رام الله – الاقتصادي – ريم ابو لبن – " الغش يبدأ من التاجر وليس القاطف "وينتهي المطاف بصحن حمص مروى بزيت زيتون " مغشوش "، ومن لا يمتلك حس التذوق يغريه لون الزيت الأصفر ليقع في قائمة " المضحوك عليهم " وهم كثر، أما التاجر فيستغل سذاجة المواطن ليخلط الزيت المنتج من الحبات المتساقطة والعفنة المسماه " الجول" المستخدمة لصناعة الصابون، بالزيت النباتي" المازولا" وبيعه بسعر مرتفع على انه زيت اصلي وذو جودة عالية . فكيف يتمكن المواطن حينها من تميز الزيت الاصلي من المغشوش؟
" هل يمكن للمواطن كشف الزيت المغشوش؟"
" المواطن العادي يصعب عليه تميز زيت الزيتون المغشوش" هذا ما أكده رئيس مجلس الزيتون الفلسطيني فارس الجابي في حديثه للاقتصادي حيث أشار إلى أن المواطن لا يعي مواصفات الزيت الاصلي ليتمكن من التعرف على الزيت المغشوش، فكثير من المطاعم والفنادق الفلسطينية تستهلك ما يقارب 2000 طن سنوياً من الزيت المخلوط، اي المضاف اليه زيت نباتي، والمواطن لا يدرك ذلك، لأنه لا يملك حس التذوق كالمزارع.
" في الموسم الضعيف ترتفع حالات الغش"
وأضاف " حالات الغش تزيد في الموسم الضعيف " وهذا ما حصل في عام 2009، إذ شهد هذا العام قلة في انتاج زيت الزيتون، مما شجع التجار على استيراد الزيت من الخارج، ومكنهم من استخدام اساليب كثيرة في الغش، ورفع سعر الزيت المحلي. " وكما كثرت حالات الغش في كل من عام 1991، و1993، فكيف سيكون الحال عام 2015 في ظل تراجع كمية انتاج الزيت لتصل الى 17 الف طن، بعد ان كانت كمية انتاج الزيت في العام السابق لا تقل عن 24 الف طن؟
" الزيت المتواجد بالاسواق حاليا هو زيت غير مغشوش " وهنا يؤكد الجابي بأن زيت الزيتون المتوفر بالأسواق حاليا هو زيت مخزن وليس انتاج الموسم الجديد، وبذلك فإن الزيت القديم اذا اضيف اليه زيت نباتي تختفي رائحته الأصلية وبذلك يمكن كشفه بسهولة بأنه زيت "مغشوش"، بينما الزيت الجديد يمكن التلاعب به دون أن يستطيع المواطن كشفه .
" الفحص المخبري، افضل الحلول"
اذا يصعب على المواطن ان يميز جودة زيت الزيتون الاصلي من المغشوش، لاسيما وان الطريقة الوحيدة لاكتشاف الفرق هو اللجوء الى الكشف المخبري للزيت كما ذكر المزارع محمد حمودة، المالك لقرابة 100 دونم داخل بلدة عصيرة الشمالية الواقعة على بعد 6 كم من شمال مدينة نابلس، والتي تشتهر في زراعة اشجار الزيتون " يتم في المختبر فحص نسبة الحموضة PH، و البروكسيد في الزيت، للتأكد من جودة زيت الزيتون المستخدم، فيجب ألا تتجاوز نسبة الحموضة فيها اكثر من 20,00، بينما البروكسيد يسمح بتركيزها بنسبة 2% ".
وهذا ما أكده الباحث الزراعي وصاحب مصنع باجورة للعلاج السياحي د.نصوح بدران في حديثه للاقتصادي " اذا تم فحص الزيت ووجد بأن نسبة الحموضة فيه عالية تتجاوز20,00 ، فإن الزيت قد اصيب بالتلف، ودُرس في معاصر غير نظيفة، وبالتالي سنحصل على زيت غير نظيف وغير صاف، وكذلك ارتفاع نسبة البروكسيد " التزنخ" فيه، لترتفع بالمقابلة نسبة التعكر الموجودة في مقعد الزيتون لكسبه طعم ومذاق سيء ".
"الزيت العضوي هو افضل انواع الزيوت"
وأضاف "الزيت العضوي هو أفضل أنواع الزيوت " والمقصود هنا زيت " اكسترا فيرجن " الصافي الخالي من الشوائب، الذي يتميز بالحفاظ على نسبة الحموضة فيه وكذلك اللون والطعم، فهو معصور في معاصر نظيفة ومأخوذة من أراضي عضوية بعيدا عن استخدام السماد الكيماوي ".
"طرق الغش كثيرة والمواطن لا يعلم "
تختلف طرق الغش، واساليبه كثيرة حسب ما وصف المزارعون والمختصون، ليقع المواطن في مصيدة التاجر بعد ان يتلاعب في جودة الزيت وسعره، فإرتفاع سعر الزيت شجع التجار الى اللجوء الى طرق الغش التي لا يعلم بها المواطن، وهنا يؤكد د.نصوح بدران بقوله "هناك طرق متبعة في غش زيت الزيتون، اذ يتم ادخال الأصنص، اي أصنص زيت الزيتون بنكهات مختلفة الى زيت عباد الشمس او الذرة، ليعطيه نكهة الزيت البلدي وبلون اخضر وهذا يمكن كشفه لمن لديه قدرة في ذلك".
" الزيت الاصلي رائحته مثل البندورة "
" الزيت الاصلي رائحته متل البندورة " وهذا هو الزيت الأصلي حسب ما ذكر المزارع محمد حمودة، وبجانب الفحوصات المخبرية لعينة الزيت واكتشاف نسبة الحموضة فيه، هناك طرق بسيطة يمكن ان يتبعها المواطن ليميز جودة زيت الزيتون " نقوم بإحضار فنجان صغير ونضع فيه الزيت، ومن ثم نقوم بفرك الفنجان لتصل الحرارة الى قرابة 28 درجة، اي اعطاؤه القليل من الحرارة، فإذا فاحت منه رائحة مواد عطرية مثل رائحة " البندورة، الفاصلوليا، الريحان " فأعلم ان الزيت اصلي 100 %، اما اذا خرجت منه رائحة الرطوبة الممتزجة برائحة المعاصر اعلم بأنه مغشوش ".
اذا من يمتلك حس التذوق يستطيع ان يفوز بزجاجة زيت زيتون اصلي، ومن لا يملكها " بتروح عليه "، اما اللون ففيه قصة اخرى، فكثير من الناس يخطئون حين يعتبرون بأن الزيت الاصلي يمكن تميزه حين يكون لونه اصفر في الوعاء، وهنا يؤكد رئيس مجلس الزيتون الفلسطيني عكس ما يعرف " اجود انواع الزيت هو الظاهر بالوعاء بلون يمزج الاخضر والاصفرمعا، وليس كل لون على حدا، فمن كان لونه اصفر فهذا يدل على نضوج زائد، اما الاخضر فيكون القطف مبكر، وعندما يكون القطف مبكرا تتأثر جودة الزيت ".
ويمكن حصر مواصفات الزيت عالي الجودة بالنقاط التالية :
- الزيت الفروتي، او فاكهة الزيت، فكلما كانت رائحة الزيتون مركزة وبشدة في الزيت كان الزيت افضل واجود .
- المرارة في الزيت، كلما كانت المرارة شديدة في الزيت، كان الزيت افضل واكثر جودة .
- الحرقة او ما تسمى " الشعطة " عند التذوق، فكلما كانت أكثر حدة كان الزيت جديداً وذو فائدة .
وبناء على ما ذكر فأن اي رائحة أخرى تخرج من زيت الزيتون غير رائحة الزيتون، يكون غير صالح للاستعمال، اذ يمكن حينها شم رائحة الزيت الممتزجة برائحة العفن والخل والرطوبة، وبذلك يمكن للمواطن ان يميز الزيت المغشوش من الاصلي .