الجاذبية تعمل أخيراً.. ماذا حدث في "وول ستريت"؟ وإلى أين يتجه السوق؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(2.73%)   AIG: 0.18(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.76%)   AZIZA: 2.45(4.67%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.85(4.05%)   GMC: 0.77(1.32%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70( %)   NIC: 3.05( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.76( %)   PADICO: 1.02(0.97%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08(4.85%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.10(5.17%)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.20(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.44(4.87%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:28 مساءً 07 أيلول 2020

الجاذبية تعمل أخيراً.. ماذا حدث في "وول ستريت"؟ وإلى أين يتجه السوق؟

وكالات - الاقتصادي - عادت الخسائر والتساؤلات والمخاوف لتحيط بسوق الأسهم الأمريكي، بعد أسابيع من الهدوء والمكاسب المتواصلة التي دفعت البعض للتندر بعبارة "السوق يتجه لأعلى فقط".

لكن الخسائر القوية التي ضربت "وول ستريت" خلال جلستي الخميس والجمعة الأخيرتين أعادت إلى الأذهان حقيقة أن الصعود لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، خاصة مع انتظار تطورات مهمة في الفترة المقبلة.

جنون في وول ستريت 

- مع نهاية يوم الأربعاء الماضي، كان سوق الأسهم الأمريكي يحتفي بإغلاق قياسي جديد لمؤشري "S&P 500" و"ناسداك"، وصعود "داو جونز" الصناعي أعلى مستوى 29 ألف نقطة لأول مرة منذ شهر فبراير. 

- حقق "ناسداك" الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا ارتفاعاً بنحو 75% مقارنة بالقاع المسجل في مارس الماضي ليغلق جلسة الأربعاء أعلى 12 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه مسجلاً الإغلاق القياسي رقم 43 منذ بداية العام الحالي. 

- مؤشر "S&P 500" أيضاً تجاوز مستوى 3500 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق في منتصف الأسبوع الماضي، ليسجل الإغلاق القياسي الثاني والعشرين منذ بداية عام 2020. 

- في شهر أغسطس وحده، تمكن "S&P 500" من تسجيل أفضل أداء لهذا الشهر في 34 عاماً بصعود تجاوز 7%، كما ارتفع "داو جونز" بنسبة 7.8% محققاً أعلى معدل زيادة منذ عام 198
 
- المستويات القياسية للأسهم الأمريكية خلال الفترة الماضية كانت بدعم واضح من صعود أسهم التكنولوجيا الكبرى بقيادة "آبل" و"أمازون" و"مايكروسوفت"، بالإضافة إلى ارتفاع شركات استفادت من تداعيات الوباء في تسارع الطلب على خدماتها مثل "زووم" و"تسلا" وغيرهما.

- لكن جاءت جلسة الخميس بما لا تشتهيه سفن المستثمرين في "وول ستريت"، حيث شهد السوق موجة بيعية تركزت على أسهم التكنولوجيا، لينخفض مؤشر "S&P 500" بنسبة 3.5% في أكبر هبوط يومي منذ شهر يونيو الماضي، وليفقد "ناسداك" نحو 5%.

- كما استمر التراجع خلال اليوم التالي، ليفقد "داو جونز" 1.8% من قيمته في إجمالي الأسبوع الماضي، مع خسائر لمؤشر "S&P 500" و"ناسداك" بلغت 2.3 و3.3% على الترتيب.

- تراجعت القيمة السوقية لأسهم شركة "فيسبوك" و"آبل" و"نيتفلكس" و"ألفابت" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"إنفيديا" مجتمعة بنحو 636 مليار دولار في يومين فحسب، وهو ما يعادل حجم اقتصاد سويسرا.

- مع الخسائر القوية يبرز أيضاً ارتفاع حركة التقلبات في سوق الأسهم، حيث صعد مؤشر الخوف "VIX" الخاص بالتقلبات قرب أعلى مستوى في 10 أسابيع وهو ما يوضح القلق لدى المستثمرين.
 

الجاذبية تعمل أخيراً 

- هبوط "وول ستريت" في الأسبوع الماضي أعاد إلى أذهان المستثمرين أموراً كانت قد بدأت تغيب بين طيات النسيان رغم منطقيتها.
 
- تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية أنهى سلسلة الصعود القياسي لمؤشري "S&P 500" و"ناسداك" والارتفاع الحاد المتواصل لشركات التكنولوجيا، وهو ما كان يبدو في وقت ما كأمر لا يمكن إيقافه.
 
- الصعود القوي لمؤشرات الأسهم الأمريكية طوال الأسابيع الماضية كان مدفوعاً بشكل كبير بالتدابير التحفيزية الواسعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي وآمال اكتشاف لقاح ضد وباء "كوفيد-19" بالإضافة إلى المكاسب الملحوظة لأسهم التكنولوجيا التي تحولت لملاذ آمن بالنسبة للبعض.

- لكن المستثمرين تجاهلوا حقيقة استمرار تزايد أعداد المصابين والوفيات جراء الوباء إلى 27 مليون مصاب وما يزيد على 881 ألف وفاة عالمياً وعدم التوصل إلى لقاح حتى الآن، بالإضافة إلى تداعيات الفيروس الاقتصادية التي تمثلت في انكماش تاريخي للاقتصاد الأمريكي وقفزة لمعدل البطالة وارتفاع لحالات إفلاس الشركات. 

- وتواجه "وول ستريت" عدة اختبارات قادمة لعل أبرزها تطور المفاوضات الصعبة بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن إقرار حزمة تحفيز إضافية لدعم الاقتصاد المتضرر من وباء "كورونا"، مع استمرار الخلاف بين الجانبين حيال قيمة التدابير المحتملة.
 
- ومع انتهاء أجل التدابير التحفيزية الحكومية في يوليو الماضي، توقفت زيادة إعانات البطالة التي كانت تبلغ 600 دولار أسبوعياً بالإضافة إلى انتهاء أثر برامج دعم الشركات المتضررة من الوباء مثل خطوط الطيران.
 
- كما ينتظر المستثمرون اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في السادس عشر من شهر سبتمبر – الاجتماع الأخير قبل انتخابات نوفمبر – لرصد مدى إمكانية إجراء خطوات دعم إضافية للاقتصاد. 

- ولا تزال حالة عدم اليقين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل تثير احتمالات حدوث مزيد من التقلبات في سوق الأسهم خلال الفترة المقبلة. 

إلى أين نذهب؟
 
- تتباين رؤية محللي "وول ستريت" حول أسباب الهبوط خلال جلستي الخميس والجمعة الماضيتين والاتجاه المتوقع للسوق خلال الفترة المقبلة، بين المتفائلين الذين يرونه تراجعا تصحيحيا مؤقتا وبين  المتشائمين الذين يعتقدون أنه يمثل إشارة تحذيرية للقادم.

- بالنسبة للمتفائلين، فإن الهبوط المسجل في الأسبوع الماضي لا يمثل أكثر من "حركة تصحيحية جيدة استعداداً لاستكمال رحلة الارتفاعات"، خاصة مع حقيقة أن "ناسداك 100" لا يزال مرتفعاً 33% مقارنة بمستوياته منذ بداية العام.
 
- كما أن المستويات القياسية المتواصلة لأسهم التكنولوجيا الأمريكية قد تكون وراء قيام المستثمرين بعملية جني للأرباح، خاصة بالنسبة لسهم مثل "آبل" والذي صعد بأكثر من 70% منذ بداية العام الحالي لتتجاوز الشركة حاجز التريليوني دولار أو "تسلا" الذي ارتفع بأكثر من 400% منذ بداية شهر يناير.

- ويرد المدافعون عن توقع استمرار ارتفاع السوق على مخاوف وجود فقاعة في أسهم التكنولوجيا بفكرة أن مكاسب أسهم التكنولوجيا الكبرى مؤخراً تعتمد على ربحية ملحوظة للشركات وحصة سوقية قوية، وهو ما يتعارض مع ما شهدته فقاعة "الدوت كوم" في نهاية تسعينيات القرن الماضي.
 
- يراهن هؤلاء على استمرار ارتفاع السوق الأمريكي بدعم معدلات الفائدة المنخفضة تاريخياً، والسياسة النقدية التيسيرية التي توفر سيولة رخيصة ستنتهي في "وول ستريت" كأفضل الخيارات المحتملة، بالإضافة إلى إشارات تعافي الاقتصاد مع تسارع النشاط الصناعي والخدمي وتراجع معدل البطالة بأكثر من التوقعات في أغسطس مسجلاً 8.4%.
 
- لكن على الجانب الآخر، يشير المتشككون إلى أن السوق ربما ذهب أبعد من الأساسيات وحالة الاقتصاد الحقيقي، وهو ما قد يعني هبوطا إضافيا لتعويض مرحلة الصعود غير المنطقي سابقاً. 

- يدلل المتخوفون على لامنطقية الارتفاعات الأخيرة بصعود سهمي "آبل" و"تسلا" بشكل حاد بعد إعلان خطة لتقسيم السهم، رغم حقيقة أن هذه العملية لا تمثل أي تغيير بالنسبة لأساسيات الشركتين.

- يرى محمد العريان أن سوق الأسهم الأمريكي قد يتراجع "بسهولة" بنحو 10% إضافية إذا اتجه المستثمرون للأخذ في الاعتبار عامل الأساسيات.
 
- ويعتقد المستشار الاقتصادي لشركة "أليانز" أن السوق سيشهد "لعبة شد الحبل" بين النقيضين المتمثلين في المستثمرين الذين يدخلون للشراء عند أي هبوط للسوق اعتماداً على ضخ بنك الاحتياطي الفيدرالي تريليونات الدولارات، وبين هؤلاء الذين سيبدأون في وضع الأساسيات قيد الاعتبار.
 
- ويلخص العريان الموقف بقوله: "إذا تحول تفكير المستثمرين من الفنيات إلى الأساسيات، فإن السوق سيكون لديه مساحة إضافية للهبوط، لكن الأمر يتوقف على مدى احتمالية تغير عقلية اللاعبين في وول ستريت".

Loading...