سارعت وسائل الاعلام الاسرائيلية مساء امس بنشر خبر القاء القبض على ما اسمتها "خلية"، متهمة بتنفيذ عملية "ايتمار" قرب بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس قبل ايام، التي ادت الى مقتل مستوطن وزوجته.
وبدا وكأن مخابرات الاحتلال حققت انجازا في القبض على المنفذين في ظرف اسبوع، وهم بحسب زعم ما يدعى جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" (راغب أحمد محمد عليوي، ويحيى محمد نائف عبدالله حاج حمد، وسمير زهير إبراهيم كوسى، وكرم لطفي فتحي رزق)، إلا أن عائلات المعتقلين المتهمين نفت بشكل قاطع علاقة ابنائها بالعملية.
وقال أيمن المصري خال الاسير كرم المصري، أحد المتهمين بتنفيذ العملية، خلال مؤتمر صحفي عقدته عائلات المتهمين إنه "من غير المنطقي قيام إبني بهذه العملية، فهو شاب عريس عائد من شهر العسل، فكيف له أن يفعل هكذا شيء؟".
وأوضح محمود كوسا، شقيق المتهم الاخر الأسير سمير كوسا، أن لديه إثباتات بوجود شقيقه سمير في المنزل وقت العملية، و"ذهب ليحلق شعره وقت العملية، والحلاق يُثبت هذا الكلام".
وتقول رواية "الشاباك" إن احد المنفذين اصاب بالرصاص زميلا له بالخطأ، اثناء تنفيذ العملية وسقط مسدس المصاب منه اثر ذلك، وتم العثور عليه في الموقع، ويبدو ان هذا الخطأ هو الذي وفر طرف خيط لمخابرات الاحتلال للوصول الى المنفذين، فقد اقتحمت وحدات خاصة "مستعربين"، المستشفى العربي التخصصي في نابلس واختطفت الشاب كرم المصري الذي كان يعالج من اصابته هناك.ويشكك الجانب الفلسطيني في رواية الاحتلال، حول المصاب، بالاستناد الى اشارات، تفند الرواية الاسرائيلية.
وقال القيادي في حماس الشيخ حسن يوسف ان ما يؤكد ان المعتقلين لا علاقة لهم بالعملية، هو ان انسان يصاب بمثل هذا الحدث، ويذهب للمشفى، في اشارة للشاب المعتقل كرم المصري، احد المتهمين بتنفيذ العملية، حسب زعم الاحتلال.
وأضاف يوسف في حديثه لـ"رايــة"، إنه لا يوجد أي تأكيد من كتائب القسام الذراع العسكري للحركة، يتبنى العملية، وما نشره الاحتلال، مزاعم لا صحة لها.
وصرح الدكتور عامر الشحروري من المستشفى العربي التخصصي لـ"رايـــة"، والذي كان مُشرفاً على حالة الاسير كرم المصري، أن إصابة كرم عند وصوله إلى المشفى، وإجراء الفحوصات اللازمة، كانت غير واضحة المعالم، بسبب التهتك الكبير في يده اليسرى.
وأشار إلى أن كرم وصل إلى المشفى في الحادية عشر من مساء يوم الخميس، وتم إدخاله إلى قسم الطوارئ على الفور، وقال أن إصابته كانت أثناء مساعدة صديقه في إحدى ورشات البناء، ووقوع مكبس الحديد على يده اليسرى.وزعمت مخابرات الاحتلال لاحقا الليلة الماضية، حسب ما نشرته وسائل اعلام اسرائيلية، أن الامن الفلسطيني استجوب المصاب المصري في المشفى وقدم معلومات لاجهزة الاحتلال، الامر الذي نفاه محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب.
وقال الرجوب لـ"رايــة"، "لم يكن هناك استجواب من الامن الفلسطيني.. هذا الادعاء ليس صحيحا على الاطلاق، والشاب المصري لم يتضح بالفحص الطبي انه مصاب برصاصة، خلال وجوده في المشفى".وأضاف الرجوب انه لو كان لدى الامن علم باصابة الشاب المصري برصاصة لاعتقلته من البداية وحققت معه.تنفي العائلات اقدام ابنائها المتهمين على تنفيذ عملية "ايتمار" في حين خرجت مخابرات الاحتلال على وسائل اعلامها بخبر اعتقال الخلية المنفذة، مقدمة رواية متناقضة وتطرح عديد من التساؤلات، ليبدو ان الاخيرة بحثت عن انجاز امام الرأي العام الاسرائيلي، حتى لو استدعى ذلك تلفيق تهم بحق فلسطينيين لم يكن لديهم أي علاقة في العملية.
عن موقع الراية الالكتروني