الخليل- الاقتصادي- وكالات- أعدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة، الطفلين بشار نضال الجعبري (15 عاما)، وحسام اسماعيل جميل الجعبري (17 عاما)، رمياً بالرصاص بدعوى محاولة طعن جندي اسرائيلي قرب الحاجز العسكري المقام بجوار بيت الرجبي الذي يحتله المستوطنون في حي الراس المتاخم لمستوطنة "كريات اربع".

وبحسب مصادر محلية، فإن الطفلين يسكنان المنطقة وتعودا المرور من الحاجز بشكل يومي، وقد تزامن وصولهما للحاجز مع وصول عشرات المستوطنين الى المنطقة، وكانوا يهتفون "الموت للعرب" وحينما شاهدوا المستوطنين هربوا من المكان، فما كان من جنود الاحتلال المتمركزين على سطح بناية الرجبي، الا اطلاق الرصاص عليهما بكثافة وإعدامهما. وقال مصدر أمني بالخليل ان سلطات الاحتلال ابلغت الجانب الفلسطيني رسميا عن قيامها بقتل مواطنين بالقرب من الحاجز العسكري بجوار مبنى الرجبي الذي يحتله المستوطنون بالخليل بعد محاولتهم طعن جنديين.

وأضافت المصادر المحلية في الخليل:" شاهدنا العشرات من المستوطنين يهتفون الموت للعرب وكانوا في طريقهم الى الحرم الابراهيمي، فأوقفتهم الشرطة الاسرائيلية وجنود الاحتلال، وفجأة سمعوا اطلاق الرصاص بشكل كثيف حلف مبنى الرجبي".

وقال بسام الجعبري أحد سكان المنطقة بان جنود الاحتلال منعوهم من الخروج من منازلهم وحتى النظر من النوافذ، وقد شاهدوا مستوطنين يهاجمون البيوت في منطقة وادي النصارى.

وقال عماد دعنا والذي يسكن منطقة واد النصارى المتاخمة لمستوطنة "كريات أربع" بأن شاهد العشرات من المستوطنين وقد خرجوا من المستوطنة باتجاه بيوتهم وبيوت سكان واد النصارى وواد الحصين ومنطقة مسجد خالد بن الوليد.

واندلعت مواجهات قبيل منتصف الليلة، في عدة محاور من مدينة الخليل، عقب الاعلان عن قيام قوات الاحتلال باعدام الطفلين من عائلة الجعبري.

وقالت مصادر مطلعة في اسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني، بأن عددا من المواطنين أصيبوا خلال المواجهات التي دارت في عدة محاور من محافظة الخليل، حيث اصيب شابين بالرصاص الحي وسبعة بالرصاص المطاطي فيما نقل تسعة مواطنين اصيبوا بالاختناق الى مستشفى محمد علي المحتسب ومستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج، وتم تقديم العلاجات الميدانية لعدد كبير من حالات الاختناق ميدانياً.

فقد هاجم شبان غاضبون النقطة المتمركزة على مدخل شارع السهلة - ابو الريش- في البلدة القديمة بالزجاجات الحارقة، وامطروها بالحجارة، فيما رد جنود الاحتلال باطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

كما تصدى السكان في منطقة واد الحصين وواد النصارى والكسارة ومحيط مسجد خالد بن الوليد، بعد قيام مجموعات من المستوطنين بمهاجمة منازل المواطنين في تلك المناطق، وقد قامت قوات الاحتلال بامطار المنطقة بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان ومنازل المواطنين.

وقالت مصادر محلية في الخليل، بأن العشرات من اهالي مخيم الفوار خرجوا بمسيرة كبيرة باتجاه مدخله احتجاجاً على قيام الاحتلال باعدام طفلين في الخليل. كما انتشرت قوات الاحتلال في منطقة الحرايق ومحيط مستوطنة "بيت حجاي" جنوب المدينة، وشرعت في عمليات تمشيط بالمنطقة.

ودعتت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بالرد على جريمة اعدام الطفلين.

وأضافت الحركة في بيان وصل معا تعقيبا على اعدام الطفلين الجعبري "ان الرد على هذه الجريمة قادم بإذن الله تعالى وشعب الشهداء والتضحيات لن يقبل أبدا ان تضيع دماء أبنائه هدرا".

وأكدت حركة الجهاد على حق الشعب الفلسطيني في الرد على جريمة اعدام الطفلين واستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسه. وأضافت الحركة "ان هذه الجريمة واضحة ومكتملة الأركان وتمت بدعم وحماية جيش الاحتلال الذي ما فتئ يزيف الحقيقة بهدف شطب الحقيقة والتغطية على الجريمة كعادته "

وقالت "الجريمة استمرار للعدوان الإرهابي الذي يقوده نتنياهو"، داعية أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي لجيش الإرهاب الاستيطاني وتصعيد الانتفاضة.