وكالات - الاقتصادي - نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي في نسخته الفرنسية تقريرا، تناول فيه فرضية اختفاء الحشرات في العالم، وتأثيرات ذلك على بقية الكائنات والنظام البيئي في كوكب الأرض، حيث إن العلماء لا يستطيعون تحديد نتائج هذا السيناريو، ولكنهم يحذرون من أنه سيكون كارثيا ومهددا للوجود البشري.
وقال الموقع،إنه يصعب الجزم بماذا يحدث بالضبط إذا اختفت كل الحشرات فجأة من على سطح الأرض، ولكن على الأرجح فإن الحضارة والنظم الإيكولوجية القائمة على هذا الكوكب ستكون في مأزق كبير.
وأضاف الموقع أن فضلات الكائنات الحية، الغنية بمادة الآزوت، يمكن أن تتكدس بشكل كبير وتعرقل وجود النباتات والأنشطة الزراعية. في نفس الوقت، إذا اختفت الصراصير وباقي الحشرات التي تأكل الجثث، فإن هذا سوف يؤدي لتناقص عوامل التنظيف الموجودة في الطبيعة، التي تقوم بتفتيت هذه الجثث وإعادة تدوير المواد الغذائية في النظام البيئي.
إضافة إلى ذلك فإن غياب الذباب وباقي الحشرات سوف يعني فقدان غذاء بعض الحيوانات مثل الخفافيش والعصافير، وهو ما سيكون له تأثير على كل أنواع الحيوانات في السلسلة الغذائية.
ويرى الموقع أن البشر ربما يكونون قد بنوا أعظم الحضارات، ولكن بلا شك فإن الحشرات هي التي تسود العالم. وبشكل عام، فإن أكثر من نصف فصائل الكائنات الحية التي نعرفها هي من الحشرات، ولذلك فإنه في حال انتهى وجودها بشكل مفاجئ، فإن ذلك سيكون أمرا ملاحظا بكل وضوح، حيث إننا سوف نفتقد ليالي الصيف التي تغني فيها الصراصير.
وأضاف الموقع أن النحل الذي يلعب دورا هاما في نقل غبار الطلع لتلقيح الأشجار المثمرة، مثل التفاح والكرز واللوز والخوخ، هو أيضا سوف يفتقد، وسوف يجد الناس أنفسهم محرومين من العسل، وهو ما يعني أن الأسواق سوف تشهد شحا في المنتجات اللذيذة والهامة لتغذية الإنسان.
ويضيف الموقع أن كل هذه المشاكل ليست إلا البداية، إذ إن العلماء اليوم عاجزون عن تحديد ما سيحدث بالضبط، ولكن هنالك سيناريو كارثي يمكن أن يتحقق في حال اختفاء الحشرات.
ويوضح الموقع أن هنالك بعض الحشرات التي قد يسعد الناس في حال اختفائها، مثل الذباب، باعتبار أن هنالك أنواعا منه تقتل مئات الآلاف من الناس سنويا بسبب نقل الملاريا، وفيروس غرب النيل، وأمراض أخرى. ولكن في حال انقرض الذباب، فسوف نفتقده حتما، إذ إن هنالك اليوم أكثر من ثلاثة آلاف نوع منه على سطح الأرض، وهي تمثل غذاء للعصافير، والضفادع والخفافيش وحيوانات أخرى. وبالتالي فإن انتهاء وجودها يعني تهديد المصادر الغذائية لكل هذه الكائنات المذكورة.
وأضاف الموقع أن نفس الأمر ينطبق على الصراصير، التي تمثل وجبة غنية بالبروتينات بالنسبة للعصافير وللقوارض، وحتى للبشر في بعض بلدان العالم. وإذا خسرنا فجأة 4400 نوع من الصراصير الموجودة حاليا، فإن النظام البيئي سوف يتعرض لاختلال خطير.
والمشكل الأكبر الذي سوف نواجهه ربما هو التخلص من الفضلات البشرية والحيوانية، باعتبار أن بعض الحشرات تلعب أكبر دور في إعادة تدوير المواد العضوية، وخاصة الحشرة المسماة خنفساء الروث.
وذكر الموقع أن بعض التجارب في التاريخ، أوضحت لنا ما يمكن أن يحدث في غياب الحشرات، التي تقوم بدور هام لا ينتبه إليه كثيرون. إذ أنه في العام 1788، أحضر البريطانيون قطعان الماشية إلى أستراليا، وكانت الأبقار تنتج كميات ضخمة من الروث، تكفي لملئ خمسة ملاعب للتنس في العام. ولكن المشكلة أنه بينما تقوم خنافس الروث الموجودة في بريطانيا بأكل وتحليل فضلات الأبقار، فإن الخنافس التي كانت تعيش في أستراليا لا تتغذى على هذه المواد.
هذا الأمر خلق مشكلا حقيقيا، حيث أنه في العام 1960 تم إحصاء وجود حوالي 200 ألف هكتار من الأراضي المغطاة تماما بفضلات الأبقار، وهو ما يعني ارتفاع مستوى الآزوت، وبالتالي يجعل الزراعة في هذه الأراضي غير ممكنة.
ولذلك يعتبر الموقع أنه في حال اختفاء الحشرات، يمكننا أن نتخيل أن كل الأراضي الزراعية والغابات والصحاري سوف تتعرض نظمها الإيكولوجية للانهيار، وسوف تكدس الجثث والفضلات في كل مكان، لأن هذه الأشياء لا تتغذى عليها الحيوانات، باستثناء الحشرات.
ويوجد في العالم اليوم أكثر من 500 فصيلة من الحشرات التي تلعب دور أجهزة التنظيف، التي تلتهم لحم الجثث ولا تبقي على شيء غير العظام، وبالتالي فهي تعتبر عناصر تنظيف وتجديد للطبيعة.
وختاما خلص الموقع إلى أن هذه التجارب السابقة والإحصاءات، تشير إلى أن اختفاء الحشرات من على سطح الأرض، سيجعل البشر بين عشية وضحاها يعانون من مشاكل تهدد وجودهم، مثل نقص الغذاء وتلوث البيئة بالفضلات والجثث.