وكالات - الاقتصادي- هل تعلم أن جنسك أو عرقك أو فصيلة دمك أو المنطقة التي تقيم فيها قد تجعلك أقل أو أكثر قدرة على تحمل الصيام؟
يرى عالم التغذية الدكتور محمد الفايد، أن ثمة علاقة بين هذه العوامل وقدرتنا على تحمل الصيام.
ويلفت الفايد إلى تفاوت قدرة الأشخاص على الصيام، نتيجة عوامل عديدة لخصها بالقول: "رغم القواسم المشتركة الكثيرة بين البشر ألا أنه لا جسم يشبه جسما آخر من الداخل" وأن الأمر أشبه ما يكون بالدواء الذي قد يصلح لشخص ولكنه لا يصلح لآخر".
فصيلة الدم
ويذكرالفايد أن فصائل الدم الأربع تحدد قدرتنا على الصيام، وأن أصحاب الفصيلة "O" أكثر قدرةً على تحمل الصيام يليهم أصحاب فئة "A" بنسبة تقل بنحو 20 في المئة ثم فئة "AB" فيما الأقل قدرة على تحمل الصيام من الجميع هم أصحاب فئة الدم "B".
وأما من ناحية لون البشرة، فأصحاب اللون الداكن يتحملون الصيام أكثر من ذوي اللون الأبيض فيما يشق الصيام على نحوٍ خاص لمن هم من العرق الأصفر.
وللصيام من وجهة نظر الفايد علاقة بالمكان، ففرنسا مثلاً يكون الصيام فيها صعباً مقارنةً مع منطقة مثل شبه الجزيرة العربية التي يتحمل سكانها الصيام رغم ارتفاع درجات الحرارة أكثر من غيرهم، ويشهد على ذلك من يؤدون العمرة.
المرأة والرجل
ويقول الفايد إن المرأة بشكلٍ عام أقدر على الصيام من الرجل وتفسيره لذلك أن مخزون الدهون عند المرأة أعلى من الرجل، إذ يصل إلى 22 في المئة مقارنة مع 11 في المئة عند الرجل، وهو ما يساعدها على تحمل الصيام أكثر من الرجل.
ويشير في هذا السياق إلى أن فوائد الصيام عند المرأة تنعكس على البشرة والشعر ولذا يُلاحظ إشراق وجه المرأة في الأيام الأخيرة من شهر الصيام لأنها تكون قد حصدت فوائد الجوع طيلة أيام الشهر.
ولكنه يشدد من جهة أخرى على ضرورة أن يكون الصيام "صحيحاً" كي تحصل المرأة على هذه الفائدة، من خلال الامتناع عن تناول اللحوم وأي من المنتجات الحيوانية،
الالتزام بنظام تغذية نباتي، تناول بعض السمك غير المقلي في الزيوت واستهلاك زيت الزيتون فقط.
ويشير الفايد إلى أن للصيام تأثير مهديء على المرأة (إن تم بطريقة صحيحة) على عكس الرجل، "إذ يسهم الجوع خلال ساعات الصيام في ضبط الهرمونات ذات العلاقة عند المرأة فيما يُلاحظ أن الرجل يصبح عصبياً أكثر مع الصيام".
القولون وسرعة الحرق
ترى مديرة المركز الريادي للتغذية العلاجية ربا العباسي، أن القدرة على تحمل الصيام عند الرجل قد تكون أقل لأن الكتلة العضلية عنده أعلى من المرأة ما يعني أنه أسرع حرقاً للدهون منها وبالتالي فإن احتمال أن يداهمه الشعور بالجوع يكون أكبر. وتنصح الرجل بالتغلب على ذلك من خلال الحرص على تناول وجبة السحور وتجنب التهام الطعام بسرعة مما قد يشعره بعدم الشبع، وتشدد على أن تكون وجباته متكاملة.
وتنوه العباسي إلى أهمية إجراء فحوصات للدم أو اللعاب لغرض الكشف عن أي مشاكل بالجهاز الهضمي أو تحديد سرعة الحرق عند الأشخاص.
وأشارت إلى أن من يعانون من مشاكل في القولون أو غيره من أعضاء الجهاز الهضمي غالباً ما يكون صيامهم أكثر صعوبةً من غيرهم ومثلهم من يتمتعون بسرعة حرق عالية فهم يستشعرون الجوع بسرعة أكبر.