في نسخته الحادية عشرة
شهدت النسخة الحادية عشرة من المنتدى العالمي للتبغ والنيكوتين–GTNF 2020، والتي جمعت ضمن فعالياتها التي أقيمت افتراضياً للمرة الأولى في تاريخ المنتدى نظراً لما يمر به العالم من ظروف، حشداً من خبراء الصحة العامة وممثلي الحكومات والمستثمرين والمصنعين والمشرعين والأطراف المعنية بصناعة التبغ للتباحث حول كيفية تعزيز عملية التحول الناجح لصناعة التبغ والنيكوتين، إطلاق "مؤشر تحول التبغ"، الذي من شأنه توفير مقاييس شاملة ورؤى ثاقبة حول الكيفية التي اتبعتها أكبر 15 شركة للتبغ في العالم لتحقيق أهدافها للحوكمة المؤسسية والبيئية والاجتماعية، وبلوغ تقدمها النسبي نحو تحقيق مفاهيم كمفهوم "الحدّ من أضرار التبغ"، وتقليل المخاطر الصحية، وتخفيف عبء التدخين في العالم.
وفي إطار إطلاق "مؤشر تحول التبغ"، ناقش المنتدى أهم نتائج المؤشر التي كشف عنها رئيس مؤسسة عالم خالٍ من التدخين في إحدى الجلسات الحوارية، الدكتور ديريك ياك، مشيراً لبطء وتيرة التخلص التدريجي من السجائر التقليدية، الأمر الذي يؤكده الانخفاض الهامشي الذي سجلته الشركات الـ 15 في مبيعات هذه السجائر، وذلك من ما قدره 4.9 تريليون سيجارة إلى 4.8 تريليون سيجارة، أي بانخفاض نسبته -1.2% فقط في معدل النمو السنوي المركب على مستوى العالم خلال فترة مراجعة المؤشر للفترة 2017-2019. كذلك، فقد بيّن الدكتور ياك بأن عدداً قليلاً من شركات التبغ تعطي الأولوية للمنتجات منخفضة المخاطر، إذْ تشكل المنتجات منخفضة المخاطر ما يقارب 44% من إجمالي مبيعات شركات التبغ الكبرى في العالم، الأمر الذي يعود إلى القوانين والمعايير التي تفرضها الحكومات التي من شأنها إضعاف وتيرة تقدّم هذه الصناعة.
وفي تعليق له على نتائج المؤشر، قال الدكتور ياك: "يؤكّد المؤشر أن صناعة المنتجات البديلة للسجائر التقليدية، ما زالت في بداية رحلة طويلة؛ إذْ أنّ التقدم الحقيقي سيتحقق عندما تتخلص جميع شركات التبغ تدريجياً من صناعة السجائر التقليدية العاملة على احتراق التبغ، ولن يكون هذا ممكناً، إلاّ إذا قامت الحكومات حول العالم بتنفيذ لوائح أكثر ذكاءً تدعم هذا التحوّل. وفي هذا السياق، يجب على منظمة الصحة العالمية أن تدعم نشاط الشركات وتوجهها نحو تطبيق مفهوم الحد من أضرار التبغ، وأن تحدّ من عمليات حظر بيع المنتجات البديلة للسجائر التقليدية كالسجائر الإلكترونية والمنتجات القائمة على تبخير وتسخين التبغ خاصة في البلدان المتوسطة الدخل."
هذا وتطرق المنتدى لمناقشة العديد من الموضوعات التي تنوعت ما بين، اللوائح التنظيمية واختلافاتها بين دول العالم، والدور المتوقع من منظمة الصحة العالمية، والابتكارات المستقبلية في الصناعة، ومستقبل النيكوتين، ودور العلم في الصناعة، ومكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ وآثاره السلبية وضرورة تعزيز التوعية حولها، فضلاً عن منتجات التبع معدلة المخاطر وحق المعرفة بوجودها برغم من كونها غير خالية تماماً من المخاطر، وضرورة مناصرة حقوق المستهلك، ودور النيكوتين في مكافحة فيروس كورونا وقدرته على ذلك، وسلاسل التوريد المستدامة، والنمذجة السكانية لسياسة التبغ، ومنتجات تبغ المضغ واستخدامها المتواضع حتى الآن، بالإضافة غلى محركات النمو والاستدامة، والاستثمار في الصناعة، وغيرها.
ومن الجدير بالذكر بأنه ومنذ إطلاقه في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في عام 2008 حتى يومنا هذا، يعدّ المنتدى العالمي للتبغ والنيكوتين - GTNF منصة عالمية لتبادل الآراء والأفكار بين كافة الأقطاب المعنية بقطاع صناعة التبغ، ولتعميق الحوار حول التبغ والنيكوتين والصحة العامة ما يؤدي إلى التوصّل إلى قرارات أكثر استنارة.