القدس المحتلة- الاقتصادي- عقدت الهيئة العامة لشركة كهرباء محافظة القدس امس، اجتماعها الرابع عشر في فندق الأمبسادور بمدينة القدس، وذلك بحضور المهندس عدنان الحسيني وزير شؤون القدس ومحافظها، ويوسف الدجاني رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس، وكافة أعضاء مجلس الإدارة، والمهندس هشام العمري مدير عام الشركة، وشكري النشاشيبي المحامي القانوني الجديد للشركة، وخليل حامد مدير مجلس الإدارة وشؤون المساهمين، وممثلين عن مدققي الحسابات، إضافة إلى المساهمين الذين تجاوز حضورهم نسبة الحسم، حيث صادقت الهيئة العامة خلال جلستها على التقريرين المالي والإداري للسنة المالية المنتهية للعام 2014.
وأشاد المحافظ عدنان الحسيني بجهود شركة كهرباء محافظة القدس ممثلة بمجلس الإدارة وإدارتها العامة وكافة العاملين فيها؛ لسعيهم المتواصل والدؤوب لتأمين حاجات المواطنين من التيار الكهربائي في مختلف مناطق الامتياز على الرغم من إمكانياتها المتواضعة، قائلاً "لقد استطاعت هذه الشركة العريقة التي لها جذورها وتمثل جزءاً من الهوية الفلسطينية في مدينة القدس، أن تثبّت نفسها على الأرض في مختلف الأصعدة، وذلك من خلال إنجازاتها المتواصلة وتنفيذها لمشاريع حيوية ومشاريع تنموية للنهوض بقطاع الطاقة الفلسطيني، والتي تصب في خدمة الوطن والمواطن".
وفي بداية الجلسة الافتتاحية لاجتماع الهيئة العامة رحب يوسف الدجاني بأعضاء مجلس الإدارة وبعموم مساهمي الشركة وكافة الضيوف والحضور، وقال "بالأصالة عن نفسي وعن أعضاء مجلس إدارة الشركة يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في هذا الاجتماع، لأضعكم في صورة الإنجازات التي حققتها شركة كهرباء محافظة القدس على صعيد قطاع الطاقة، ودورها الريادي والفعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير ذاتها لتبقى شركة عصرية متطورة تواكب أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، لضمان استمرارية تزويد المشتركين بالطاقة الكهربائية اللازمة في ظل النمو السكاني والتطور العمراني الذي تشهده مختلف مناطق الامتياز".
وأشار الدجاني أنه لولا الحكمة والرؤية السديدة التي يتسلح بها أعضاء مجلس الإدارة، لاسيّما في رسم استراتيجيات الشركة، وإخلاص إدارتها التنفيذية وطواقمها في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط، والتعاطي بمرونة في مواجهة التحديات؛ لما تمكنت الشركة من تحقيق نقلاتٍ نوعية وهامة خلال العام المنصرم، والانتقال بخطى واثقة لاستكمال المسيرة نحو مزيد من التطور ومواكبة التقنيات الحديثة لتقديم خدمات كهرباء عصرية ومريحة للارتقاء بمختلف الخدمات التي تقدمها لكافة مشتركيها، إلى جانب تنفيذها عدداً من المشاريع الحيوية والتنموية التي من شأنها أن تعود بالفائدة على اقتصادنا الوطني.
وأضاف الدجاني أن مجلس إدارة الشركة وضع نصب عينيه مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي ميزت الشركة عن الشركات الأخرى المزودة للطاقة، ضمن خططه من خلال المشاريع التي تم تنفيذها بمناطق امتياز الشركة سواء كان ذلك في إطار مشاريعها التطويرية والخدماتية أو من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة لضمان الأمن الكهربائي والحفاظ على البيئة السليمة، الامر الذي يحقق الاستدامة في الخدمات الكهربائية المقدمة للمواطن الفلسطيني.
وأوضح الدجاني أن مجلس الإدارة نجح في تأجيل البت بالقضية المرفوعة من قبل شركة كهرباء إسرائيل في المحاكم الإسرائيلية ضد شركة كهرباء محافظة القدس بسبب تراكم الديون على الأخيرة، حتى شهر آذار من العام المقبل، كما نجحت الشركة بعد عدة مداولات بإفراغ محتوى القضية المرفوعة من قبل المستوطنين في بلدة سلوان ضد الشركة ومطالبتها بدفع تعويضات تتجاوز أربع مائة مليون شيكل، وأثبتت عبر فريق محامييها أن كل ما تضمنته هذه الدعوى ما هو إلا محض افتراء.
وحذر الدجاني من خطورة استمرار الوضع القائم الذي يهدد وجود الشركة في مدينة القدس في ظل مواصلة اسرائيل الحجز على الحسابات البنكية الخاصة بالشركة وعقاراتها، مضيفاً أنه "من الصعوبة بمكان التنبؤ بالقرارات التي يمكن أن تتخذها المحكمة خلال جلساتها المقبلة في ظل عدم وجود أي أفق سياسي".
من جانبه أشار المهندس هشام العمري إلى الحجم الهائل من الأعمال التي تقوم بها الطواقم الفنية التابعة للشركة في مناطق الامتياز الرئيسية والفرعية، وما تقوم به من إضافة أصول على الشبكات من شبكات هوائية، ومحطات تحويل جديدة، ومد كوابل أرضية للضغط العالي، إضافة إلى ربط محطات التحكم عبر شبكة الفايبر، مما سمح بتوفير سرعة عالية جدا للتحكم بتلك المحطات، الى جانب الاستثمار في تقنية الفايبر للمساهمة في تطوير قطاع الاتصالات وخدمات الانترنت في فلسطين بهدف تحسين الخدمات الكهربائية، مضيفاً
وقال العمري:"بلغ عدد مشتركي الشركة ومع نهاية العام 2014، ما يزيد عن 245 ألف مشترك، بزيادة بلغت 4.5%، كما أن العمل الدؤوب الذي تقوم به طواقمنا على مدار العام من أجل تحسين الخدمة المقدمة للمواطن، قد أدى إلى خفض معدل الانقطاعات المتكررة خلال العام لتصل إلى 10 انقطاعات للمشترك الواحد بدلاً من 13، ولينخفض معدل عدد ساعات الانقطاع إلى 9 بدلا من 11 ساعة في العام".
وبين العمري الاهتمام الكبير الذي توليه الشركة لمصادر الطاقة البديلة والمحافظة على البيئة وكان الداعم الرئيسي لنا في هذا التوجه رئيس المجلس وأعضاء مجلس الإدارة، حيث احتضنت الشركة حوالي 65 مشروعا
من مشاريع الطاقة الشمسية حتى الآن. واستدرك العمري قائلاً: "أثبتت الشركة قدرتها على تحدي الظروف القاهرة، حيث قامت الشركة بإجراءات صيانة استباقية للعاصفة الثلجية التي ضربت البلاد العام المنصرم وتمكنا من تخفيف وطأة العاصفة على المشتركين".
وفي سياق محاربة السرقة وتخفيض الفاقد، قال العمري إن الشركة واصلت تركيب العدادات الذكية، حيث أصبح لديها أكثر من 25 ألف مشترك مرتبطين بهذا النظام، مما يسمح بمتابعة فاقد الكهرباء في تلك المناطق أولا بأول، هذا بالاضافة إلى استمرار الشركة برفع القضايا على المشتركين المخالفين في المحاكم. كما قامت الشركة بالتواصل مع رئاسة الوزراء والمحافظين والأجهزة الأمنية لوضع حد لظاهرة السرقات التي تعتبر المعيق الأول لاستمرار عمل الشركة، إلا أنه وحتى يومنا هذا ما زال التعامل مع سرقة التيار الكهرباء في الدوائر الرسمية ليس كما يجب وبصورة خجولة، مضيفا أننا نجحنا بإقرار قانون براءة الذمة، إلا أن عراقيل عديدة وضعت في سبيل تطبيقه تعمل الشركة جاهدة على إزالتها.
ولفت العمري إلى الحصار الإسرائيلي المستمر على الشركة نتيجة تراكم الديون واستمرار السرقات والتعدي على الشبكات، ورفض الشركة القطرية الإسرائيلية تزويدنا بخطوط ربط جديدة، على الرغم من قيام الشركة ومنذ سنوات بدفع قيمة تلك الخطوط، وهذا الأمر قد يؤدي إلى انقطاعات مبرمجة خلال الشتاء القادم في حال لم يتم تزويدنا بطاقة إضافية، وأضاف: "إن هذا التعنت الإسرائيلي قد أثر بشكل أو بآخر على مصداقية الشركة في ثبات استمرارية التيار الكهربائي بسبب الأحمال الزائدة على الشركة".
وعلى صعيد الالتزام المجتمعي واصلت الشركة استقطاب مهندسي الكهرباء والخريجيين لتدريبهم في مركز التدريب الفني والاكاديمي التابع لكهرباء القدس وذلك في إطار إيمان الشركة بضرورة تطوير قدرات المهندسين والعاملين في قطاع الكهرباء، إضافة إلى صقل مهارات الخريجين من الجامعات الفلسطينية، لاسيما في مجالات الطاقة الشمسية، كما حرصت الشركة على فتح قناة للتواصل مع مشتركيها لذا قامت الشركة باستحداث مركز معلومات الجمهور الذي يتولى استقبال الشكاوي وبلاغات الأعطال. وأردف العمري أن الشركة لم تغفل التزامها تجاه اهلنا في قطاع غزة، حيث تبرعت بمولد كهربائي لشركة توزيع كهرباء غزة، كما ساهمت بدعم مشفى المقاصد من خلال تمويل شراء أدوية ومستلزمات طبية ضرورية من أجل تقديم الرعاية الطبية للمرضى وجرحى الحرب في قطاع.
وأكد العمري أن هذه الإنجازات ما كانت لتتواصل، ولما تمكنت الشركة من تسجيل بصمتها في قطاع الكهرباء الفلسطيني منذ 100 عام؛ لولا همّة مجلس الإدارة وأبناء الشركة ونقابة العاملين وطواقمها الفنية الذين واصلوا الليل بالنهار، واستطاعوا أن يمثلوا نموذجاً يحتذى به في مختلف الأوقات الحالكة، مثل قدرة الطواقم على التعامل مع المنخفضات الجوية القوية التي ضربت منطقتنا، وتقليل نسبة الانقطاعات بسبب الظروف الجوية. بالإضافة إلى ثقة المساهمين الكبيرة بأداء الشركة وبكفاءة طواقهما الإدارية والفنية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في استمرارية خدمات الشركة وتمكنها من تقديم أفضل الخدمات المتطورة القائمة على التكنولوجيا الحديثة لجمهور مشتركيها.