رام الله - محمد سمحان - الاقتصادي - تأثرت الأراضي الفلسطينية، بموجة صقيع عالية وانخفاض كبير على درجات الحرارة خلال فصل الشتاء الحالي، الأمر الذي قد ينعكس بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية للمزارع الفلسطيني.
الخبير الزراعي فارس الجابي، قال في حديث للاقتصادي، أن أكثر المزروعات التي قد تتأثر بالصقيع تلك التي تزرع في غير موسمها، تحديداً القرعيات كالكوسا، بجانب البندرة والباذنجان والفلفل، بينما الأقل تأثراً بالصقيع الأشجار.
وأشار أن للصقيع نوعان، الخارجي الذي يأتي مع المنخفضات الجوية والثاني الذي يتشكل ملحياً.
ويؤدي الصقيع، الى تجمد الماء الموجود داخل النبات، أي داخل الخلايا النباتيّة، وعليه تتشكل بلورات جليدية تعمل على ثقب جدران الخلايا النباتية، وعندما تعود درجات حرارة الهواء للارتفاع مجدداً، تذوب بلورات الثلج، وتتسرب محتويات الخلية إلى الخارج، وبهذا تترك أوراق النبات بمظهر شاحب وهزيل، وبلون قاتم، إلى أن تموت النبتة.
ونصح الخبير جابي، المزراعين بضرورة استخدام وسائل التدفئة كأشعال النار وكذلك تغطية المزروعات، لمواجهة الصقيع وتقليل الاضرار التي قد تلحق بالقطاع الزراعي.
وحول امكانية تضخم أسعار الخضروات في الأسواق خلال الأسابيع القادمة، قال جابي، أن ذلك قد يحدث بشكل كبير في حال كانت خسائر المزراعين كبيرة نتيجة الصقيع، وبتزامنه مع ارتفاع الطلب على بعض انواع الخضار وقلة المعروض.
مشيراً في ذات الوقت، أن الصقيع قد يكون ايجابياً للمزراعين من حيث الأسعار، خاصة في مناطق الأغوار التي تعتبر سلة خضروات الضفة، حيث دائما تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في الأغوار الى نضوج المحاصيل بشكل أسرع، ما يؤدي لزيادة الانتاج وويصبح العرض اكثر من الطلب.
بدورها، وجهت وزارة الزراعة مجموعة من النصائح والارشادات للمرزاعين لمواجهة مواجات الصقيع وحماية محاصيلهم الزراعية.
وسائل الحماية من أضرار الصقيع بأشكال مختلفة، منها: استخدام المدافئ التي تعمل على الكاز أو الزيت المعدني المحروق، أو يمكن من خلال استخدام هذه المواد المشتعلة مخلوطة مع الرمل، وتوضع في عبوات من الصفيح، وتوزع في الحقل في عدة نقاط ويتم إشعالها ليلا، والهدف هو تحريك الهواء.
وأخرى تتعلق باستخدام الرشاشات من أعلى المحصول على فترات متقطعة، خاصة في الفترات التي يتوقع حدوث الصقيع فيها، فالمياه عندما تتجمد تفقد كمية من الحرارة، وبذلك نمنع تكون الصقيع، بالإضافة إلى استخدام الأغطية البلاستيكية حيث تؤثر في القدرة على تقليل أثر الصقيع، فاستخدام البلاستك (IR) يساعد في تقليل الحرارة المفقودة.
-ضرورة توخي الحذر عند القيام بتهوية البيوت المحمية، ويجب اتخاذ القرار بعد مقارنة درجة الحرارة داخل وخارج البيت المحمي، ففي حالة كون الحرارة في الخارج أعلى من الداخل يتم عمل تهوية من الجهة السفلية للبيت المحمي.
ودعت الوزارة إلى العمل على إغلاق البيوت المحمية جيدا في وقت مبكر (وقت الظهيرة) خلال الأيام الباردة، من أجل تخزين أكبر كمية من الحرارة، موضحة أنه في الغراس المزروعة حديثا، يمكن تقليل ضرر الصقيع من خلال لف الساق ومنطقة التطعيم بالكرتون العازل أو الخيش.
وضرورة الاهتمام بالري والتسميد وإعطاء النباتات الكميات المناسبة منها، خاصة بالأشجار المهملة، والمصابة بالحشرات، أو الأمراض تكون حساسيتها أكبر للصقيع.
وعدم إجراء أي تقليم قبل أو بعد حدوث الصقيع، ورش النباتات بإحدى المبيدات النحاسية أو الكبريتية للوقاية من الأمراض، والعمل على إزالة الثلوج في حالة تساقطها أولا بأول، أو استخدام "مرشات" المياه القوية لإزالة الثلوج.