وكالات - الاقتصادي - نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تفسر ارتفاع العمر الافتراضي لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير، إن جو بايدن لا يطمح لأن يصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة فحسب، بل يرغب أيضا في تحطيم الرقم القياسي لسن الرئيس الذي يحتفظ به دونالد ترامب حاليا.
وذكرت الصحيفة أن دونالد ترامب تولى الرئاسة في سنة 2016 وعمره بالتحديد 70 عاما و220 يوما. وإذا فاز بايدن في الانتخابات الرئاسية، سيكون بحلول كانون الثاني/ يناير قد بلغ 78 من عمره. وقبل تحطيم ترامب الرقم القياسي، أدى رونالد ريغان اليمين الدستورية سنة 1981 عن عمر يناهز 69 سنة.
قد تبدو هذه المعطيات منطقية بالنظر إلى البيانات العالمية التي تشير إلى ارتفاع العمر المتوقع في العالم، لكنها ليست مثيرة للدهشة بالنسبة للأمريكيين. وبالنظر إلى أن رئيس الولايات المتحدة - القوة العالمية الأولى - يكون تحت ضغط هائل لعدة سنوات، حين بلغ باراك أوباما الخمسين من عمره خلال فترة ولايته، سلطت الصحافة الأمريكية الضوء على الشيب في شعره حيث أنه بات يبدو أكبر من عمره في غضون ثلاث سنوات فقط في منصب الرئيس.
جميع الرؤساء بين 1973 و1993 (جيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغان وجورج بوش) توفوا عن عمر يناهز 93 سنة.
ومن شروط الترشح للرئاسة في الولايات المتحدة، ألا يكون سن المترشح أقل من 35 سنة. وقد تبنى هذا المعيار "الآباء المؤسسون للولايات المتحدة"، ولكن يبدو أنه يتعارض مع متوسط العمر المتوقع في ذلك الوقت، الذي كان بالضبط 35 سنة في نهاية القرن الثامن عشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرؤساء الأمريكيين منذ ذلك الوقت تجاوزوا هذا الرقم. فقد توفي أول رئيس للبلاد وهو جورج واشنطن عن عمر يناهز 67 سنة، وتوفي خلفه جون آدامز في التسعين من عمره، في حين بلغ متوسط عمر القادة الثمانية الأوائل حوالي 80 سنة.
وأوردت الصحيفة أنه يوجد عدة أسباب يمكن أن تفسر هذه الظاهرة التي تبدو غير منطقية، بالنظر إلى مستوى الضغط الذي يتعرض له الرئيس طيلة فترة عهدته. وتشير بعض الدراسات إلى أن الإجهاد المستمر يؤدي إلى تسريع الشيخوخة الخارجية، ولكنه لا يؤدي ضرورة إلى الوفاة المبكرة. وقبل بضع سنوات، بحثت دراسة من جامعة إلينوي في شيكاغو نُشرت في مجلة "الجمعية الطبية الأمريكية" بإشراف عالم الديموغرافيا إس جاي أولشانسكي في أسباب طول عمر الرؤساء الأمريكيين.
أحد هذه الأسباب واضح وهو يتمثل في الرفاهية التي يتمتع بها هؤلاء القادة في قمة الهرم الاجتماعي والاقتصادي، الذي يساهم في إطالة العمر لأنه يشجع على اتباع أسلوب حياة صحي والوصول الفوري إلى الرعاية الصحية.
على الرغم من أن التوتر يضر بالصحة إلا أنه ليس دائما خطيرا
أشارت الصحيفة إلى أن الإجهاد لا يضر بالصحة دائما، لأن ما يسبب ارتفاع مستويات التوتر في الحقيقة هو فقدان السيطرة على المواقف العصيبة. وبالنسبة للرئيس الأمريكي، من الطبيعي أن يمتلك كل الأدوات اللازمة التي تمكنه من إبقاء المواقف الأكثر صعوبة تحت السيطرة. ويميّز هذا الأمر الرؤساء عن المسؤولين ذوي الرتب الأخرى الذين يتصرفون حسب القرارات التي يتخذها رؤساؤهم.
وأضافت الصحيفة أن النجاح عامل آخر يفسر طول أعمار رؤساء الولايات المتحدة. ففي الواقع، يعني الوصول إلى البيت الأبيض أن المرشح قد نجح في مشواره السياسي، وهو ما يساعده على عيش سنوات أكثر. فعلى سبيل المثال، يعيش الممثلون والمخرجون الذين فازوا بالأوسكار أربع سنوات أكثر في المتوسط من أولئك الذين تم ترشيحهم لنيل الجائزة، والأمر سيان بالنسبة لجوائز نوبل، وذلك حسب ما خلصت إليه الدراسة سالفة الذكر.
لا شك أن علامات الشيخوخة تكون واضحة على الرؤساء الأمريكيين في فترة ولايتهم، ولكن كما يقول الباحث أولشانسكي: "نحن لا نموت من الشيب والتجاعيد"، مضيفا أن "معظم الرؤساء تلقوا تعليما جامعيا وتمتعوا بثروة كبيرة وحصلوا على أفضل رعاية طبية. كما أن المستوى التعليمي العالي والوضع الاجتماعي والاقتصادي المرموق له تأثير إيجابي على طول العمر".