رام الله - الاقتصادي - اختتمت مؤسستا "تشيسفي"و"أوفرسيز" بالتعاون مع وكالة غوث وتشيغل اللاجئين "الأونروا"، الثلاثاء، حفلها النهائي بنجاح مشروعها "تحسين الظروف البيئية والصحية في مخيم شعفاط للاجئين"، الذي أطلقته قبل "3" سنوات بتمويل من الإتحاد الأوروبي، وذلك في مقر اللجنة الشعبيةبمخيم شعفاط.

وكان موضوع إدارة النفايات ضمن التحديات الأساسية الموجودة على قائمة متطلبات السكان، فبالرغم من إقامة مكب للنفايات، وخدمات التنظيف التي ينفذها عمال وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، إلا أن تراكم النفايات الصلبة في الشوارع كانت مشكلة حقيقة يعاني منها المخيم.

حول ذلك، قال المدير الفني للمشروع فرانسيس غرفه إنه لم يكن للناس حاويات وكانوا يلقون القمامة أمام منازلهم، بالإضافة إلى أن عملية جمع القمامة ونقلها أمر متعب ويأخذ وقت، إذ كان عمال النظافة يجمعونها في عرباتٍ ويجرونها يدوياً ثم يتخلصون منها.

ويضيف، لكن بعد البدء بالمشروع تخلصنا من الأسلوب القديم في عملية جمع القمامة، إذ وفرنا للعمال معدات حديثة، كما وفرنا "1100" حاوية للمنازل، وقمنا بحملات توعية للسكان وطلاب المدارس حول أهمية النظافة البيئية والصحية من أجل زيادة الوعي المجتمعي لرفع مستوى إدارة النفايات وجعل المخيم نظيفاً، فاستبدلنا الأكياس البلاستيكية بأكياسٍ قطنية، كما وضعنا صناديق في المدارس لجمع البلاستيك والكرتون لإعادة تدويره. 

وعلى صعيد ممارسة الأنشطة، لم يكن في المخيم حيز لممارستها، وحول ذلك يقول رئيس اللجنة الشعبية لخدمة اللاجئين محمود الشيخ: "تم إيجاد أماكن بديلة، إذ تم استصلاح وتأهيل بعض الأماكن العامة المتدهورة بمبادرات محلية، وتحويل بعض أسطح الأبنية القابلة للإستخدام العام إلى مناطق خضراء مفتوحة للجمهور، فأصبح بالإمكان عمل نشاطات مختلفة".

أما على صعيد التمكين الاقتصادي للنساء، تقول الخياطة فايزة الجعبري إنها انضمت إلى دورات تدريب النساء على الخياطة، وتمكنت من خلالها من امتلاك مهارة كافية تؤهلها لفتح مشروعها الخاص.

وعبر مدير المشروع وممثل مؤسسسة تشيسفي ماركو كانياتو عن سعادته بالواقع الجديد الذي يعيشه المخيم الآن، ويقول: "أنا متفاجئ جداً، فعندما أتذكر كيف كان المخيم قبل "3" سنوات، أُيقن بأنه تحدياً كبيراً أن ينجح مشروع مثل هذا، لكن الطاقة الإيجابية للسكان ومبادرة المؤسسات الفاعلة في المخيم هي التي ساعدت على نجاحه".

واتفق ممثل أوفيرسيز آنريكو أن التعاون كان مثمراً، وقال إنه مؤمناً بأن التغيير الذي بدؤوه في المخيم سيكون نموذجاً يحتذى فيه لتحسين النظافة البيئية والصحية على مستوى المناطق الأخرى.

من جانبها، قالت ممثلة الإتحاد الأوروبي ماريا فاريلو: "نحن سعيدون بمخرجات هذا المشروع، الذي دعم صمود الشعب الفلسطيني، كما أننا سعيدون بالتطورات والتغيرات الملموسة في المخيم".

وبدأت ممثلة الأونروا لوريان ليكا حديثها بالتصفيق لعمال النظافة الذين حضروا الإحتفال، مظهرة أهمية عملهم ومهمتهم العظيمة، وقالت: "كنا متشككيين في هذا الموضوع ونتائجه، لكننا صدمنا بالنتائج التي توصلنا إليها، ومن المهم دراسة المشروع ومعرفة الأسباب التي جعلته ينجح بهذه الصورة".

ومن الجدير بالذكر أن مخيم شعفاط أنشأ عام 1965م في القدس، وبسبب أحداث عام 1967 تم إخراجه من القدس نحو الشرق باتجاه الضفة الغربية في عناتا، وهو خاضع لبلدية الإحتلال، التي لا تقدم خدمات كثيرة داخل المخيم، وبالتالي تقوم الأونروا بذلك.