وكالات - الاقتصادي - من بين الصفات التي تميز المدير الجيد هي الرغبة في التعلم والتطور باستمرار، ونتيجة لذلك أصبح هناك سوق ضخم لتطوير الذات، والذي يضم الكثير من الكتب عن الإدارة وتحقيق الإنجازات، والسير الذاتية للمديرين التنفيذيين الناجحين.
وعلى الرغم من أهمية الاستماع إلى الأشخاص الناجحين مثل الراحل ستيف جوبز، الذي أسس إمبراطورية "أبل" من الصفر تمامًا، إلا أنه من الصعب تحديد عامل معين لنجاح جوبز، من بين العوامل الكثيرة التي قد تكون ساهمت في ذلك، إذ يصعب إرجاع ذلك على سبيل المثال إلى مثابرته، أو إلى استراتيجيته التسويقية، أو إلى شيء آخر مختلف.
ومن ناحية أخرى فمن الأسهل تحديد أسباب الفشل، خاصة عندما يتسبب مدير تنفيذي في فشل شركة كانت ناجحة سابقًا، ومن البديهي أن يتعلم الأشخاص بشكل أفضل من الأخطاء، لكن ليس بالضروري أن تكون هذه الأخطاء أخطاءهم، فمن الممكن أن يتعلموا من أخطاء غيرهم، وفي هذا السياق نستعرض دروسًا يمكن تعلمها من أسوأ المديرين التنفيذيين في التاريخ.
7- تشين جيولين
على الرغم من أن شركة "تشاينا أفيشين أويل" حققت نجاحًا كبيرًا لفترة من الوقت تحت قيادة المدير التنفيذي تشين جيولين، حيث ارتفعت أصولها بنسبة استثنائية بلغت 85200%، لتصل إلى 150 مليون دولار، إلا أن المضاربة في أسعار النفط كادت تتسبب في انهيار الشركة، وحاول تشين إخفاء ما حدث.
وقد حُكم على تشين عام 2006 بالسجن أربع سنوات وثلاثة أشهر؛ بسبب إخفاء خسارة بقيمة 550 مليون دولار، والدرس المستفاد هنا هو عدم المخاطرة بأصول الشركات.
6- جيرالد راتنر
ارتكب جيرالد راتنر المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "راتنر" للمجوهرات، خطأً واحدًا فقط لكنه كان خطأً كبيرًا، وذلك حين وصف خلال حديث له منتجات شركته بأنها تافهة وعديمة النفع، كما تحدث بشكل سيئ عن منتجات أخرى أيضًا.
ونتيجة لذلك انخفض عدد عملاء الشركة، وخسرت المجموعة ملايين الدولارات، وعينت المجموعة رئيس مجلس إدارة جديدًا، وفُصل جيرالد، والدرس المستفاد هنا أنه يجب معاملة العملاء باحترام.
5- كين لاي
تحت قيادة كين لاي تمكّنت شركة الطاقة الأمريكية "إنرون" من تحقيق نسب نمو جيدة، وبلغت قيمتها السوقية 100 مليار دولار أمريكي، قبل أن تخسر 99.7% من قيمتها عام 2001.
وقد أدار "لاي" الشركة بمزيج من ضعف الكفاءة وعدم الأمانة، ولم يهتم بعمليات التشغيل اليومية، وعندما تعثرت الشركة وقع "لاي" في عملية احتيال محاسبية ضخمة للتغطية على تعثر الشركة، وقد توفى "لاي" بنوبة قلبية في يوليو عام 2006، قبل فترة وجيزة من إصدار حكم ضده، وكان متوقعًا أن يصدر حكم بسجنه 30 عامًا بسبب دوره في عملية الاحتيال.
وفي حين كان لاي يركز على زيادة الإيرادات بأي ثمن، فيجب التعلم من ذلك ألا يلجأ الأشخاص إلى زيادة الإيرادات والأرباح من خلال انتهاج أساليب غير أخلاقية.
4- جون سكولي
أقنع ستيف جوبز مؤسس شركة "أبل" جون سكولي رئيس شركة "بيبسي" عام 1982، بتولي منصب مدير شركة "أبل"؛ بسبب خبرته في العمل ومهاراته التسويقية، إلا أنه حدثت مشكلات بينهما فيما بعد، مما تسبب في استقالة جوبز عام 1985.
كان سكولي يفتقر إلى المعرفة التقنية، واتخذ عدة قرارات غير مدروسة، مثل إنتاج عدد من المنتجات الفاشلة مثل الجهاز اللوحي "نيوتون"، والكاميرات الرقمية ومشغلات الأقراص المضغوطة، وقد فُصل سكولي فيما بعد وعاد جوبز مرة أخرى إلى "أبل"، والدرس المستفاد هنا ألا يترك أي شخص عواطفه تقوده إلى اتخاذ قرارات سيئة.
3- وارن أندرسون
كان وارن أندرسون مديرًا تنفيذيًا لشركة الكيماويات الأمريكية "يونيون كاربايد"، عندما حدث تسرب لأكثر من 40 طنًا من الغازات السامة من مصنع بوبال في الهند، مما تسبب في مقتل عدة آلاف من الأشخاص، فضلاً عن تضرر مئات الآلاف.
ورغم أن أندرسون زار بوبال بعد بضعة أيام من وقوع الحادث، إلا أنه هرب بعد القبض عليه وتم إطلاق سراحه بكفالة، ولم يعد ثانية.
وقد زعمت الشركة أن الحادث وقع بسبب موظف ساخط، ولامت الحكومة الهندية لأنها سمحت للناس بالعيش بالقرب من موقع الشركة، إلا أن أندرسون نفسه اعترف بأن المصنع كان يفتقر إلى معايير السلامة الموجودة في الولايات المتحدة.
وقد دمرت هذه الكارثة أندرسون، والدرس الذي يجب تعلمه من ذلك أن المسؤولية تقع على عاتق القادة ومن يشغلون المناصب العليا.
2- كارلي فيورينا
عندما تولّت كارلي فيورينا منصب المديرة التنفيذية لشركة "إتش بي" في عام 1999، وصفت نفسها بأنها "وكيلة تغيير"، وقد غيرت الشركة فعلاً لكن للأسوأ، فعندما غادرت فيورينا الشركة بعد ست سنوات، كانت "إتش بي" قد فقدت نصف قيمتها وآلاف الموظفين، في حين أن فيورينا كانت تحصل على راتب كبير.
ويرجع جزء كبير من فشل فيورينا إلى القرارات السيئة، بما في ذلك محاولة شراء "برايس ووترهاوس كوبرز" مقابل 14 مليار دولار، وبعد ثنيها عن القيام بذلك، اشترت "آي بي إم" شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" مقابل أقل من 4 مليارات دولار، وبالإضافة إلى ذلك كان قرار الاندماج مع "كومباك" كارثيًا، وفي اليوم الذي فُصلت فيه فيورينا من الشركة، زادت قيمة "إتش بي" بنحو 3 مليارات دولار.
والدرس الذي يمكن تعلمه من تجربة فيورينا- التي قامت باستعداء العمال والمستثمرين، وكانت ترى نفسها على صواب دائمًا- يتمثل في الاستماع إلى آراء الآخرين.
1- كاي وايتمور
في العام الأول من تولّي كاي وايتمور منصب المدير التنفيذي لشركة "كوداك" عام 1990، نام وايتمور خلال اجتماع مع بيل جيتس، وكانت تجرى فيه مناقشة حول دمج منتجات الشركة مع "ويندوز"، وعلى الرغم من أن شركة "إيستمان كوداك" كانت قد طورت بالفعل كاميرا رقمية عام1975، إلا أن وايتمور لم يأخذ هذه التكنولوجيا على محمل الجد، وفشل في الاستثمار بها.
وقد شهدت شركة "كوداك" تراجعًا كبيرًا مع بدء الهيمنة الرقمية على العالم، وفُصل وايتمور من منصبه بعد ثلاث سنوات؛ بسبب فشله في خفض التكاليف بشكل كافِ، إلا أن خطأ وايتمور الأساسي كان فشله التام في رؤية الفرص في العالم الرقمي.