من منّا لا يتمنى تطوير مستوى ذكائه، وما يحمله ذلك من تطوّر على حياته الشخصية والمهنية. وهل يولد الإنسان مع مستوىً معيّن من الذكاء لا يستطيع أن يرفعه؟ أثبت العلماء الآن أنه من الممكن زيادة إمكاناتنا الدماغية، إذ أنه من خلال تعلم مهاراتٍ جديدة، يخلق الدماغ مسارات عصبية جديدة، تجعله يعمل بشكل أسرع وأفضل.
وفيما يلي قائمة بسبع هوايات تزيد مستوى الذكاء:
1-العزف على آلة موسيقية
إن عزف الموسيقى ينمي الإبداع، والمهارات التحليلية، واللغة، والرياضيات، والمهارات الحركية الدقيقة، والكثير غيرها.
إذيعزز العزف من الجسم الثفني، أو الصوار، الذي يربط بين نصفي الدماغ، عن طريق إنشاء اتصالاتٍ جديدة.
2- القراءة
سواءً كنت تقرأ رواية خيالٍ علمي، أو العدد الأخير من صحيفة “الحياة”، فإن للقراءة فوائد كثيرة. حيث تقلل القراءة من الإجهاد، وهو ما يحسن شعورك تجاه نفسك، ويزيد أنواع الذكاء الثلاثة، وهي المتبلور، والسائل، والعاطفي.
ويساهم ذلك في حل المشكلات، ووضع قطع مختلفة من المعرفة معاً لتنقل أفضل خلال الحياة اليومية، واكتشاف الأنماط، وفهم العمليات، والتفسير الدقيق والاستجابة لمشاعر الآخرين، كما يزيد المهارات الإدارية.
3-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
إن التمرين بعض الأحيان لا يفيد في تنمية الذكاء، وبالتالي فإن المداومة على الرياضة بانتظام أكثر فعالية من تمارين رياضية ثقيلة وصعبة بين الحين والآخر.
فعند ممارسة الرياضة بانتظام، يغمر BDNF الخلايا، وهو بروتين ينمي الذاكرة ويساعد في التعلم والتركيز والفهم، وهو ما يسمى بالبراعة العقلية.
وأفاد بعض العلماء أن الجلوس لفترات طويلة لديه تأثير معاكس لما ذُكِر، ويعرقل الدماغ عن العمل كما ينبغي.
4- تعلم لغة جديدة
انس حل الألغاز لتنشيط ذاكرتك وتعلم لغةً أجنبية بدل ذلك، حيث أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتحدثون لغتين يحسنون حل الألغاز أكثر ممن يتحدثون لغةً واحدة فقط، فإن تعلم لغة جديدة بنجاح يمكن الدماغ من التعامل مع كل ما يتطلب جهداً عقلياً بشكلٍ أفضل، وهذا يشمل المهارات التنفيذية كالتخطيط وحل المسائل.
إضافةً إلى ذلك، فإن تحدث لغتين على الأقل يوثر إيجابياً على مهارات مراقبة البيئة المحيطة بك، ويوجه انتباهك إلى العمليات حولك.
ويقول الكثيرون أن تعلم المدراء التنفيذيين لغةً جديدة، كالفرنسية أو الإسبانية، يتيح لهم الحصول على ترقية في العمل.
5- التعلم التراكمي
كثير من الطلبة الأذكياء في المدارس الثانوية والكليات، يدرسون للاختبار النهائي خلال فترةٍ وجيزة، ويبدو أنهم ملمون بالمادة يوم الاختبار النهائي، لكن المشكلة في هذا أننا ننسى المعلومات بعد الاختبار بفترة وجيزة جداً.
وأحد أسباب كون تعلم لغة جديدة يجعلنا أكثر ذكاء، هو تطلّبه التعلم التراكمي، لأننا نحتاجها القواعد النحوية والمفردات مراراً وتكراراً، نتعلم مراتٍ لا تحصى عندما ننمي مهاراتنا في اللغة الأجنبية.
وبالتالي، يستحسن تطبيق التعلم التراكمي إلى حياتنا اليومية ومكان العمل، من خلال تسجيل المعلومات المهمة التي نتعلمها، فمثلاً، كن ملاحظاً ومنتبهاً أثناء النقاشات الهامة، واحتفظ بمدونة صغيرة تكتب فيها كلما يلفت انتباهك، واستمر باستخدام سبل التعلم التراكمي في حياتك اليومية.
6- مرّن دماغك
إن الألعاب مثل سودوكو، والألغاز، والأحاجي، وألعاب الفيديو، ولعب الورق، والأنشطة المماثلة، تعمل على زيادة المرونة العصبية، وهذا يشمل مجموعة واسعة من التغييرات في المسارات العصبية ونقاط الاشتباك العصبي، التي تمثّل قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه.
وعندما تستجيب الخلايا العصبية بطرق جديدة، تزداد المرونة العصبية، ما يزيد قدرة المرء على رؤية الأمور من زوايا مختلفة وجديدة، وفهم المسببات والنتائج المتصلة بالسلوكيات والعواطف، كما يصبح المرء عالماً بأنماط جديدة وتتحسن القدرات الإدراكية لديه.
وبالنظر إلى كون المرونة العصبية متصلة باعتلالات مثل طنين الأذن، فإن زيادة المرونة العصبية تساعد في منع هذه الحالات، فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يمتلكون مرونة عصبية عالية، أقل عرضة للقلق والاكتئاب ويتعلمون ويحفظةن بشكل أسرع.
7- التأمل
دعا الدالاي لاما عام 1992، العالم ريتشارد ديفيدسون لدراسة موجات دماغه أثناء التأمل ومعرفة ما إذا كان يمكن توليد موجات دماغ محددة إرادياً.
وتبيّن أنه عندما قيل للدالاي لاما ورهبان آخرين أن يتأملوا نركزين على الرحمة، بينت موجات أدمغتهم أن أدمغتهم كانت في حالة إنسانية ورحمانية عميقة.
وتم نشر نتائج البحوث كاملةً في “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” خلال 2004، ثم في “Wall Street Journal”، حيث تلقى قدراً هائلاً من الاهتمام.
وأصبح التأمل مهماً جداً للأناس الطموحين، لأن الدراسة تبيّن أنه بالإمكان التحكم بموجات أدمغتنا والشعور بما نريده وكلما أردناه، وهذا يعني أننا يمكن أن نشعر أقوى أمام المفاوضات، وأكثر ثقةً عندما نطلب ترقية في العمل، وأكثر إقناعاً أثناء مكالمة مبيعات.
والفكرة العامة هي أنه يمكن للدماغ التطور أكثر، ويمكن فعل ذلك عن قصد، حيث إن الأنشطة المختلفة تحفز مناطق مختلفة من الدماغ، حتى تتمكن من العمل على أن تصبح بلا منازع في نقاط القوة لديك، إضافةً لتحسين نقاط الضعف لديك.
كما أن التركيز على تحسين الذات من خلال الدماغ فكرة ممتازة لمن يجد نفسه في ذروة حياته المهنية، أو ربما توقف عن الحصول على أفضل، والمهنيين الطموحين، وأصحاب المشاريع الذين يتطلعون لتحقيق أقصى إمكاناتهم.