامل الفيزيائية، مثل الضوء الطبيعي ودرجة الحرارة وجودة الهواء، يمكن أن تزيد من تقدم التعلم لتلاميذ المدارس الابتدائية بنسبة تصل إلى 16% في السنة.
4. التأهب للمهن الجديدة
من المهم تأهب الآباء والمجتمعات والمعلمين لرؤية المهارات المهنية المستقبلية، فقبل 20 عاما فقط لم يكن أحد يتصور أن الهواتف المحمولة ستكون مفيدة بهذا الشكل. كما أن عددا من الوظائف أصبح جزءا من الماضي، مثل مهنة التصوير الفوتوغرافي.
وأصبح هناك العديد من الوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة قبل 10 سنوات، مثل وظيفة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تساعد في قيادة الأعمال التجارية عبر الإنترنت.
ربما ينبغي وضع أعيننا على المستقبل، وتوقع الوظائف الممكنة، وإعداد أبنائنا لها مبكرا.