تعلّمت أن الموضوع –معظم الوقت- لا علاقة له بمدى خبرتك ومعرفتك، بل بما تستطيع أن تقنع به من أمامك، وبمدى ثقتك بنفسك.. وأشياء أخرى.
تعلّمت أيضاً أن البداية قد تكون قبل المقابلة الشخصية، قد تبدأ حتى من قبل تقديمك على الوظيفة.
1- اظهر نفسك كشخصٍ مختلف عن جميع ممن قدّموا للوظيفة
وهنالك العديد من الطرق لذلك:
إذا كان منشور الوظيفة على موقع توظيف، ويُفترض بك التقديم من حسابك بدلاً من السيرة الذاتية.. ابحث عن بريدٍ إلكتروني لمسؤول الموارد البشرية، وأرسل سيرتك الذاتية له، قد تكون الوحيد الذي فعلها.
"نصيحة: الموضوع بسيط، اكتب اسم الشركة فى جوجل، ادخل على الموقع الإلكتروني، وابحث عن قسم الوظائف أو فى الجزء الاسفل من الموقع،
وابحث عن بريد إلكتروني للوظائف “Careers”.
إذا كان التقديم على بريد إلكتروني، لا تكتفي بإرفاق سيرتك الذاتية وحسب، ابدأ بسؤاله عن يومه، وتمنّيك له بالصحة الجيدة، فهو بشر، حدّثه قليلًا عن نفسك، عن جزء مثير للاهتمام فيك، لتحفيزه، فهو يمر بالكثير من السير الذاتية العادية جداً وغالباً يمر بيومٍ مُمل.
حين تلقيك لتلك المكالمة المعتادة لتحديد ميعاد المقابلة، ركّز على معرفة اسم الشخص الذي يهاتفك، واسأله على اسم من سيقوم بمقابلتك.
بعدها، ادخل على “لينكد إن”، وابحث عن اسم الشركة، ومنها على اسم الشخص، وخذ جولة فى ملفه الشخصي. تعرف على اهتماماته وما الصفات والمهارات التى يقدرها، وحاول أن تحفظ شكله من صورته الشخصية.
وقبل مقابلة العمل، كن أنت الشخص الذي يبدأ بتحيته باسمه، قبل أن يذكره، واسأله عن يومه بشكلٍ ودود، تحيتك له بهذا الشكل ستعطى انطباعًا بأنك مُهتم، وبحثت عنه، وأيضاً عن أنك بشوش والحديث معك سيكون مُمتعاً.
أثناء مقابلة العمل نفسها، احرص على إبراز صفاتك ومهاراتك التى يقدرها هو. سيكون هو أكثر انفتاحاً في الكلام معك بعد أن حُزت على انتباهه بالطبع.
ما مجالُك؟ كم تبلغ خبرتك فيه؟ ما مدى حاجة سوق العمل له؟
ما متوسط مرتبات من فى مجالك؟
ابحث عنها فى جوجل، أو تعرّف على المتوسط بالعملات العالمية وقارن بعملتك المحلية.
فمثلًا، أنت متخصصٌ فى إدارة مواقع التواصل الاجتماعي Social Media Manager، وخبرتك 4 سنوات، والسوق فى حاجة قوية لما تقدم والطلب عليه في ازدياد.
فقمت أنت بالبحث على جوجل، ووجدت منشورات تطلب شخصاً خبرته سنتان، ومتوسط المرتبات المعروضة هو 3-4 آلاف، وبما أن خبرتك 4 سنوات، فالمتوسط الذى تستحق هو من 6-8 آلاف. هذا مجرد مثال.
"نصيحة: عندما يتم سؤالك عن المُرتب المتوقع، أجب دائمًا بنطاق، لا برقمٍ مُحدد"
أى قل: 6-8 ولا تقل 6 او 7 او 8.. لأن الرقم المحدد يغلق باب التفاوض فى وجه من أمامك.
"نصيحة أخرى: اجعل النطاق فى أرقام أعلى مما تريد، بمعنى إذا كنت تود الحصول على 7 آلاف،
فقل أنك ترى متوسط المرتب الذي تستحق هو من 8 إلى 10 آلاف."
في أغلب الأحيان، سيأخذ الجالس أمامك برقم أقل من النطاق، وهو 7 الذي تريد، وفي أحيان أخرى، قد يعرض عليك 8، وهذا طبعاً عظيم!
"لا تطلب أعلى من قيمتك الحقيقية بفارقٍ شاسع، فهذا سيضع على كاهلك عبئاً من التوقعات، وقد يتم فصلك عند أول خطأ"
هو سؤال دار فى أذهان جميع اصدقائي من العاملين بمجال الموارد البشرية، ولكنهم لا يسألوه بصراحه، بل أحياناً لا يسألوه من الأساس، منتظرين من أمامهم أن يوضّح من خلال طريقة كلامه وثقته بنفسه، ومدى خبرته وإنجازاته.
ها قد عرفت نصف طريقة الإجابة، النصف الثاني مهم..
هل عملت بمجال التسويق أو المبيعات من قبل؟ لو إجابتك بنعم، فببساطة.. سوّق نفسك.
قدرتك على تسويق نفسك لمن أمامك هي خير دليل على مدى مهارتك فى مجالك.
لو إجابتك بلا، ليست بمشكلة.
احضر ورقة وقلم، وقم بسرد نقاط قوّتك، هل هي الإبداع؟ العمل مع فريق أو وحدك بكفاءة؟ قائد بالفطرة؟ أم أنك تستطيع التعامل باحترافية مع المستهلك؟ الأمثلة لا تنتهي.
كن صادقًا مع نفسك، فقد يُطلب منك تقديم أمثلة واقعية، أو قد يتم تقييمك فى العمل على أساس مهاراتك.
نصيحة: عند إجابة سؤال “ما هي أسوأ صفاتك؟”
أرجوك لا تُجب بـ” أنا اعمل بجدٍ أكثر من اللازم” او “أحياناً انغمس جداً في العمل” أو ما شابه، هي إجاباتٌ قمة فى الابتذال، ومن أمامك لن يصارحك بهذا ولكنه يعلم أنه محض هراء، وهذا حتماً سيقلل من احتمالات أن يتم تعيينك، ما بالك بمُرتّبك.
بل أجبه بشيء واقعي وقمت بتصحيحه أو تعمل جاهدًا على ذلك، مثل: “فى السابق، كنت أميل لتأجيل المهام المطلوبة منى أو اميل لتجاهلها.. ولكن، بعد ان تعلّمت كيفية العمل فى فريق، وتعلمت كيف أن هذا سيظلم زملائي الذين يعملون بجد، توقفت عنه فوراً.”
هنالك الكثير مما يمكنك تعلّمه من على الإنترنت على هذا الموضوع، أو ببساطة.. اسأل صديقًا تعتبره مثلك الأعلى أن يفيدك بما يعلم، وقارن ما تعلمته منه مع ما ستتعلمه من الآخرين..
تستطيع بهذا أن تتحصّل على خبرة سنواتٍ طويلة فى بضع شهور. جرّبها.