عندما أقدم المستوطنون على حرق عائلة دوابشة قبل أسابيع، لم يرتكبوا فعلتهم التي لاقت إدانة دولية نتيجة ردة فعل.. وفي كل الاعتداءات التي ارتكبوها ضد مواطني قرى ريف نابلس الواقع ضمن حلقة كبيرة من المستوطنات كان المستوطنون يرتبكون تلك الجرائم من أجل ايقاع أكبر اذى.
الاعتداءات تأتي على أشكال عدة، منها تكسير زجاج المنازل وحرق الأشجار وخلع الأبواب والرشق بالحجارة كما حصل في الليلة الماضية في قريتي حوارة وبورين قضاء نابلس ، وكذلك حرق المنازل والبشر أحياءً ثم قتلهم كما حصل مع الطفل محمد أبو خضير بالقدس وعائلة دوابشة في قرية دوما .
وفي هذا السياق، قام العشرات من المستوطنين من أطفال ونساء ورجال المدججين بالسلاح، باقتحام قريتي حواره وبورين والاعتداء على المواطنين ومنازلهم وخاصه التي تقع على الشوارع القريبة من المستوطنات بحماية جنود الاحتلال .
وذكر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس ' بأن شمال الضفة الغربية وبالأخص محيط مدينة نابلس كان مسرحاً لاعتداءات المستوطنين على الطرق الرئيسية والطرق المحيطة بمدينة نابلس، والتي بدأت من الاعتداء على منازل المواطنين في بلدتي حوارة، وبورين حيث سجلت 8 حالات اعتداء على المنازل مع حالة حرق وحيده في منتزه ببلدة حوارة.
وكان دغلس قدر وجود نحو 200 حالة اعتداء على سيارات المواطنين على طول الطرق المحيطة بمدينة نابلس والشوارع الرئيسية القريبة من الحواجز.
ومنع الجيش الاسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة، المركبات التي كانت تسير على الطرقات في محيط نابلس من المرور وهذا ما ساعد المستوطنين على الانقضاض عليها وتحطيم زجاجها، كما قال شهود عيان.
لكن اكثر ما يخشى هو تعرض المنازل للحرق. فقد شهدت الليلة الماضية أكثر من منطقة في القرى محاولات المستوطنين الوصول الى منازل فلسطينية وإحراقها.
ويقول بشار النجار وهو أحد المواطنين الفلسطينيين الذين هوجمت منازلهم في قرية بورين جنوب نابلس' كان الاعتداء على منزلي في فترات متفاوتة بدأت اولى الاعتداءات عند الساعة 9.30 مساء، حيث قدم الى المنزل مجموعة كبيرة من المستوطنين من أطفال ونساء ورجال يحملون الحجارة فقط وقاموا برشق المنزل بها'.وكان هناك مجموعة أخرى تعمل على اغلاق الشارع بالحجارة مع مرور دوريات جنود الاحتلال منه بهدف حمايتهم ,ولكن عند مهاجمتهم من قبل الشبان هربوا من المكان .
وقال النجار ' لكنهم عادوا الى منزلي في تمام الساعة 12:30 حاملين اسلحتهم الرشاشة والعصي وأدوات اخرى لخلع الأبواب، قاموا بمحاولة خلع ابواب المنزل علينا لكنهم لم يستطيعوا الوصول الى الغرف، وهذا ما فعلوه ايضا في منزل عمي مروان النجار'.
أما بالنسبة للمواطن بشير قادوس فكان الوضع مختلف تماما فكانت هجمة المستوطنين على منزله قوية لما يحملونه من سلاح، فيما نشر الجيش قناص بالقرب من المنزل وأطلق الجنود قنابل الغاز على البيت، ما أدى إلى إصابة سكانه بحالات اختناق تم نقلها الى المستشفى للعلاج.
ويشير الناطق الاعلامي لحركة فتح في بلدة حواره عواد نجم إلى أن المستوطنون أقدمو على حرق أشجار بالمنطقة الشمالية من البلدة مستغلين تواجد القش والاشجار اليابسة ولقربها من المناطق السكنية مستخدمين المواد المشتعلة، ولكن صحوة اهالي حوارة منعت من حدوث كارثه لا تحمد عقباها.'
ويضيف عواد أنه لم يرد الينا وجود أي محاولة حرق لأي منزل بالبلدة ولكن جميع الهجمات كانت تعمل على الاقتحام وخلع الابواب وتكسير زجاج المنازل، فلم نشاهد أي مواد حارقة بحوزة المستوطنين الذين اعتدوا على خمسة منازل بالمنطقة الشمالية والغربية من البلدة'.
ولكن هل كان تواجد قوات الاحتلال مع المستوطنين وصحوة أهالي القرى التي تعرضت للاعتداءات هو ما منع حدوث اي كارثه كما حصل في قرية دوما مع عائلة دوابشة؟
وبدوره، يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس 'كانت مناطق كثيرة الليلة الماضية مسرح لاعتداءات المستوطنين، الوضع مازال خطيرا'.
وخلال السنوات الماضية تعرضت الكثير من الممتلكات للحرق أثناء الليلة. وخلال تلك العمليات الارهابية أحرق المستوطنون مساجد ومدارس ومخازن للقش ومواشي ايضا. ويطالب الفلسطينيون بتوفير حماية دولية لهم للحفاظ على حياتهم.وكان الرئيس محمود عباس طالب بذلك بشكل مباشر خلال خطابه أمس الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
"وفا"