وكالات - الاقتصادي - قال مواطنون في هونج كونج إنه في فبراير من كل عام، يلاحظون تراكم الزجاجات البلاستيكية والأكياس البلاستيكية ومعلبات المشروبات الغازية وغيرها من زجاجات العصائر الفارغة في المحيطات والأنهار في ظاهرة ليست بالجديدة على أسماع الكثيرين.
- لكن الجديد هذا العام ما لاحظه مواطنون في مختلف دول العالم من انتشار للقفازات البلاستيكية وأدوات التعقيم وأدوات طبية وأقنعة الوجه تقذفها المحيطات والأنهار إلى الشواطئ.
- سواء في شواطئ البحار أو الأنهار، فإن كوكب الأرض أصبح يعاني من وباء من النفايات البلاستيكية، ومن الصعب إحصاء حجم هذه النفايات على وجه الخصوص، لكن البيانات تشير إلى أن استهلاك المواد البلاستيكية ذات الاستعمال مرة واحدة قفز في أمريكا بنسبة تتراوح بين 250% و300% منذ بداية أزمة فيروس "كورونا".
- ترجع معظم الزيادة القوية المذكورة سلفاً إلى الاستخدام واسع النطاق للمنتجات والمواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في ظل جائحة "كورونا" مثل أقنعة الوجه والقفازات والأدوات الطبية وغير ذلك.
- أظهرت تقديرات من مركز "جراند فيو ريسيرش" البحثي أن حجم سوق الأقنعة ذات الاستخدام الواحد سوف ينمو من 800 مليون دولار عام 2019 إلى 166 مليار دولار عام 2020.
- أدت جائحة "كورونا" إلى ارتفاع الطلب على أدوات الحماية الشخصية بشكل قوي بالتزامن مع الطفرة في التجارة الإلكترونية - بفعل العزل المنزلي - فهناك تقديرات بأن 2.5 مليار عميل زاروا خدمات "أمازون دوت كوم" منذ بداية الأزمة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 65% عن نفس الفترة من عام 2019.
- أغلب ما تم شراؤه عبر الإنترنت كان مواد بلاستيكية، والأسوأ من ذلك، أن السلع التم تم طلبها يجري تعبئتها أصلا في مواد بلاستيكية لشحنها للعملاء، وأغلب هذه المواد لا يمكن إعادة تدويرها.
- أدت "كورونا" بالفعل إلى وباء من النفايات البلاستيكية من عدة طرق، فالأزمة سببت هبوطا حادا في أسعار النفط، وهو ما يعني انتعاشا أكبر في صناعة المواد البلاستيكية مع الأخذ في الاعتبار أن المنتجات البترولية عامل رئيسي في هذه الصناعة.
- يعني ذلك وفي ظل ضعف أسعار الخام أن هناك سببا آخر لعدم الحاجة للتدوير بشكل مكثف، فمن الممكن إنتاج الكثير من المواد البلاستيكية بتكلفة أرخص، كما أن جمع النفايات البلاستيكية يجري بوتيرة أقل بسبب المخاوف من تفشي الفيروس، لا سيما أن هناك دراسات تشير إلى أن "كورونا" يعيش لمدة 72 ساعة على البلاستيك.
- يعني ذلك أن أغلب ما تم إنتاجه من بلاستيك هذا العام انتهى به الحال إلى الأنهار والبحيرات والمحيطات والبحار خاصة في الدول الفقيرة.
ما الحلول المتاحة؟
- تسببت ازمة "كورونا" في انتعاش الإنتاج المكثف من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، حيث تتسابق الحكومات لتوفير احتياجات المواطنين والأطقم الطبية.
- أعرب الكثير من الحقوقيين المدافعين عن البيئة عن مخاوفهم بشأن تراكم النفايات البلاستيكية حول العالم مما يشكل تحديا كبيرا ليس فقط من الناحية البيئية والصحية، بل أيضاً كخطر شديد على الكوكب.
- أضافت المواد والوسائل الوقائية في زمن "كورونا" إلى الأزمة التي كانت متفشية من الأساس في المحيطات والبحار، فبدلا من مجرد زجاجات بلاستيكية ومعلبات، أصبحت المشكلة مضاعفة بسبب القفازات والأقنعة وغير ذلك.
- تختنق المحيطات والبحار بأطنان هائلة من المواد البلاستيكية، وتم التلميح بشأنها في السنوات الأخيرة، والآن، تفاقمت المشكلة مع أطنان أخرى من المواد البلاستيكية بسبب "كورونا" والتي تتراكم بوتيرة سريعة.
- ارتفع إنتاج البلاستيك عالميا إلى أربعة أضعاف خلال الأربعة عقود الأخيرة بحسب دراسة نشرت عام 2019 مشيرة إلى أن المواد البلاستيكية ستشكل 15% من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
- أوضحت الدراسة أيضا أن ما يقرب من ثمانية ملايين طن من النفايات البلاستيكية تتسرب إلى المحيط سنوياً والمعدل يتزايد بشكل خطير كل عام، مما يثير أزمات بيئية وصحية حيث إن المواد البلاستيكية الدقيقة التي تتسرب إلى مياه الشرب تشكل خطورة فضلا عن التقاطها للبكتيريا الضارة والمواد الكيميائية التي تدخل في صناعتها.
- اقترح البعض ضرورة وضع حلول سريعة لمعالجة أزمة النفايات البلاستيكية وإطلاق خطط للقضاء عليها وأيضاً إحداث طفرة في إعادة تدويرها.
- رغم تصريحات مسؤولي صناعات بلاستيكية بأن المواد ذات الاستهلاك الواحد هي الطريقة الأكثر أمانا في زمن "كورونا"، إلا أن ذلك لا ينفي الخطر من تراكمها وتكدسها في المحيطات.
- طالبت منظمات بيئية بضرورة سن تشريعات مناسبة من أجل مكافحة أزمة النفايات البلاستيكية والتصدي لها وتنظيف الكوكب منها.