رام الله - الاقتصادي - كتب الخبير المصرفي والمستشار المالي محمد سلامة، عن توقعات وسيناريوهات سعر صرف الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي خلال الأيام المقبلة.

وجاء ما كتبه سلامة لصالح البنك الوطني، والذي نشره على موقعه الإلكتروني، على النحو التالي:

بعد الإعلان عن إقرار الموازنة الإسرائيلية المؤقتة وتراجع احتمال انهيار التحالف الحكومي في إسرائيل، تراجعت أسعار صرف الدولار مقابل الشيكل ليختبر 3.35 شيكلا للدولار، قبل أن يرتد قليلا ويغلق الأسبوع عند مستوى 3.3620 في أدنى اغلاق له منذ عام 2011.

يأتي انخفاض الدولار في غياب تدخل المركزي الإسرائيلي بشكل لافت، للحد من قوة الشيكل، بعد أن كان المركزي قد اشترى 5 مليارات دولار في الفترة من شهر مايو/ أيار حتى يوليو/ تموز، ليرتفع رصيد العملات الأجنبية في المركزي الإسرائيلي الى مستوى تاريخي عند 157 مليار دولار. 

وعزز هذا التراجع، إعلان محافظ الفدرالي الأمريكي تغيير أولويات السياسة النقدية الأمريكية، مما أضعف الدولار مقابل عملات العالم الاخرى. 

المؤشرات الفنية للدولار مقابل الشيكل غاية في السلبية وتوحي بمزيد من الانخفاض، بعد حياد واستقرار تلك المؤشرات خلال أغسطس/ آب الحالي. 

لذا يتوقع المحللون استمرار الضغوط على أسعار صرف الدولار في موجة انخفاض جديدة، إذا لم يتدخل المركزي الاسرائيلي، للحد من جموح الشيكل، وفي حال هبط دون مستوى الدعم الفني عند مستوى 3.3500، ليختبر نطاق الدعم الاقوى عند مستوى 3.30-3.32 قبل ان يرتد للتصحيح. 

العوامل التي تدفع نحو مزيد من قوة الشيكل، مثل التوقعات باستمرار تراجع الدولار مقابل العملات الأخرى واستمرار ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية، وعدم تدخل المركزي الإسرائيلي واستمرار تفوق اداء الاقتصاد الاسرائيلي مقارنة بشركائه التجاريين، دفعت بعض المحللين لتوقع عمق أبعد لموجة الانخفاض الحالية.

إذ سيتم اختبار أدنى أسعار وصل اليها الدولار عام 2008، عند مستوى 3.20 شيكل للدولار إلا أنهم يتوقعون حدوث ذلك في مدى عامين مقبلين.

ومع أن هذا التوقع غير موضوعي في ظل الغموض الحالي وعمق أثر كورونا، يرجح البعض الآخر استمرار الانخفاض التدريجي البطيء إذا ما استمرت الظروف الحالية، واذا ما غاب تدخل المركزي الاسرائيلي.